في فبراير/ شباط الماضي كان الرئيس الأمريكي دفع ب30 ألف جندي إضافي للانضمام إلى قواته البالغة 130 ألف جندي في العراق في إطار استراتيجية جديدة لكبح العنف الطائفي الجامح لإتاحة الوقت أمام القيادات العراقية للتوصل إلى تسوية سياسية، وسط معارضة الديمقراطيين القوية للخطوة. والآن وقبيل أيام فقط من شهادة قائد القوات الأمريكية في العراق، الجنرال ديفيد بتريوس، أمام الكونغرس بشأن مدى فعالية زيادة القوات الأمريكية التي أرسلها جورج بوش إلى هناك، في خطوة سبقها صراع مرير مع الديمقراطيين، اتهم مسؤول ديمقراطي بارز الإدارة الأمريكية، بالتلاعب في تقرير العراق المتوقع صدوره الأسبوع المقبل. ثاني أعلى مسؤول في مجلس الشيوخ وصف أنه وعبر تلاعب حذر في الإحصائيات فإن تقرير بوش-بتريوس سيسعي لإرغامنا على أن العنف في العراق في تراجع، وأن زيادة القوات الأمريكية هناك فعالة. السيناتور ديك ديربن وهو أحد منتقدي الحرب على العراق، كشف كذلك عن وجود مراسلات له مع موظفين مدنيين يعملون على جمع البيانات، وكتابة مقاطع من النتائج التي سيتضمنها التقرير. وفي عبارة فجرها كقنبلة قال ديربن :أراسل بعضهم يومياً تقريباً، عندما يرسلون بتقرير غير مرضٍ عن أشياء تحدث في بغداد، يذكرهم رؤساؤهم أن ذلك غير مقبول نحن بحاجة إلى تقرير إيجابي - فيعيدونها مجدداً للتنقيح.. هذه حقيقة الآن. يتوقع من الجنرال بتريوس قائد القوات الأمريكية في العراق وخلال الأيام القليلة القادمة أن يدلي بشهادته حول مدى التقدم الأمني الذي أحرزتهزيادة القوات الأمريكية في العراق ب30 ألف جندي. والديمقراطيون في الكونغرس الأمريكي بدأوا من جهتهم مؤخراً تنسيق جهودهم في إطار محاولة للتصدي لتأثير التقرير، الذي قد يقوض مساعيهم لإقناع الجمهوريين للتصويت إلى جانبهم لسحب القوات الأمريكية من العراق. زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد قدم عدداً من التساؤلات حول مصداقية قائد القوات الأمريكية في العراق. ريد قال أيضاً عن الجنرال بتريوس : إنه أدلى بعدد من التصريحات خلال السنوات القليلة الماضية التي ثبت عدم دقتها.. مضيفاً أعتقد أن هذا الرجل الصالح - الجنرال بتريوس - سيقدم لنا ما يعتقد أنه الصواب في التقرير، الذي لم يعد تقريره بل للرئيس جورج بوش. مسؤول جمهوري اعتبر مساعي الديمقراطيين محاولة للتشكيك في مصداقية الشاهد، فرد قائلاً المشكلة تكمن في أن تقديرات بتريوس تفوق بأربع مرات تلك العائدة للديمقراطيين بالكونغرس. رئيس مكتب المحاسبة الأمريكي، ديفيد وولك (غير مرتاح) إلى المنهج المتبع في إحصاء قتلى العراق وكيفية تصنيف القتل كجريمة جنائية أو في إطار التصفيات الطائفية. وخلال شهادته الجمعة أمام لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ، أثار بدوره تساؤلات حول كيفية تجميع تلك الإحصائيات. ثمة طابع من السرية يغلف النهج المتبع في عمليات إحصاء القتلى ومن أجل ذلك طالب وولكر في شهادته أعضاء مجلس الشيوخ الضغط للمطالبة بالكشف علانية عن تلك المعلومات. كما كشف أن الآلية المتبعة في الإحصاء تعتمد أسلوباً من نوع: إذا عثر على جثة بطلق ناري من الأمام يتم تصنيفها كجريمة اعتيادية، أما إذا كان الجرح من الخلف فتدرج كعنف طائفي!!.. فيما يشكك ديربن في الأرقام التي سيتضمنها تقرير بتريوس حول عدد ضحايا العنف الطائفي الذي يضرب العراق، والذي تشير الإحصائيات إلى تراجعه خلال الشهور القليلة الأخيرة. [email protected]