وصل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات اليوم الجمعة على متن مروحية إلى مستشفى "بيرسي" العسكري في كلامار (او-دو-سان) في ضاحية باريس لتلقي العلاج من مشكلة نقص الصفائح الدموية التي يعاني منها عرفات والتي يمكن أن تؤدي إلى الموت.و.قالت ممثلة السلطة الفلسطينية في فرنسا ليلى شهيد اليوم إن التشخيص الطبي المتعلق بوضع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات الذي أدخل مستشفى عسكريا قرب باريس, لن يصدر قبل بضعة أيام. وأضافت ليلى شهيد في مؤتمر صحفي أمام مستشفى بيرسي في كلامار (غرب باريس) "أن أطباء المستشفى تولوا الاهتمام بياسر عرفات منذ الساعات الأولى لوصوله لوضع التشخيص الصحيح" وأفادت أنه يقيم في الغرفة التي خصصت له. وأوضحت ليلى أن معرفة النتيجة ستستغرق أياما عدة حسب خطوات الفحص التي تحتاج إلى وقت، وعن حالة عرفات أكدت أنه "متعب جدا, إلا أنه واع ومرتاح لوجوده هنا". وقد بدأ ياسر عرفات عقب وصوله مباشرة عدة فحوص على يد متخصصين في الدم، وكان عرفات قد وصل بعد ظهر اليوم إلى العاصمة باريس على متن طائرة طبية فرنسية بعد أن نصح أطباؤه بنقله إلى الخارج لتلقي العلاج إثر تدهور وضعه الصحي. وهبطت الطائرة "داسو فالكون" التي أقلت عرفات ومرافقيه من العاصمة الأردنية عمان في مطار فيلاكوبلاي العسكري القريب من باريس. وكانت وزارة الدفاع الفرنسية قد قالت إن الطائرة تأخرت ساعة عن موعد وصولها المحدد لأنه لم يكن لديها تصريح بالطيران في الأجواء الإسرائيلية. وفي الأردن أوضح مراسل الجزيرة أن الأطباء نقلوا الرئيس عرفات على كرسي متحرك إلى طائرة فرنسية طبية كانت تنتظره في أرض المطار بعد وقت قصير من وصوله، مشيرا إلى أنه كانت هنالك رغبة في عدم تأخير الإقلاع نظرا لحالته الصحية. وقال عرفات لمساعديه قبل صعوده إلى الطائرة إنه "سيعود إن شاء الله". وقد تجمع حوالي 100 صحافي أمام مدخل المستشفى لدى وصول عرفات بالإضافة إلى نحو عشرة من مؤيديه الذين رفعوا أعلاما فلسطينية.وتم نشر نحو 80 شرطيا حول المبنى لضمان امن الرئيس الفلسطيني.ووصل عرفات إلى المستشفى على متن مروحية انطلقت من مطار فيلاكوبلي العسكري القريب من باريس بينما وصلت أربع سيارات سوداء واكبتها دراجات نارية للشرطة إلى كلامار وعلى متنها مقربون من عرفات. اختارت فرنسا إرسال طائرة داسو فالكون النفاثة العسكرية إلى عمان لنقل عرفات إلى مطار فيلاكوبلي العسكري وذلك لأسباب أمنية حيث تعتبر هذه هي أول مرة يغادر فيها عرفات الأراضي المحتلة بعد قرابة ثلاث سنوات قضاها في مقره العام في المقاطعة في رام اللهبالضفة الغربية يحاصره الجيش الإسرائيلي. اعلنت وزارة الدفاع الفرنسية اليوم الجمعة إن الطائرة التي تقل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى باريس "لم تحلق فوق إسرائيل" لان فرنسا لا تملك موافقة دائمة بهذا الخصوص. من جانبها ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة إن هناك الحكومة الإسرائيلية تشهد انقسامات حول مسألة عودة رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات الذي سافر إلى باريس لتلقي العلاج، إلى رام الله في الضفة الغربية. وقالت الإذاعة إن وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم ومسئولين كبار في وزارة الدفاع يعتبرون إن مسألة عودة عرفات المحتملة لم تحسم، على عكس ما يؤكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون. من ناحيته قال رعنان جيسين المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي إن إسرائيل "سمحت لياسر عرفات بالذهاب لتلقي العلاج والعودة" مضيفا إن "الأمر يتعلق بخطوة إنسانية بحتة ليس لها تفسيرا سياسيا لها حيث أننا لازلنا نعتبر عرفات زعيما إرهابيا" موضحا أن شارون وافق على السماح لعرفات بالذهاب، بناء على طلب من أبو علاء (رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع) والمصريين"، رافضا إيضاح ما إذا كان سيسمح لعرفات بالعودة فقط إلى رام الله أو إلى مكان آخر في الأراضي الفلسطينية. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الجمعة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي وافق على عودة رئيس السلطة الفلسطينية بعد تلقيه العلاج في باريس. وقالت إن شارون قطع هذا التعهد في اتصال هاتفي مع الرئيس المصري حسني مبارك ليل الخميس الجمعة. كما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز أيضا تأييده لإبعاد الزعيم الفلسطيني "في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة" وكانت الحكومة الإسرائيلية اتخذت قرارا مبدئيا اثر حصول عملية انتحارية فلسطينية، "بالتخلص" من ياسر عرفات الذي وصفته "بالعقبة الرئيسية" أمام السلام. وتسبب هذا الموقف بحملة احتجاج في كل أنحاء العالم، رغم أن ارييل شارون كان عدل عن وضع مشروعه قيد التنفيذ بناء على طلب من الرئيس الأمريكي جورج بوش. وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أيضا انه تعهد للولايات المتحدة بعدم قتل الزعيم الفلسطيني. وقال جيسين من جهة ثانية إن الوضع الصحي لياسر عرفات أو موته المحتمل "لن يترك انعكاسات على خطة" رئيس الوزراء الإسرائيلي للانسحاب من غزة التي تم تبنيها الثلاثاء في الكنيست الإسرائيلي مضيفا أنه سيتم تطبيق هذه الخطة وفق البرنامج المحدد". وتنص الخطة على إخلاء القوات الإسرائيلية لقطاع غزة وإجلاء المستوطنين البالغ عددهم 800 ألف منه بحلول نهاية السنة المقبلة مشيرا إلى أن احتمال موت ياسر عرفات يعرض للتشكيك المبرر الأساسي الذي اعتمد عليه شارون لاتخاذ القرار بشكل أحادي. فقد أعلن شارون مرارا رفضه التفاوض حول آلية الانسحاب من غزة مع الفلسطينيين، مشيرا إلى غياب "شريك" في الجانب الفلسطيني طالما أن عرفات يمسك بالسلطة.