يبدو أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تتجه إلى تحويل منطقة الشرق الأوسط إلى منطقة حروب دائمة ، فبعد الحرب التي شنتها الإدارة الأمريكية على العراق وأفغانستان ، والمؤشرات التي تؤكد أن العالم أصبح قاب قوسين أو أدنى من حرب جديدة على إيران ، أكدت تقارير صحفية عن استعداد الجيش الأمريكي للدخول في حروب جديدة تستمر ما بين 10 إلى 15 عاما . وأكدت مجلة "ديفنس نيوز" الأمريكية التي تعنى بالشؤون العسكرية والأمنية في تقرير لها في عددها الصادر هذا الأسبوع ، أن الجيش الأمريكي يستعد لخوض حروب لمدة خمسة عشر عاما قادمة , كما توقعت حصول تغيرات في الإستراتيجية السياسية والعسكرية الأمريكية. وقالت المجلة نقلا عن المدير العام لمركز المقدرة العسكرية الجنرال مايكل فان قوله : " إن الأمر لا يتعلق فقط بالحرب الدائرة في العراق وأفغانستان حيث أننا نرى صراعات مسلحة مع دول ومع عناصر غير دول خصوصا من الحركات الإسلامية المتطرفة" على حد تعبيره. وأضافت المجلة أن الإستراتيجيين العسكريين الأمريكيين يعتقدون أن الحروب ستمتد لفترة تتراوح ما بين 10 إلى 15 سنة على الأقل . وكان رئيس أركان الجيش الأمريكي جورج كيسي قدحذر في شهادة له أمام لجنة الأسلحة والقوات المسلحة المنبثقة عن مجلس النواب الأمريكي يوم 26 سبتمبر من أن "الحروب قد يمتد أمدها", مضيفا أن "هذه الحروب قدتأتي نتيجة محاولات السيطرة على أراض أو الثروات الطبيعية". وتشهد منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة الماضية توترا كبيرا بين الولاياتالمتحدة والغرب من جهة وإيران من جهة أخرى والذي بدأ يأخذ منحنى أكثر تصاعدياوخاصة بعد التقارير الصحفية التي تؤكد وضع واشنطن خططا عسكرية ومكثفة لضرب إيران،وكانت المصادر كشفت عن وضع خطة تطلق عليها اسم "كش ملك"، تتضمن توجيه ضربات جوية إلى أهداف عسكرية ونووية في إيران. وأكدت المصادر أن القيادة العسكرية الأمريكية قامت مؤخراً بتشكيل مجموعة إستراتيجية خاصة، مكلفة بالتخطيط للحرب على إيران تم إلحاقها على سلاح القوات الجوية على غرار مجموعة مماثلة تولت التخطيط للحرب على العراق في العام 1991. وجاء في تقرير نشرته صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية الأحد أن المجموعة التي صدر قرار بتشكيلها في يونيو/ حزيران الماضي، سيكون عملها الأساسي "تقديم المعطيات الخططية، التكتيكية، والعملياتية، والإستراتيجية للقوات القتالية، والتي يمكن دعمها لوجيستياً وتنفيذها سياسياً". ويترأس هذه المجموعة الجنرال لورانس شتوزرايم، الذي يعتبر واحداً من ألمع جنرالات القوات الجوية، ويعاونه الدكتور لاني كاس الضابط السابق بالجيش الإسرائيلي، والخبير المختص بالحرب الإلكترونية، وفقاً للصحيفة البريطانية. كما بدأت واشنطن في تكوين حشد عربي ضد إيران حيث كشفت صحيفة "صنداى تلجراف" البريطانية،في عدد سابق لها عن خطة لسلاح الجو الأمريكي لتدريب قادة عسكريين عرب في الأردن وبعض دول الخليج العربي؛ استعدادًا لشن عمل عسكري محتمل على إيران . وذكرت الصحيفة في افتتاحيتها أن مسئولين عسكريين أمريكيين اعترفوا بتنسيق تبادل المعلومات الاستخباراتية مع بعض الدول الخليجية، كما نظموا تدريبات مشتركة، بهدف تيسير عمليات القتال وذلك خلال مؤتمر عسكري حول الحرب الجوية عُقد الأسبوع الماضي في واشنطن. في المقابل كثفت الجمهورية الإيرانية من استعداداتها للتصدي لأي ضربة عسكرية محتملة لمنشآتها النووية الإيرانية,حيث أكدت تقارير صحفية عن وضع طهران لخطة عسكرية لضرب الدولة العبرية في حال ارتكب النظام الاسرائيلي أي حماقة,وقام وفد ايراني بزيارة أنقرة لمعرفة أبعاد وحقائق الغارات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا وتركيا والاستفادة منها. وصرح محمد علوي نائب قائد سلاح الجو الايراني:" إن بلاده وضعت خطة لضرب اسرائيل في حال قررت اسرائيل مهاجمة ايران, وبالنسبة لنا فقد وضعنا خطة بحيث أنه في حالة ارتكاب النظام الاسرائيلى لاي حماقة فسيكون بمقدور القاذفات الايرانية الرد بمهاجمة الاراضي الاسرائيلية", الإ أنه استبعد إمكانية قيام إسرائيل عن توجيه ضربات ضد الدولة الفارسية