أعلنت الحكومة العراقية المؤقتة الاحد حال الطوارئء في جميع مناطق العراق لمدة وقال ثائر النقيب المتحدث باسم رئيس الوزراء اياد علاوي في مؤتمر صحافي "قررنا اعلان حال الطوارئ في جميع انحاء العراق باستثناء اقليم كردستان لمدة 60 يوما من تاريخ صدور هذا القرار". واضاف ان القرار اتخذ استنادا الى احكام المادة رقم واحد من قانون السلامة الوطنية لسنة 2004" موضحا انه "يتعين على الوزراء تنفيذ هذا القرار وفقا لمتطلبات توفير الامن واصدار الاوامر اللازمة في المناطق التي يتعين البدء بتنفيذ القانون فيها". واوضح ان الحكومة "اتخذت القرار بعد استنفاد الاساليب السلمية الممكنة وقامت بجميع الاتصالات اللازمة والواسعة لادخال الجميع في العملية السلمية بديلا عن اللجوء للعنف". وندد "بما قامت به هذه الزمر من تدمير متعمدد للبنى التحتية للبلاد بشكل يومي" ومحاولات "منعها تعطيل العملية الديموقراطية السلمية المتمثلة باجراء الانتخابات". ويتزامن اعلان حال الطوارئ مع مواصلة الاستعدادات العسكرية الامريكية لشن هجوم مرتقب على الفلوجة ومناطق اخرى في وقت قريب. وينص قانون السلامة الوطنية على "صلاحية رئيس الوزراء وباجماع الوزراء على اعلان حال الطوارئ في اي منطقة يتعرض فيها الشعب العراقي لمخاطر كبيرة تهدد حياة الافراد". وكان نائب الرئيس العراقي ابراهيم الجعفري المح الاحد الماضي الى امكانية تطبيق قانون الطوارئ في البلاد وقال في ختام لقائه المرجع الشيعي الكبير اية الله علي السيستاني في النجف ان "قانون اعلان حال الطوارئ مطروح في مجلس الوزراء كما طرح في مجلس الرئاسة للمصادقة عليه". واضاف ردا على سؤال "ليست هناك عملية تلازم بين الانتخابات والقانون فقد يطبق مع اجرائها وقد يطبق قبلها فدول العالم كلها تلجأ الى تطبيقه عندما تكون اوضاعها الامنية على هذه الحال" مشيرا الى ان "الخروقات الامنية لم تعد خافية على احد". ولفت الجعفري الى انه في حال تطبيق القانون "فسيكون في المناطق المتوترة مع تحديد سقف زمني لذلك". وياتي ذلك في وقت تتصاعد فيه حوادث القتل الجماعي التي يتعرض لها منتسبي الشرطة العراقية‘وذكرت وكالة أنباء "فرانس برس" أن عناصر الشرطة العراقية تعرضت لمجازر في المناطق السنية في البلاد خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة في حين تنهي القوات الامريكية الاستعدادات لشن هجوم مرتقب على الفلوجة. ونقلت الوكالة عن ضابط في الشرطة العراقية قوله ان مجموعة مسلحة قتلت بدم بارد 21 شرطيا فجر الأحد خلال هجمات على مركزين للشرطة في محافظة الانبار. وأضاف الضابط العراقي ان "عشرات المسلحين قد يبلغ عددهم حوالى المئتين اقتحموا مراكز الشرطة في حديثة والحقلانية التي تبعد مسافة 10 كلم الى الشرق". واوضح رافضا ذكر اسمه ان "عشرات المسلحين هاجموا مركز الشرطة الرئيسي في المدينة ونزعوا أسلحة عناصره وجمعوهم قبل ان يقتلوهم رميا بالرصاص". واكد العثور على "جثث الشرطيين وقد وثقت أيديهم وراء ظهورهم في إحدى غرف مركز الشرطة الذي يعمل فيه حوالي أربعين جندياً". وقال ان المهاجمين اخذوا معهم اسلحة الشرطة و15 سيارة قبل ان يضرموا النار في المكان. ويستعد سكان حديثة لدفن ضحاياهم لان غالبية عناصر الشرطة متحدرين من المنطقة. وتتعرض القوات العراقية والأمريكية لهجمات دامية في محافظة الانبار‘ وقد قتل 19 شرطيا وأصيب 47 آخرون بجروح في هجوم بواسطة سيارة مفخخة على أكاديمية الشرطة في بلدة البغدادي قرب "هيت" في الأنبار في 23 أكتوبر المنصرم. كما قتل 15 من عناصر الحرس الوطني العراقي في هجوم شنته عناصر مسلحة على مركزهم منتصف الشهر نفسه واستولت على أسلحتهم في بلدة القائم قرب الحدود مع سوريا في المحافظة ذاتها. وقبل ذلك قضى السبت 26 من قوات الامن العراقية في اعمال عنف في سامراء (125 كلم شمالاً) حيث استمر فرض حظر التجول السبت متزامنا مع حملات دهم غداة سلسلة الاعتداءات. وشنت وحدات من قوة التدخل السريع والحرس الوطني والجنود الامريكيين حملة دهم في الأحياء الشمالية في القادسية والمعمل‘ أوقفت خلالها أربعة مشتبه بهم. وتبنت الاعتداءات جماعة أبو مصعب الزرقاوي الذي يعتبره الامريكيون من ألد أعدائهم ويشتبه بأنه يتخذ من الفلوجة ماوى لأنصاره. إلى ذلك حشدت القوات الامريكية قرابة 20 ألف عسكري قرب الفلوجة بينهم 12 ألفاً سيشاركون في الهجوم المرتقب. وفي المدينة أفادت مصادر طبية أن أربعة عراقيين اصيبوا بجروح في قصف مدفعي وجوي استهدف مناطق في الفلوجة ليل السبت الاحد.. كما أفاد مراسل "لفرانس برس" أن مواجهات دارت صباحا في حي العسكري لكن الحياة كانت طبيعة في وسط المدينة حيث يتسوق الناس للإفطار. واعلن متحدث عسكري امريكي ان المدفعية تدخلت صباح الاحد دعما لوحدات تعرضت لإطلاق نار في ضواحي المدينة.. وقد تعرضت الفلوجة ليل السبت الاحد لقصف جوي ومدفعي أمريكي كما أفاد بذلك الجيش الأميركي وشهود عيان. وأعلن بيان عسكري ان طائرات امريكية قصفت مرات عدة خلال الليل اهدافا في الفلوجة الواقعة الى غرب بغداد مما ادى الى "تدمير مخابىء اسلحة عديدة". وقد شدد الجيش الامريكي الطوق منذ 14 تشرين أكتوبر المنصرم حول الفلوجة التي تتعرض للقصف المدفعي والجوي بشكل شبه يومي ونشرت الاف الجنود مدعومين بوحدات من الحرس الوطني العراقي استعدادا لشن هجوم بات وشيكا على ما يبدو. من جهة اخرى عثرت الشرطة على جثث اربعة عراقيين يعملون مع القوات الامريكية ممزقة بالرصاص في مكان يبعد مسافة 40 كلم جنوب كركوك. وقال العقيد محمد رميض قائد شرطة الرشاد (65 كلم جنوب) ان "الأربعة وهم ثلاثة رجال وامرأة كانوا في سيارة متجهين الى مقر عملهم في احدى القواعد العسكرية الامريكية في تكريت عندما أطلق مسلحون النار عليهم". وفي بغداد قال شهود عيان ان عبوة ناسفة انفجرت لدى مرور رتل امريكي قرب نقطة تفتيش رئيسية على طريق مطار بغداد.