رفض وزير الخارجية التركي علي باباجان الثلاثاء في بغداد عرض وقف اطلاق النار المشروط الذي قدمه حزب العمال الكردستاني مؤكدا ان انقرة لا تتعامل مع "منظمات ارهابية". وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي هوشيار زيباري "ان مسألة وقف اطلاق النار تكون بين بلدين بين جيشين وليس مع منظمة ارهابية. ان المشكلة هي مشكلة ارهاب". واكد حزب العمال الكردستاني الانفصالي في بيان مساء الاثنين استعداده لوقف اطلاق النار شرط ان يوقف الجيش التركي هجماته على مواقعه وعدم التوغل في شمال العراق. من جهة ثانية كثفت الولاياتالمتحدة جهودها في محاولة لتجنب توغل الجيش التركي في كردستان العراق فيما وعد الرئيس الاميركي جورج بوش القادة الاتراك بتعاون اميركي لمحاربة المتمردين الاكراد الذين ينشطون من شمال العراق. واتصل الرئيس الاميركي في وقت سابق ن بنظيره التركي عبد الله غول واكد له الالتزام الاميركي بالتعاون مع تركيا لمحاربة المتمردين كما اعلن البيت الابيض. وقال المتحدث باسم البيت الابيض غوردن جوندرو ان بوش قال ايضا لغول ان "الولاياتالمتحدة ستواصل حث العراقيين على التحرك ضد حزب العمال الكردستاني" الذي تتهمه بتركيا باستخدام شمال العراق كقاعدة خلفية له. كما اجرى بوش محادثات عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وحثه على التحرك ضد حزب العمال الكردستاني اثر كمين نصب لجنود اتراك واثار مخاوف اميركية من حصول توغل تركي في شمال العراق ضد حزب العمال الكردستاني. من جهة اخرى دعت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ونظيرها البريطاني ديفيد ميليباند الاثنين في واشنطن العراق وحكومة كردستان العراق الى اتخاذ "تدابير فورية" لوضع حد لعمليات حزب العمال الكردستاني انطلاقا من شمال العراق. واصدر الوزيران اللذان التقيا خلال نهار الاثنين بيانا مشتركا في ختام محادثاتهما التي وصفتها رايس بأنها "معمقة جدا". واوضح البيان المشترك ان "على الحكومة العراقية ان تثبت التزامها حيال الاستقرار الاقليمي في وقت يحصل تقدم حقيقي على صعيد الامن في داخل العراق وتبذل جهود لاطلاق عملية السلام في المنطقة". وحول حديث بوش مع المالكي اوضح ناطق باسم البيت الابيض انهما "اتفقا على العمل معا بالتعاون مع الحكومة التركية لمنع حزب العمال الكردستاني من استخدام اي جزء كان من الاراضي العراقية للتخطيط او لشن هجمات ارهابية". وقال ميليباند ورايس انهما اجريا اتصالات على اعلى مستوى مع الحكومتين التركية والعراقية. واجرت وزيرة الخارجية الاميركية ايضا اتصالا الاحد مع رئيس كردستان العراق مسعود بارزاني بحسب وزارة الخارجية الاميركية. واوضح الناطق باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك ان رايس تجري محادثات منتظمة حول هذا الملف مع البيت الابيض ووزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الذي يقوم حاليا بجولة في اوروبا الشرقية. واكد غيتس الاحد على ضرورة الحصول على معلومات محددة حول مواقع متمردي حزب العمال الكردستاني في العراق قبل القيام باي تحرك ضدهم. وقال غيتس في ختام لقاء عقده في كييف مع نظيره التركي وجدي غونول "علينا معرفة ما اذا يمكننا العمل معا من اجل الرد على هذا التهديد" من حزب العمال الكردستاني. واضاف "من الضروري جمع معلومات تتيح لنا ايجاد اولئك الاشخاص" مشددا على ان "ذلك يجب ان يسبق اي عمل كان" ضد حزب العمال الكردستاني في العراق. واوضح ان التحرك "بدون اهداف محددة سيؤدي على الارجح الى اضرار جانبية كبرى". من جهته اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاثنين في مقابلة مع صحيفة "التايمز" البريطانية الولاياتالمتحدة بعدم التحرك ازاء المتمردين الاكراد معتبرا ان ذلك يساهم في تاجيج "موجة العداء لاميركا" المتنامية في تركيا. وتخشى واشنطن تدهور علاقاتها مع تركيا التي تاثرت بالتوتر على الحدود التركية-العراقية لكن ايضا باحتمال تصويت الكونغرس الاميركي على مشروع قرار يعترف بالمجازر بحق الارمن ابان حكم السلطنة العثمانية خلال الحرب العالمية الاولى بانها "ابادة". ويعتبر امكان استخدام المجال الجوي التركي امرا مهما جدا للولايات المتحدة حيث ان 70% من الشحن الجوي الاميركي و30% من المحروقات و95% من الاليات المدرعة الجديدة تمر عبر قاعدة انجرليك الجوية (جنوب تركيا) في طريقها الى العراق. - فرانس برس: