نقلت طائرات هليكوبتر تركية مزيدا من القوات الى الحدود مع العراق يوم الجمعة في الوقت الذي بدأت فيه جهود دبلوماسية في انقرة لتفادي شن هجوم ضخم ضد المتمردين الاكراد المتمركزين في شمال العراق. وقالت وكالة أنباء الاناضول ان طائرات هليكوبتر من طراز كوبرا وطائرات مقاتلة قصفت ايضا حصون لحزب العمال الكردستاني تم اكتشافها بعد طلعات استطلاعية على الحدود وداخل تركيا التي تملك ثاني اكبر جيش في حلف شمال الاطلسي. وحشدت أنقرة ما يصل الى 100 ألف جندي على طول الحدود الجبلية استعدادا لشن عملية محتملة عبر الحدود لسحق نحو ثلاثة الاف متمرد من حزب العمال الكردستاني يشنون هجمات على تركيا انطلاقا من شمال العراق. وكثف دبلوماسيون عراقيون وأتراك وأمريكيون جهودهم لتجنب حدوث توغل تركي كبير لكن رئيس وزراء تركيا ورئيسها قالا مرارا ان تركيا لن تتغاضي عن شن حزب العمال الكردستاني المزيد من الهجمات من العراق. وقال مصدر عسكري طلب عدم نشر اسمه لرويترز في جنوب شرق تركيا "بدأنا نحرك مزيدا من القوات من اقاليم اخرى الى اقليم سيرناك." وعزز الجيش التركي مستويات القوات ولاسيما في اقليمي هاكاري وسيرناك المجاورين للعراق. وابلغت مصادر أمنية رويترز أن عشر طائرات هليكوبتر من طراز سيكورسكاي تحمل جنودا وعتادا عسكريا اقلعت من اقليم هاكاري وتوجهت الى منطقة داجليجا قرب الحدود العراقية. وبدأ وفد عراقي محادثات مع المسؤولين المدنيين والعسكريين الاتراك في انقرة يوم الجمعة. وقال وزير الدفاع العراقي اللواء عبد القادر جاسم رئيس الوفد للصحفيين انهم جاءوا بمقترحات ملموسة. وامتنع عن الادلاء بتفصيلات اخرى. وقال مسؤول تركي طلب عدم نشر اسمه لرويترز "بالنسبة للعراقيين هذه المقترحات ربما تكون ملموسة وقوية ولكن بالنسبة لنا فبعض هذه المقترحات ربما تكون ضعيفة لان رؤيتنا تختلف ولذلك فاننا نجري الآن مشاورات داخلية." واضاف أن هذه المحادثات تسير في خط متواز مع المحادثات الثنائية. وصرح متحدث باسم وزارة الدفاع العراقية للصحفيين بأن كل شيء يمضي في مساره في المحادثات التي وصفها بأنها ايجابية . وقال ان هناك اتفاقا بشأن بعض الامور ومن المتوقع حدوث مزيد من الوضوح بعد عقد اجتماع اخر في وقت لاحق يوم الجمعة. وتشك انقرة التي تريد أن تقوم السلطات الامريكية والعراقية باغلاق معسكرات حزب العمال الكردستاني وتسليم زعماء المتمردين في قدرة بغداد على قمع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق وهي منطقة تقطنها اغلبية كردية وليس للحكومة المركزية نفوذ يذكر فيها. وأثار الزعيم الكردي العراقي مسعود البرزاني غضب تركيا برفضه التحرك ضد حزب العمال الكردستاني . وقال ان مقاتلي البشمرجة سيقاومون اي توغل تركي. وليس للقوات الامريكية وجود الى حد كبير في شمال العراق. وتحرص الولاياتالمتحدة على الحيلولة دون شن هجوم تركي واسع النطاق في شمال العراق ليس خوفا من زعزعة استقرار اهدأ منطقة في البلاد فحسب بل ربما استقرار المنطقة بأسرها ايضا. وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون لصحيفة لا ستامبا الايطاليا في تصريحات نشرت اليوم الجمعة "اتعشم القيام بتحركات سلمية وليس عمليات عسكرية والتي لن تؤدي الا الى اثارة عدم استقرار بشكل قوي جدا." وتزايد ضغط الرأي العام على السلطات التركية لعمل شئ منذ ان قتل المتمردون 12 جنديا في مطلع الاسبوع. وقال حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه الولاياتالمتحدة وتركيا والاتحاد الاوروبي على انه منظمة ارهابية انه اسر ثمانية جنود. ومن المقرر ان تزور وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس تركيا لاجراء محادثات في الثاني من نوفمبر تشرين الثاني بينما من المتوقع ان يجتمع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مع الرئيس الأمريكي جورج بوش في واشنطن في الخامس من الشهر نفسه. *رويترز: