دعا البيت الابيض اليوم الاثنين الحكومة العراقية للتحرك بسرعة لمنع المتمردين الاكراد في شمال العراق من شن مزيد من الهجمات عبر الحدود في تركيا، بينما أعلن الرئيس العراقي أن حزب العمال الكردستاني سيعلن اليوم وقف إطلاق النار من طرف واحد. وقال المتحدث باسم البيت الابيض توني فراتو "لا نريد أن يكون هناك عمل عسكري موسع على الحدود الشمالية." من جهته، أعلن الرئيس العراقي جلال طالباني أن متمردي حزب العمال الكردستاني سيعلنون وقف اطلاق النار من جانب واحد مساء الاثنين. وقال طالباني للصحافيين في مطار السليمانية (شمال) قبل توجهه الى العاصمة بغداد, "من المقرر ان يعلن حزب العمال الكردستاني وقف اطلاق النار من طرف واحد هذه الليلة". ولم يعط طالباني مزيدا من التفاصيل. ولم يؤكد حزب العمال الكردستاني ايقاف اطلاق النار. وقال عبد الرحمن الجادرجي مسؤول العلاقات الخارجية في حزب العمال الكردستاني في اتصال هاتفي ان "الحزب سيصدر بيانا هذه الليلة بهذا الخصوص". في غضون ذلك، اكد مسؤول عراقي رفيع الاثنين ان وزير الخارجية التركي علي باباجان سيقوم بزيارة بغداد الثلاثاء لمناقشة الازمة الاخيرة المتعلقة بنشاط حزب العمال الكردستاني, مع المسؤولين العراقيين، فيما قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس طلبت من تركيا التريث بضعة أيام، قبل تحركها العسكري في كردستان العراق. وقال سامي العسكري مستشار رئيس الوزراء والنائب عن الائتلاف العراقي الموحد بعد خروجه من جلسة مغلقة للبرلمان العراقي حضرها وزراء من الحكومة العراقية, ان "وزير الخارجية التركي سيصل بغداد يوم غد وسيجري حوارا مع القيادات العراقية بشأن الأزمة الأخيرة". وأضاف العسكري "هنالك احتمال ارسال وفد رسمي سياسي وامني عراقي الى أنقرة لمواصلة الحوار في هذا الاتجاه". من جانبه، اكد الجيش التركي اليوم ان ثمانية من جنوده فقدوا بعد الاشتباكات الدامية التي وقعت أمس بين الجيش والمتمردين الاكراد قرب الحدود العراقية. وجاء في بيان لهيئة الاركان انه "رغم كل عمليات البحث, الا انه لم يتسن الاتصال بثمانية عناصر فقد معهم الاتصال". واعلن حزب العمال الكردستاني انه اسر ثمانية جنود بعد الكمين الذين نصبوه لوحدة عسكرية قتل خلاله 12 جنديا تركيا. وادرج الحزب الانفصالي اسماء سبع من الجنود الاثنين على موقع على الانترنت لوكالة انباء تتحدث باسم الحزب. وقالت انه سيكشف عن هوية الثامن في وقت لاحق. وذكرت هيئة الاركان ان اشتباكات متفرقة لا تزال تدور في المنطقة. وارتفع عدد قتلى حزب العمال الكردستاني الى 34, حسب البيان بعد ان ذكر سابقا ان عددهم 32 مقاتلا, الا انه لم يتحدث عن اصابات بين الجيش. ويعقد زعماء اتراك اجتماع الاثنين لتقييم الرد على هجوم الحزب الانفصالي الذي جاء بعد ايام من اصدار البرلمان تخويلا للحكومة بشن عمل عسكري اذا دعت الضرورة في شمال العراق حيث يختبىء عناصر الحزب. وقال رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان إن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس طلبت من تركيا التريث بضعة أيام، قبل التحرك ضد متمردي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. وحذر اردوغان في مقابلة نشرت الاثنين من ان فشل الولاياتالمتحدة في التحرك ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العرق يهدد العلاقات الوثيقة بين واشنطن وانقرة. وقال اردوغان الذي يبدأ زيارة مدتها يومان الى بريطانيا الاثنين, ان الحزب المتمرد يختبئ وراء الحكومتين الاميركية والعراقية ويستخدم اسلحة اميركية ضد القوات التركية. واضاف في مقابلة اجراها مع صحيفة "التايمز" قبل مقتل 12 جنديا تركيا الاحد في كمين نصبه المتمردون الاكراد "لقد تحدثنا مع (الرئيس الاميركي جورج بوش) حول هذه المسالة الا اننا لم نتلق اي نتيجة ايجابية". وقال اردوغان "اذا وفر بلد مجاور المأوى الامن للارهاب (...) ولدينا حقوق بموجب القانون الدولي, فسنستخدم هذه الحقوق وليس علينا ان نحصل على إذن من احد". الا انه اضاف انه يمكن تجنب القيام بعمل عسكري اذا تحركت الولاياتالمتحدة والعراقيون لطرد عناصر حزب العمال الكردستاني. وتابع ان المشاعر المعادية للولايات المتحدة تتزايد حاليا في تركيا التي تعتبر حليفا اساسيا للولايات المتحدة وتوفر طريقا مهما للامدادات الاميركية الى العراق وافغانستان. واتهم اردوغان الكونغرس الاميركي "باطلاق رصاصة" على العلاقات التركية الاميركية بتبنيه قرارا يصف مقتل الارمن على يد العثمانيين في الحرب العالمية الاولى على انه "عملية ابادة". وقال اردوغان "اميركا ربما خسرت صديقا مهما". /العربيةنت