وسط تحذير دولي ودعوات عراقية لعدم التوغل ودعم سوري، وافق البرلمان التركي باغلبية ساحقة مساء اليوم الأربعاء على طلب الحكومة السماح للجيش بالتوغل في شمال العراق لملاحقة اعضاء حزب العمال الكردستاني ، وتوفر موافقة البرلمان الاساس القانوني لاي حملة عسكرية عبر الحدود في الوقت الذي يراه الجيش مناسبا . وجاء التصويت بنتيجة 507 أصوات مقابل 19 صوتاً معارضاً فقط، وقد تم بموجبه تفويض الحكومة لمدة عامل كامل صلاحية شن عمليات داخل العراق، فيما شددت مصادر حكومية على أن هذا القرار لن يعني بالضرورة إقفال باب التسويات السياسية. وكان البرلمان التركي قد عقد جلسة مغلقة للبت في طلب الحكومة السماح للجيش التوغل في شمال العراق فى تحد للضغوط الدولية وان كانت قللت من شأن احتمالات شن هجوم وشيك . ومن جانبها حثت الولاياتالمتحدة حكومة أنقرة على عدم تنفيذ عملية عسكرية عبر الحدود العراقية-التركية لمطاردة المتمردين الأكراد الذين يعملون من قواعدهم في إقليم كردستان العراق. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية شون ماكورميك قد حذر من أي خطوة أحادية الجانب، مضيفا "إذا كانت لديهم مشكلة عليهم العمل معاً لحلها، وأنا لست متأكداً من أن الإجراءات أحادية الجانب هي الطريقة لذلك، لقد تداولنا الأمر علانية وسراً، طوال شهور عديدة والفكرة الأساسية هي أن من الأهمية بمكان العمل بالتعاون لحل هذا الإشكال. وكانت الإدارة الأمريكية قد أدانت الاثنين هجمات المتمردين الأكراد التي أدت إلى مقتل 27 جندياً ومدنياً في تركيا مؤخراً، قائلة إنها تقوض الأمن في كل من العراق وتركيا، وطالبت حكومة بغداد بكبح الانفصاليين الذين ينطلقون من أراضيها. وطالب الناطق باسم الخارجية الأمريكية، شون ماكورماك، الحكومة العراقية اتخاذ تدابير فعالة ضد انفصاليي "حزب العمال الكردستاني" الذي يشن هجمات ضد الجيش التركي منذ عام 1984 انطلاقاً من قواعد في شمال العراق. وأضاف ماكورماك "حزب العمال الكردستاني لا يهدد تركيا دون سواها، بل يقوض أيضاً أمن العراق. الجانبان تعهدا بالتعاون لمحاربة الإرهاب وفق اتفاقية 28 سبتمبر/أيلول"، وأردف: "ندعو السلطات العراقية لتبني تدابير فاعلة ضد حزب العمال الكردستاني". وبدوره دعا الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس وزرائه نوري المالكي تركيا إلى منح الحكومة العراقية مزيداً من الوقت لوقف هجمات حزب العمال الكردستاني، وأعرب الرئيس العراقي جلال الطالباني اليوم الأربعاء في باريس عن أمله بأن تمتنع تركيا عن التدخل عسكريا في العراق لمهاجمة قواعد تابعة لمتمردي حزب العمال الكردستاني. وقال الطالباني في ختام لقاء مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووزير الخارجية برنار كوشنير في قصر الاليزيه: "نأمل أن تكون حكمة صديقنا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان كافية لمنع حصول تدخل عسكري". وأضاف: "نحن كحكومة عراقية مستعدون للتعاون مع السلطات التركية من اجل التوصل إلى اتفاق وإننا بصدد تفعيل اللجنة الثلاثية المؤلفة من تركيا والعراق والولاياتالمتحدة لتسوية هذه المشكلة". كذلك، جدد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان التزام بلاده منع الانفصاليين الأكراد من استخدام الأراضي العراقية لشن هجماتهم ضد الأتراك، وقال المالكي إن العراق مصمم على إنهاء وجود هذه المجموعة ونشاطها في الأراضي العراقية.