كشف الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي أن قادة المجلس خيَروا إيران في ختام القمة التي أنهت أعمالها اليوم الثلاثاء في العاصمة القطرية الدوحة، بين التفاوض على الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة وبين اللجوء إلى التحكيم الدولي. وقال عبد الرحمن العطية، الأمين العام للمجلس، لقناة العربية أن قادة دول الخليج خيَروا إيران بين التفاوض على الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وبين اللجوء إلى التحكيم الدولي. وعبر المجلس في البيان الختامي للقمة عن "الاسف لعدم احراز الاتصالات مع جمهورية ايران الاسلامية اية نتائج ايجابية" في قضية الجزر الخليجية الثلاث المتنازع عليها بين الاماراتوايران, وجدد المطالبة ببسط السيادة الاماراتية عليها. وكان الرئيسان الاماراتي الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان والايراني عقدا اجتماعا ثنائيا على هامش القمة بتدبير من امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. الا ان وزير الخارجية الاماراتي الذي التقى نظيره الايراني منوشهر متكي قال للصحافيين ان اللقاءات بين الطرفين "غلب عليها طابع المجاملة". ونقطة الخلاف الرئيسية بين البلدين هي قضية الجزر الثلاث في الخليج التي تسيطر عليها ايران وتطالب الامارات العربية المتحدة باستعادتها. وتكرر جميع القمم الخليجية المطالبة بالسيادة الاماراتية على جزر ابو موسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى, الا ان حضور الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قمة الدوحة اعاد طرح المسألة بشكل قوي, فيما تحدثت معلومات صحافية عن رغبة اماراتية بالا يتم تجاهل قضية الجزر. وسيطرت ايران على هذه الجزر الثلاث في 1971 قبيل اعلان قيام دولة الامارات العربية المتحدة وبعيد جلاء القوات البريطانية عنها. وتتحكم هذه الجزر بحركة المرور في مضيق هرمز بين الاماراتوايران. كما جدد البيان الختامي التأكيد على تمسك دول المجلس بالتوصل الى حل سلمي للازمة النووية الايرانية, وذلك غداة الكلمة التي القاها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد امام القمة وتجاهل فيها ملف بلاده النووي. وذكر البيان الذي نشر في ختام قمة الدوحة التي استمرت يومين ان المجلس "جدد تأكيده والتزامه بمبادئ مجلس التعاون الثابتة والمعروفة المتثلة في احترام الشرعية الدولية وحل النزاعات بالطرق السلمية" داعيا الى "التوصل الى حل سلمي" للازمة النووية الايرانية. كما حث قادة دول المجلس ايران على "مواصلة الحوار مع المجتمع الدولي" ورحب "باستمرار التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وجدد البيان ايضا مطالبة مجلس التعاون الخليجي بجعل منطقة الخليج والشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل "مع الاقرار بحق دول المنطقة في امتلاك الخبرة في مجال الطاقة النووية للاغراض السلمية". من جانب آخر، قالت قطر في ختام القمة ان علاقاتها مع السعودية تسير في "طريق ايجابي" بعد سنوات من التأزم كما اعتبرت ان المملكة هي "العمود الفقري" لمجلس التعاون الخليجي. وحضر العاهل السعودي عبد الله بن العزيز الى الدوحة الاثنين وشارك في القمة الخليجية في دلالة على تجاوز البلدين لخلافات استمرت سنوات. وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في مؤتمر صحافي بعيد ختام قمة الدوحة ان "حضور الملك عبدالله امر مهم (..) والعلاقات السعودية القطرية تسير في طريق ايجابي وجيد". واضاف ان "المملكة هي العمود الفقري لدول مجلس التعاون الخليجي ومهم جدا ان تكون علاقتنا بها كما يجب وكما دوما كانت تاريخيا, علاقات ود وتقارب". وكان تقارب سجل منذ فترة بين البلدين, تجسد خصوصا بزيارة امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ثلاث مرات الى السعودية لحضور القمة الخليجية الماضية وقمة منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) الشهر الماضي اضافة الى زيارة لجدة بغرب المملكة التقى خلالها العاهل السعودي في ستمبر/ايلول الماضي./العربيةنت