الجولة الأوربية التي بدأها فخامة الأخ الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية يوم أمس بزيارة إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية تأتي في ظل الصداقة و التقارب الكبير بين بلادنا والاتحاد الأوربي الذي تشهده العلاقات بين الجانبين بتطابق وجهات النظر والرؤى السياسية تجاه مختلف القضايا على الساحة العربية والإقليمية والعالمية ..وتأتي زيارة فخامة الرئيس إلى ألمانيا الصديقة و البلدين يحتفلان بمرور 35 عاماً على استئناف العلاقات اليمنية الألمانية في ظل الكثير من الخصائص والظروف المتشابهة التي تربط اليمن وألمانيا رغم البعد الجغرافي حيث عاش الشعبان ردحاً من الزمن تحت وطأت التشطير والحرب الباردة و من حسن طالع البلدين أن يستعيدا وحدتهما في نفس العام عام 1990م..وقلما توجد هذه الخصائص والظروف المتشابهة في أية علاقة بين دولتين . .وقد كان لزيارات المتتابعة لفخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية وكذلك زيارات كبار المسئولين الألمان إلى اليمن فضلاً عن الزيارات التي يقوم بها أبناء الشعبين إلى كلا البلدين الأثر الكبير في تعزيز وتوطيد هذه العلاقات.. ولجمهورية ألمانيا الصديقة بصمات بارزة في دعم التنمية في بلادنا في مجالات الطرق و الصحة العامة و المياه و برامج التدريب والتأهيل والحفاظ على التراث الثقافي والتنمية الحضرية ودعم المساعدات الذاتية في المناطق الريفية والصناعات الصغيرة وتطوير أنظمة إدارة المعلومات من خلال استخدام الكمبيوتر ودعم مشاريع الطاقة المتجددة..وقد اختارت ألمانيا التعاون مع بلادنا كواحدة من 4 بلدان استرشادية على مستوى العالم لبرنامج العمل الألماني لتقليص الفقر.و كواحدة من 40 بلداً شريكاً رئيسياً لألمانيا من خلال المحاور التي تحددها لدخول في شراكة تنموية مع البلدان وهي احترام حقوق الإنسان ، وإشراك المواطنين في صنع القرار ، ودور القانون ، وتوفر نظام اقتصادي وفقاً لمبادئ السوق ، ودور الدولة في التنمية وهي الجوانب التي نالت بها بلادنا استحسانا دوليا كبير مع التوجه اليمني نحو العمل الديمقراطي والإصلاحات الإدارية والاقتصادية ..وقد بلغت إجمالي المساعدات التي قدمها مكتب (جي تي زد) الالماني بصنعاء لليمن 787مليون يورو منذ عام 1969م ..كماارتفع حجم الصادرات الألمانية إلى اليمن من (1.04) مليار ريال العام 99م إلى (1.62) مليار ريال العام 2003م، في الوقت الذي بلغت فيه صادرات اليمن إلى ألمانيا (261) مليون ريال العام 99م لتصل إلى( 332 )مليون ريال أواخر العام الماضي 2003م.. وقد وصلت العلاقات اليمنية الأوربية إلى مرحلة جديدة من الشراكة والتعاون وتجلى ذلك باستضافة صنعاء لمؤتمر الديمقراطية وحقوق الإنسان بالتعاون مع الاتحاد الاوربي وخوج المؤتمر باعلان صنعاء الذي مثل علامة بارزه للتطوير الديمقراطيات الناشئة في العالم والحفاظ عل حقوق الانسان ..ويرى المراقبون ان الاتحاد الاوربي بات ينظر إلى اليمن كشريك في فاعل في نشرالقيم الانسانية والاصلاحات السياسة في المنطقة ومايشير الى ذلك اختيار الاتحاد الاوربي للعاصمة صنعاء لاستضافة الحوار الاروربي الخليجي حول المراة كخطوةً نحو صوغ استراتيجية مشتركة بين الاتحاد الأوربي ودول الشرق أوسطية والية عملية من شأنها إنفاذ توصيات إعلان صنعاء..ويشيرالمراقبون أن ذلك التطور ازداد أهمية عقب اختيار اليمن وإيطاليا بالإضافة إلى تركيا لرئاسة اللجنة المنبثقة عن قمة مجموعة الدول الصناعية الكبرى التي انعقدت في ولاية جورجيا الأمريكية في يونيو من العام الجاري..ولايخفى في زيارة فخامة الاخ الرئيس التالية لايطاليا مدى التطور الذي شهدته العلاقات اليمنية الايطالية مؤخرا وافصحت الايام الاخيرة عن عدد من ثمار تطور العلاقات بين البلدين الصديقين بتوقيعهما على اتفاقية قرض لتنفيذ مشروع خدمات مرور البواخر في المياة الاقليمية اليمنية كمشروع استراتيجي يساعد بلادنا في مراقبة المياة الاقليمية اليمنية وتامين خط الملاحة الدولية في بلادنا بمبلغ 20 مليون يورو إضافة لمنحة مساعدة فنية بمبلغ 164 ألف يورو. .. في الوقت ذاته يصل الى صنعاء وفداً تجارياً إيطاليا يتكون من (15-20) ممثلاً عن شركات إيطالية مختلفة في التاسع من الشهر القادم وياتي تطور العلاقات اليمنية الايطالية و العلاقات التجارية بين البلدين تشهد تطوراً ملحوظاً حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين اليمن وإيطاليا خلال الفترة من 98،99-2003 (80.2) مليارريال منها (58.7) مليار ريال واردات يمنية من إيطاليا و (21.5) مليار ريال صادرات يمنية إلى إيطاليا..كما شهدت الصادرات اليمنية إلى إيطاليا ارتفاعاً ملحوظاً خلال هذه الفترة حيث وصلت صادرات اليمن إلى إيطاليا عام 99 (60.2) مليار ريال في حين ارتفعت في العام 2000م إلى (50.8) مليار ريال و (121.5) مليار ريال خلال العام 2001م.فيما بلغت قيمة الصادرات في العام 2002 م (1.8) مليار ريال و ترتفع في العام 2003 إلى (1.82) مليار ريال..و شهدت الواردات اليمنية من إيطاليا نمواً خلال نفس الفترة حيث بلغت قيمتها (1.10) مليار ريال عام 99م وارتفعت عام 2000 لتصل إلى (8.2) مليار وسجلت عام 2003 أعلى ارتفاعاً لها إذ بلغت واردات اليمن من واردات اليمن من إيطاليا (10.7) مليار ريال. تواريخ بارز في العلاقات اليمنية الألمانية *يونيو 1956م قام ولي العهد محمد البدر بزيارة رسمية إلى برلين الشرقية، واشترى خلالها شحنات من الأسلحة من كل من المانيا الشرقية والاتحاد السوفييتي وبراغ، وبعد الزيارة تم فتح مكتب تجاري الماني ومكتب تجاري تشيكي في صنعاء. *في العام 1962،اعترفت المانيا الاتحادية بقيام النظام الجمهوري في الجمهورية العربية اليمنية، بعد سقوط نظام الامامة، وكانت المانيا من أوائل الدول الغربية، والدولة الأوروبية الوحيدة من دول حلف الأطلسي التي بادرت بالاعتراف بالنظام الجمهوري. *في 6 نوفمبر 1963 وقعت صنعاء اتفاقا مع جمهورية ألمانيا الديمقراطية أسفر عن افتتاح قنصلية عامة لكلا البلدين في برلين الشرقية وصنعاء.وفي العام 1965 قطعت اليمن مع الدول العربية علاقاتها الدبلوماسية مع بون وذلك كرد فعل لتبادل السفراء بين بون واسرائيل وفي 15 يوليو 1969 تم إعادة العلاقات الدبلوماسية بين صنعاء وبون وتنشيطها في كافة المجالات. *في 30 يونيو 1969م/ اعترفت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (جنوب اليمن سابقا ) بألمانيا الشرقية.. *وفي نوفمبر 1969م/ تم التوقيع على إنشاء مطار صنعاء الدولي وعلى عدد آخر من المشاريع التي مولتها حكومة المانيا الغربية. *في عام 90 ،أيدت الجمهورية اليمنية قيام الوحدة الالمانية واعتبرت الوحدة الالمانية انتصارا للوحدة اليمنية. وزار الرئيس الالماني ريشارد فون فايتشكر اليمن في 27 يونيو 1992 . *وفي سبتمبر 1997 قام الرئيس علي عبدالله صالح بزيارة رسمية لجمهورية ألمانيا الاتحادية.تلاها في العام 1999م زيارة لنائب المستشار ووزير الخارجية الألماني السيد يوشكا فيشر إلى اليمن هي الأولى من نوعها يقوم بها وزير خارجية ألماني لليمن. * في العام 2000م/ قامت السيدة هايد فيتسون ريك تسويل وزيرة التعاون الاقتصادي بألمانيا بزيارة لليمن على رأس وفد ألماني رفيع المستوى. * وفي 4 يونيو 2000 قام الرئيس علي عبدالله صالح على رأس وفد كبير بزيارة عمل ناجحة لجمهورية ألمانيا الاتحادية تلاها زياره لأخ عبدالعزيز عبدالغني رئيس المجلس الاستشاري في يونيو 2000- . *في 17 من نفس العام 2000م/ قام الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب بزيارة إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية. *افتتح فخامة الرئيس علي عبدالله صالح في يونيو 2000 جناح اليمن في مهرجان إكسبو 2000 بألمانيا. *في 3فبراير 2002 استقبل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب الوفد البرلماني الألماني برئاسة يواخيم هو رستر عضو البرلمان، واستعرض معه العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين. *في 18 مايو 2000 ، وقع اليمن على مذكرة تفاهم مع معهد بي جي آر للعلوم والمصادر الطبيعية بجمهورية ألمانيا الاتحادية لتمديد مشروع الخارطة الجيولوجية للجمهورية اليمنية. واستقبل الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الوفد البرلماني والحزبي وأعضاء جمعية الصداقة اليمنية الألمانية برئاسة غونتر غراس في مايو 2002م/، *في مايو من نفس العام وقع في وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) على اتفاقية للتعاون الإخباري بين الوكالة ووكالة الأنباء الألمانية ( د. ب . أ) قضت بقيام الوكالة الألمانية بتزويد وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بخدماتها الإخبارية اليومية باللغة العربية وتدريب كوادر صحفية وفنية في مقر الوكالة الألمانية بمدينة هامبورغ. *في يونيو 2002م وقعت صنعاءوبرلين على اتفاقية التعاون الثقافي والعلمي بين الجمهورية اليمنية وجمهورية ألمانيا الاتحادية. * في مارس 2004م تم التوقيع على محضر المشاورات الحكومية السنوية بين الجمهورية اليمنية وجمهورية المانيا الاتحادية حول التعاون التنموي والذي تضمن تأكيد الجانب الالماني مواصلة تقديم الدعم للجمهورية اليمنية لمواجهة التحديات التنموية وتنفيذ سياسات برامج الاصلاح الاقتصادية والادارية، بالاضافة الى المساهمة في دعم مخرجات استراتيجية التخفيف من الفقر وتحقيق اهداف الالفية للتنمية..