استشهد ستة فلسطينيين في توغل لقوات الاحتلال الإسرائيلي مصحوب بغطاء جوي من المروحيات الهجومية داخل قطاع غزة، والذي يعد الأوسع والأعنف منذ سيطرة حركة حماس على القطاع، في حين أكد المتحدث باسم الحركة أن هذا التصعيد لن "ينال من قوة المقاومة". فقد استشهد ثلاثة ناشطين فلسطينيين على الأقل وأصيب 13 آخرون باشتباكات وقعت فجر الثلاثاء مع قوات الاحتلال، التي توغلت بعمق أربعة كلم قرب بلدة رفح جنوب القطاع. وكانت سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي أعلنت في بيان لها استشهاد ثلاثة من كوادرها في مبنى تعرض لقصف مدفعي وهم -بحسب البيان- محمد أبو حمرة وإبراهيم بارود وجهاد الأسود وجميعهم في العشرينات من أعمارهم. من جهة أخرى أوضح معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة في غزة أن خمسة على الأقل من الجرحى الفلسطينيين نقلوا إلى المستشفى بحالة خطرة، مشيرا إلى أن الشهداء الثلاثة الذين سقطوا في التوغل الإسرائيلي قضوا بقذيفة دبابة بمنطقة الفخاري شرقي مدينة رفح. بيد أن مصدرا طبيا آخرا قال إن ستة من سرايا القدس وألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية أصيبوا بشظايا صاروخ أطلقته طائرة إسرائيلية عليهم في منطقة الفخاري، ثلاثة منهم بحالة حرجة وقد نقلوا جميعا إلى مسشتفى رفح للعلاج. وقالت مصادر طبية وشهود عيان أن قرابة ثلاثين مدرعة شاركت في عملية التوغل، التي أسفرت أيضا عن إصابة أربعة جنود إسرائيليين إثر احتراق دبابتهم بقذيفة مضادة للدروع. من جانبه قال المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم إن الاحتلال الإسرائيلي "يخطئ إن ظن بأن هذه العمليات من شأنها أن تضر بالمقاومة وتضعفها". يشار إلى أن المتحدثة باسم قوات الاحتلال وصفت التوغل بأنه عملية روتينية لملاحقة من وصفتهم بمطلقي الصورايخ، إلا أن مراسل وكالة الأسوشيتد برس للأنباء أوضح أن العملية تخرج عن صفة الاعتيادية، وسط احتمالات أن تكون إسرائيل قد بدأت تنفيذ تهديدها باجتياح القطاع في محاولة لتصفية حركة حماس. ونقلت مصادر إعلامية عن مواطنين فلسطينيين قولهم إن القوات المغيرة توغلت على محورين، انطلاقا من محيط معبر صوفا قرب الحدود الفاصلة شمال مدينة رفح، وإن جنود الاحتلال قطعوا شارع صلاح الدين ودمروا محطة للوقود. كذلك أشار ناشطون ومسعفون فلسطينيون إلى أن شابا فلسطينيا يدعى حسام نشوان، استشهد اليوم في غارة جوية لقوات الاحتلال على بيت حانون شمال القطاع وأصيب ثلاثة آخرون. كما استشهد آخر في مدينة نابلس في الضفة الغربية متأثرا بإصابة بالغة لحقت به الاثنين، إثر انفجار قنبلة كان يستعد لاستخدامها ضد جنود الاحتلال الذين اقتحموا المدينة بحثا عن كوادر المقاومة.