قامت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس بزيارة مفاجئة للعراق يوم الثلاثاء وصرح مسؤول أمريكي بأنها ستحث زعماءه على تسريع المصالحة الوطنية. وهذه هي أول زيارة لرايس للعراق منذ سبتمبر أيلول عندما رافقت الرئيس الامريكي جورج بوش في زيارة لمحافظة الانبار الغربية التي كانت معقلا للمقاتلين السنة ويسوقها المسؤولون الامريكيون الان كمثال للنجاح. وتجيء زيارة رايس للعراق في الوقت الذي أبدى فيه مسؤولون امريكيون نفاد صبرهم وحثوا الزعماء العراقيين على الاستفادة من تراجع العنف لتحقيق تقدم سياسي أكبر. وانخفضت الهجمات في العراق بنسبة 60 في المئة منذ يونيو حزيران لكن الحكومة لم تحقق تقدما يذكر في تمرير قوانين تهدف الى تحقيق المصالحة الوطنية بين الطوائف والاعراق. وحين زارت وزيرة الخارجية الامريكية العراق في فبراير شباط حثت الزعماء العراقيين على الاستفادة من اي تراجع في العنف لدفع المصالحة الوطنية قدما وحذرت من ان صبر الولاياتالمتحدة لن يستمر الى الابد. ويناضل الساسة للتغلب على خلافاتهم وانعدام الثقة المتبادل وتوجهت رايس بالطائرة مباشرة الى مدينة كركوك الشمالية المضطربة المختلطة عرقيا. ورصد شاهد من رويترز طائرتها وهي تهبط في قاعدة جوية قرب المدينة. وتعتبر كركوك من القضايا الصعبة في المأزق السياسي القائم بين قادة العراق المتناحرين. وتنص فقرة في دستور العراق على اجراء استفتاء يقرر مصير المدينة وما اذا كانت ستنضم الى المنطقة الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي في الشمال لكن الاستفتاء تأخر بسبب الانقسامات العميقة بين العرب والاكراد. وتتعرض كركوك الواقعة على بعد 250 كيلومترا شمالي بغداد لتفجيرات متكررة وحوادث اطلاق نار وحذر محللون من ان الخلاف حول وضع المدينة قد يفجر موجة عنف ما لم يعالج الامر بحرص./ رويترز