قررت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اليوم مقاطعة الانتخابات الرئاسية الفلسطينية المقررة في التاسع من يناير المقبل لاختيار خليفة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ، ولم يعرف إذا ما كانت حماس ستدعو مؤيديها لمقاطعة الانتخابات ، أم ستترك لهم حرية التصويت لأي مرشح يريدون . وأكد الناطق باسم حماس مشير المصري أن الحركة "لن تشارك بأي مرشح في الانتخابات الرئاسية الفلسطينية" المقرر إجراؤها في التاسع من يناير القادم. وأضاف المصري "ولكن بالنسبة للمشاركة في عملية التصويت من عدمها فهذا سيحدد لاحقا" مؤكدا "حتى هذه اللحظة لم تحدد حماس موقفها النهائي من المشاركة بالتصويت"وأشار إلى " أن هناك سببان أساسيان لعدم المشاركة في الانتخابات وقد تم طرحهما على قيادة السلطة خاصة في اجتماعاتنا مع الأخ أبو مازن (محمود عباس أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ) ، الأسبوع الماضي والمتمثلة في ضرورة أن تكون هناك انتخابات عامة سواء كانت رئاسية أو تشريعية أو محلية".وأضاف انه" يجب كذلك التوافق على المرجعية السياسية لأنه لم يعد مقبولا أن تكون مرجعية الشعب الفلسطيني اتفاقات أوسلو بعد أن جلبت لشعبنا الفشل والمعاناة وان أوسلو تمثل خطيئة كبرى في تاريخ القضية الفلسطينية والوطن ليس حكرا على أحد وبالتالي يجب على السلطة أن تستجيب إلى إرادة الشعب الفلسطيني الذي رفض أوسلو". وكانت لجنة الانتخابات المركزية أعلنت في العشرين من الشهر الماضي عن فتح باب الترشيح لانتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية المقررة في التاسع من شهر يناير المقبل. وكانت حماس لمحت في السابق إلى أنها لن تشارك في الانتخابات ودعت بدلا من ذلك إلى المشاركة في السلطة في إطار قيادة مؤقتة وانتخابات برلمانية. وقال القيادي في حماس حسن يوسف في تصريحات للإذاعة العامة الإسرائيلية أمس الأول ، إن الحركة تدرس الانضمام إلى حكومة وحدة وطنية، وأنها في حال حصول ذلك، فقد توافق على هدنة لمدة عشر سنوات. واعتبر يوسف أن رغبة حماس في المشاركة في صنع القرار السياسي داخل القيادة الفلسطينية، انعكاسا ل"نضوج" الحركة ، مشيرا إلى أن حماس مدركة للحقائق الجديدة وترغب في الإفادة من الفرص التي تعتقد أنها يتم تقديمها إليها. من جانب اخرأكد الزعيم الفلسطيني محمود عباس في تصريحات نشرت اليوم الاربعاء انه من الممكن التوصل لاتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين عام 2005 . كما أنه حث على أن تبدأ المحادثات الخاصة بالوضع النهائي مباشرة دون تأجيل . ودعا عباس رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ومرشح حركة فتح لخلافة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات اسرائيل الى اتخاذ خطوات لبناء الثقة منها الافراج عن السجناء ووقف بناء المستوطنات. وقال عباس في مقابلة مع مجلة المصور المصرية "اذا كانت هناك نيات حسنة فلنبدأ من الان ، دون اجحاف بخارطة الطريق، وبمعالجة قضايا المرحلة النهائية كي ننجز التسوية في موعدها عام 2005 واظن ان ذلك ممكن وليس بعسير." وخارطة الطريق هي خطة لتحقيق السلام في الشرق الاوسط تدعمها اللجنة الرباعية المكونة من الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وتهدف لاقامة دولة فلسطينية والتوصل لحل نهائي للصراع بحلول عام 2005. وقال عباس "ليس لدينا اي مانع من مفاوضات موازية رسمية او غير رسمية نتناقش فيها حول قضايا الحل النهائي منذ الان سواء برعاية الرباعية او برعاية اي دولة اخرى." وتتضمن محادثات الوضع النهائي حدود الدولة الفلسطينية ووضع اللاجئين الفلسطينيين والمستوطنات الاسرائيلية والقدس الشرقية التي يريدها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم في حين أن اسرائيل تصر على انها جزء من عاصمتها الابدية الموحدة. وقال الرئيس الامريكي جورج بوش الشهر الماضي انه يأمل في تحقيق قيام الدولة الفلسطينية خلال ولايته الثانية التي تنتهي عام 2009.