أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التزام بلادها الكامل بالدفاع عن إسرائيل، معتبرة أن أية تهديدات قد تتعرض لها الدولة العبرية هي تهديدات أيضاً موجهة إلى ألمانيا. وفيما لم توضح ميركل، التي بدأت زيارة "تاريخية" لإسرائيل الأحد، طبيعة تلك التهديدات، فقد ذكرت في ذات الوقت، أن البرنامج النووي الإيراني لن يُسمح له بالاستمرار. واستهلت المستشارة الألمانية زيارتها إسرائيل التي تستمر ثلاثة أيام، بزيارة قبر مؤسس الدولة العبرية، ديفيد بن غوريون، في صحراء النقب، يرافقها رئيس الدولة شيمون بيريز. وحسبما ذكر راديو "دويتشيه فيله" الألماني، ضمن موقعه على شبكة الانترنت، فإن ميركل ستقوم أيضاً بزيارة النصب التذكاري "ياد فاشيم" لضحايا المحرقة بمدينة القدس. وهذه الزيارة ليست الأولى التي تقوم بها المستشارة الألمانية إلى إسرائيل، ولكنها تكتسب أهمية تاريخية، حيث من المقرر أن تشهد إلقاء ميركل خطاب أمام الكنيست الثلاثاء. وفي تصريحات نشرتها الصحف الإسرائيلية، قبيل بدء الزيارة، شنت ميركل هجوماً حاداً على إيران، قائلة إنه يتعين عليها وقف برنامجها النووي، والتوقف عن "التلاعب بالقواعد الدولية." تأتي هذه الزيارة في إطار احتفالات إسرائيل بالذكرى الستين على تأسيسها، ويُتوقع ألا تتوجه ميركل إلى "رام الله" بالضفة الغربية للقاء مسؤولين فلسطينيين هناك، كما فعلت في زيارتيها السابقتين للمنطقة. ومن المتوقع أن تصبح ميركل أول رئيس حكومة أجنبية يلقي كلمة أمام الكنيست، بعد الرئيس المصري الراحل أنور السادات، فيما كان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد رفض دعوة مماثلة خلال زيارته الأخيرة للمنطقة. وأكدت ميركل أهمية "العلاقات الخاصة بين ألمانيا وإسرائيل"، مشيرة إلى أن زيارتها تؤكد على "مسؤولية ألمانيا تجاه الماضي، وتعزز التعاون المستقبلي"، مشددة أن "ألمانيا ستتحمل مسؤوليتها التاريخية بشكل جدي." وبينما قالت إنها ستوضح للمشرعين الإسرائيليين التزام بلادها الثابت بالدفاع عن إسرائيل، فقد أكدت أيضاً على أن ألمانيا ستواصل الضغط على إيران للتخلي عن برنامجها النووي. وأكدت المستشارة الألمانية على أهمية المشاورات الثنائية، التي تقرر إطلاقها على المستوى الحكومي مع الجانب الإسرائيلي، والتي ستجرى في ألمانيا وإسرائيل بشكل سنوي بالتناوب بين البلدين. وتجرى ألمانيا حالياً مشاورات مماثلة مع عدد محدود من الدول الأوروبية، من بينها فرنسا وإيطاليا وأسبانيا وبولندا وروسيا. وحول هذه المشاورات قالت ميركل: "بالنسبة لألمانيا، هذه أول مشاورات حكومية تجرى مع دولة من خارج أوروبا"، مضيفة أن محادثات هذا العام ستتناول عدداً من المشروعات المستقبلية، في مجالات البيئة، والعلوم، والعدل، إضافة إلى التعاون الدفاعي.
