قتلت القوات الامريكية والعراقية 13 مسلحا على الاقل في اشتباكات وضربات جوية جرت خلال ليل الجمعة في مدينة الصدر ببغداد لكن السلطات العراقية خففت يوم السبت حصارا ابقى السكان داخل منطقة المعارك لمدة أسبوعين. وسمح للسيارات بالدخول والخروج من الحي عند بعض مداخله رغم ان بعض الطرق لاتزال مغلقة وما زال بالامكان سماع صوت اطلاق النار صباح يوم السبت. ويعيش في مدينة الصدر مليونا شيعي وهي معقل لميليشيا جيش المهدي الموالية لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر. ولاقى مئات حتفهم في اشتباكات بين اتباع الصدر والقوات الامريكية والعراقية منذ أواخر الشهر الماضي عندما بدأ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حملة ضد الميليشيا في مدينة البصرة الجنوبية. وأمر الصدر مقاتليه بالابتعاد عن الشوارع في 30 مارس اذار لكن المواجهات استمرت في معقله بشرق بغداد وهو ما جعل مدينة الصدر تتحول الى جبهة رئيسية في الحرب المستمرة منذ خمسة اعوام. وأدى القتال في بغداد والبصرة ايضا الى اعادة العراق الى قلب حملة انتخابات الرئاسة الامريكية. ووصف سكان الاشتباكات بأنها من بين أسوأ المعارك التي وقعت منذ شنت القوات العراقية هجوما داخل المنطقة قبل أسبوع. وقال بيان للجيش الامريكي ان 13 مسلحا على الاقل قتلوا في معركة دارت خلال ليل الجمعة. وقتل جندي أمريكي في انفجار عبوة ناسفة في شمال غرب بغداد يوم السبت. ويلقى جنديان أمريكيان حتفهما تقريبا كل يوم في شهر ابريل الجاري وهذا الرقم هو الاعلى منذ سبتمبر ايلول. وقال الميجر مارك تشيدل وهو متحدث عسكري أمريكي ان ما لايقل عن عشر قنابل زرعت على الطريق انفجرت في رتل أمريكي كان في طريقه لدعم جنود عراقيين يقيمون نقطة تفتيش في غرب مدينة الصدر. وقال الجيش الامريكي في بيان ان قواته أطلقت على الاقل صاروخا واحدا من طراز هيلفاير من طائرة بدون طيار وقذيفتين من دبابة طراز (ام 1) على مقاتلين استهدفوا هذه القوات بتفجير قنابل مزروعة على الطريق وبنيران البنادق والقذائف الصاروخية. وقالت الشرطة ان 17 شخصا أصيبوا في القتال. وقال مستشفيان بمدينة الصدر انهما استقبلا 33 جريحا على الاقل. وقال تشيدل ان قرار رفع الحصار "علامة على الثقة في قوات الامن العراقية التي اختبرتها المعارك في المنطقة." ورغم القتال قال العميد قاسم الموسوي المتحدث باسم خطة فرض القانون في بغداد ان الوضع مستقر. وقال انه في حالة وقوع مزيد من هذه الاشتباكات فسيجري التعامل معها عبر مداهمة الاهداف بطريقة ذكية مضيفا ان بعض الطرق لا تزال مغلقة لتطهيرها من القنابل. وادى الحصار الذي فرضته القوات الامريكية والعراقية الى ارتفاع هائل في اسعار المواد الغذائية واحتجز السكان في الحي الشعبي المكتظ الذي يتعرض للقصف كل ليلة. واعرب السكان عن ارتياحهم لتمكنهم من الخروج من منازلهم لكنهم قالوا انهم قلقون بشأن المستقبل. وقال احمد كاظم وهو طالب قانون انه ذهب يوم السبت الى الجامعة وبدا له كأنه يوم جديد في حياته بعد اسبوعين من الانعزال عن العالم. لكن نديم قاسم الموظف في ادارة المياه قال ان الوضع لن يتحسن ما دامت مركبات الجيش العراقي في مدينة الصدر والطائرات الامريكية تحلق في سماء المدينة. واضاف ان ذلك يعني احتمال عودة المشكلات واستئناف القصف. ومع احتدام القتال خلال ليل الجمعة دوت مكبرات الصوت في المساجد بخطب تأييد لجيش المهدي. وردد الخطباء "لن نسمح للامريكان بدخول المدينة مهما حدث حتى لو فقدنا ارواحنا وابناءنا." وفي وسط بغداد نظم نحو 200 شخص من الرجال والنساء والاطفال مسيرة رددوا خلالها هتافات مناهضة للولايات المتحدة وطالبوا بانسحاب القوات الامريكية. وحمل المتظاهرون رسومات لفنانين عراقيين تصور سقوط قنابل وكرات نارية كما حملوا لافتات تندد باستخدام القنابل وتطالب بسحب القوات من العراق. وللولايات المتحدة قوات قوامها 160 الف جندي في العراق من المقرر ان يغادر 20 الفا منها بحلول يوليو تموز لكن الرئيس الامريكي جورج بوش يقاوم ضغوطا من الديمقراطيين للالتزام بسحب المزيد من القوات. وقال مراسل لرويترز قضى ليلته في مدينة الصدر ان طائرات هليكوبتر وطائرات امريكية حلقت في سماء المدينة قبل منتصف ليل الجمعة وانه تسنى رؤية عدة طائرات تطلق الصواريخ. وسمع صوت اطلاق كثيف للنيران في عدة اجزاء من مدينة الصدر وشوهد المقاتلون في الشوارع يحملون قذائف صاروخية ومدافع رشاشة الى ساحة المعركة. وقالت وزارة الدفاع العراقية انها ستنفذ يوم السبت عمليات ضد المقاتلين في حي القبلة بالبصرة وهو معقل لجيش المهدي. وقال مراسل لرويترز في المدينة ان العمليات نفذت فيما يبدو دون اطلاق للنار.