اشتبكت ميليشيا جيش المهدي التابعة للزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر مع قوات الأمن العراقية في شتى أنحاء مدينة البصرة النفطية الجنوبية يوم الأربعاء لليوم الثاني على التوالي. وقال مسؤول صحة عراقي لرويترز يوم الأربعاء ان 40 شخصا قتلوا كما أصيب 200 في الاشتباكات بين قوات الأمن العراقية وميليشيا جيش المهدي في مدينة البصرة الجنوبية وذلك منذ بدأ الاشتباكات يوم الثلاثاء وحتى الساعة التاسعة صباح الاربعاء وذكر أن القتلى من المدنيين والمسلحين وقوات الأمن. وقالت الشرطة ان الاشتباكات العنيفة بين الجانبين تجددت في ساعة مبكرة يوم الاربعاء في خمسة أحياء في البصرة بعد فترة هدوء قصيرة مع مواصلة قوات الجيش العراقي عملياته لتطهير المدينة من المسلحين. وتسقط قذائف مورتر وقذائف صاروخية على نقاط التفتيش التابعة لقوات الامن العراقية وعلى قواعدها بشكل متواصل. وفرض حظر التجول الليلي على عدد كبير من البلدات والمدن في جنوب العراق مع محاولة السلطات منع تفجر المزيد من أعمال العنف. وقال اللواء علي زيدان قائد القوات البرية لرويترز ان قواته قتلت أكثر من 30 متشددا في اليوم الاول من العمليات التي بدأت فجر الثلاثاء كما اصيب أكثر من 25 واعتقل نحو 50 . وأضاف زيدان ان العملية مستمرة ولن تتوقف الا بعد ان تحقق أهدافها. لكنه استطرد ان العملية ليست بحجم العملية التي جرت يوم الثلاثاء. ويوم الثلاثاء قال قائد بالجيش العراقي ان "كثيرا من الخارجين عن القانون" قتلوا في الاشتباكات في وسط البصرة وشمالها حيث تتمتع ميليشيا جيش المهدي بوجود كبير. وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية بعد أن وصل يوم الثلاثاء رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للبصرة ليشرف على العملية بنفسه ان عملية البصرة لن تنتهي الا بعودة سيادة واحترام القانون للمدينة. وقالت الشرطة العراقية ان قنابل مزروعة في الطريق انفجرت قرب سيارة في شمال البصرة في ساعة مبكرة يوم الاربعاء مما تسبب في مقتل كل الركاب. وقال عباس وهو من سكان البصرة اكتفى بذكر اسمه الاول "الان هناك اطلاق كثيف للنيران سمعت أصوات انفجارات. كما شاهدت أيضا مجموعة من المسلحين يزرعون قنابل في الطرق." وفي العاصمة العراقية بغداد حدثت ايضا اشتباكات في حي مدينة الصدر الفقير المزدحم وهو معقل قوي لاتباع الصدر. وقال مصدر طبي يوم الاربعاء ان 14 شخصا قتلوا كما أصيب أكثر من 140 في اشتباكات بين قوات الامن ومسلحين شيعة في حي مدينة الصدر ببغداد. وأضاف المصدر وهو من مكتب الصحة الخاص بالجزء الشرقي من بغداد أن هذا الاحصاء جاء من مستشفى الصدر ومستشفى الامام علي في مدينة الصدر ومستشفى الكندي في وسط بغداد. وتابع أن الضحايا بينهم نساء وأطفال حوصروا وسط اطلاق النيران في الاشتباكات التي اندلعت يوم الثلاثاء واستمرت أثناء الليل. وصرح اللفتنانت كولونيل ستيفن ستروفر المتحدث باسم الجيش الامريكي بأن اثنين من قوات الامن العراقية قتلا في هجوم على نقطة تفتيش في مدينة الصدر ببغداد في ساعة متأخرة من الليل. وعززت القوات الامريكية نقطة التفتيش. وقال ستروفر ان عربة مدرعة أمريكية دمرت في انفجار قنبلة مزروعة في الطريق في حي مدينة الصدر كما وقع عدد من الهجمات الصاروخية على المنطقة خلال الليل. وتهدد الاشتباكات وقف اطلاق النار الذي أعلنه الصدر وألزم به جيش المهدي في أغسطس أب وعاد وجدده في فبراير شباط. ويوم الثلاثاء وبعد تفجر الاشتباكات وبدء عملية البصرة أصدر الصدر وهو زعيم صاحب نفوذ لكن لم يشاهد في العلن منذ أشهر بيانا دعا فيه كل العراقيين لتنظيم اعتصامات في شتى انحاء العراق كخطوة اولى. وقال انه اذا لم يستجب لمطالب الشعب ستكون الخطوة الثانية اعلان العصيان المدني في بغداد والمحافظات الاخرى. كما هدد بخطوة ثالثة لم يكشف عنها. ويوم الثلاثاء خلت شوارع البصرة بدرجة كبيرة من المارة باستثناء قوات الأمن العراقية وظلت المتاجر مغلقة. وحلقت أربع طائرات هليكوبتر عراقية على الاقل فوق المدينة. وقال كريم وهو من سكان البصرة الذي اكتفى ايضا بذكر اسمه الاول "الموقف متوتر. لم أذهب الى العمل اليوم. لن يذهب أحد للعمل. هناك مسلحون في كل ركن." وصرح مسؤول في شركة نفط الجنوب العراقية ان القتال لم يؤثر على انتاج او صادرات البصرة من النفط. وقال المسؤول "العمل في شركات النفط فيما يتعلق بالانتاج والتصدير مستمر بشكل طبيعي والعمليات العسكرية تجري على بعد كبير." ويوم الأربعاء وجه رئيس الوزراء العراقي انذارا للمسلحين في البصرة وأمرهم بالقاء أسلحتهم خلال 72 ساعة أو مواجهة عقوبات قاسية. وقال المالكي للتلفزيون الحكومي ان اولئك الذين خدعوا ليحملوا السلاح يجب ان يسلموا انفسهم وان يقدموا تعهدا مكتوبا خلال 72 ساعة بأنهم لن يكرروا مثل هذا العمل والا واجهوا أقسى أنواع العقاب. *الصورة من الأرشيف