اشتبكت القوات العراقية والأمريكية يوم الجمعة مع ميليشيا شيعية تابعة للزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر في عملية كبيرة بدأت في الفجر بهدف اعادة مدينة الديوانية المضطربة الى سيطرة الحكومة وفي مدينة الرمادي المضطربة قال ثلاثة من ضباط الشرطة عن احدث هجوم يستخدم فيه غاز الكلور السام ان شاحنة ملغومة محملة بغاز الكلور انفجرت يوم الجمعة مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الاقل واصابة 15 . وقال طارق الدليمي العقيد بالشرطة العراقية ان عدد القتلى 15. وأفاد مصدر امني عراقي ان القوات العراقية والامريكية اشتبكت مع رجال الميليشيات في احياء في جنوب شرق الديوانية معقل جيش المهدي الذي يتزعمه الصدر والذي تتهمه واشنطن بدفع العراق الى حرب اهلية من خلال شن هجمات على السنة. وذكر مستشفى في الديوانية التي تبعد 180 كيلومترا جنوبي بغداد ان شخصا على الاقل قتل في الاشتباكات كما اصيب 15. وقال أحد قادة جيش المهدي ان ستة من النساء والاطفال اصيبوا بجروح عندما قصفت طائرة هليكوبتر امريكية بناية سكنية في المدينة. ولم تؤكد مصادر مستقلة النبأ. واعلن الجيش الامريكي في بيان انه في اطار عملية النسر الاسود "اجتاح جنود الجيش العراقي مدينة الديوانية في ساعة مبكرة من صباح اليوم لوقف نشاط الميليشيات واعادة الامن والاستقرار للمدينة المضطربة واعادتها الى الحكومة العراقية." وأبلغ سكان ومصدر بالامن العراقي في الديوانية رويترز ان حظر تجول فرض وان قوات الجيش تغلق الشوارع وتقوم بعمليات تفتيش من منزل الى منزل. وقال المصدر الامني ان اوامر صدرت لافراد الشرطة في المدينة والتي يشتبه في ان جيش المهدي قد اخترقها بالبقاء في منازلهم. وقال المصدر لرويترز "هناك تعليمات واضحة للشرطة المحلية بعدم الذهاب للعمل اليوم. قوات الامن الموجودة من خارج المدينة." وأعلنت الحكومة العراقية هذا الاسبوع انها ستوسع حملتها الامنية التي تقوم بها في بغداد لوقف العنف الطائفي وتمدها الى مناطق خارج العاصمة. وتعتبر الولاياتالمتحدة الصدر وهو حليف رئيسي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وجيش المهدي الذي يتزعمه أكبر خطر يتهدد السلام في العراق. وشهدت الديوانية معارك شرسة في الشوارع بين القوات التي تقودها امريكا وافراد جيش المهدي في الاشهر الاخيرة. وقتل في معارك دارت في اكتوبر تشرين الاول 40 شخصا. وأعدم 13 جنديا عراقيا حين نفدت ذخيرتهم وأسروا في معركة مع الميليشيا الشيعية في معركة دارت في اغسطس اب. وأثار هذا الحادث تساؤلات عن قدرة الجيش العراقي. ورغم نجاح الحملة الامنية في تقليل اعداد القتلى في بغداد امتد العنف والتفجيرات الى مناطق اخرى. وقالت الحكومة العراقية ان الميليشيات التي أجبرت على الخروج من بغداد حولت مناطق أخرى الى "حقول للقتل." ونقل البيان العسكري الامريكي عن الكولونيل مايكل جاريت قائد الفريق القتالي باللواء الرابع في الفرقة 25 مشاة قوله "بدلا من اظهار عدم الاستقرار والرضوخ للترويع قامت الحكومة العراقية وقوات امنها بالعمل وردت بجرأة على تهديد الميليشيات." ورحب بعض السكان بالعملية وقالوا ان الميليشيات تحكم المدينة من خلال الرعب. وقال علي حسن وهو عامل يبلغ من العمر 45 عاما وله سبعة اولاد ان بدء هذه العملية شيء طيب لان الناس كانوا يعيشون في خوف في الاونة الاخيرة. واضاف ان الناس لا يستطيعون الخروج بعد حلول الظلام او السماح لاولادهم بالخروج بمفردهم. واردف قائلا انه على الرغم من ان هذه العملية تعني انه لن يستطيع الذهاب الى العمل واحضار الطعام لعائلته فعلى الاقل سيسود الامن. وفي الرمادي عاصمة محافظة الانبار الغربية معقل المقاتلين السنة وملاذ القاعدة قال عقيد الشرطة طارق الدليمي ان الهجوم الذي استهدف دورية شرطة في المدينة قتل 15 وأصاب 30 شخصا على الاقل. وذكر ان عددا اخر عانى من مشاكل في التنفس بسبب الغاز المتصاعد في الهواء. وقدر نقيب الشرطة لؤي الدليمي وهو ضابط بمركز شرطة في المنطقة التي شهدت الانفجار عدد القتلى بخمسة والجرحى 15 من بينهم اربعة من رجال الشرطة. وحدثت خلال الاشهر القليلة الماضية سلسلة من تفجير الشاحنات المحملة بغاز الكلور وقع معظمها في الانبار. ويلقي قادة امريكيون والشرطة العراقية مسؤولية تفجير عدد من شاحنات الكلور على مقاتلي القاعدة. واشارت الشرطة في البصرة الى ان الانفجار الذي دمر مركبة بريطانية مدرعة فقتل اربعة جنود ومترجما يوم الخميس نجم عن نوع جديد من القنابل. وقال اللواء محمد موسوي لرويترز انه تم العثور على قنبلتين مثل القنبلة التي انفجرت مستهدفة القوات البريطانية. واضاف انها قنابل جديدة لم تستخدم من قبل وليس لها مثيل في جنوب العراق. وتسبب انفجار القنبلة في حدوث حفرة بالطريق عرضها عدة امتار وبعمق متر. وتتهم القوات الامريكية والبريطانية ايران المجاورة بتزويد الميليشيات الشيعية بعبوات ناسفة خارقة للدروع وهي من نفس نوع القنابل التي تزرع على جانب الطرق. وقال خبير متفجرات غربي في العراق انه يبدو من صور الحفرة التي سببها الانفجار انه نجم عن لغم ارضي دفن في الطريق.