انتقد الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر رفض أعضاء الحكومة الإسرائيلية اللقاء معه خلال زيارته لإسرائيل ، مؤكدا في الوقت نفسه على أهمية مبادرة السلام العربية لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط. وأكد كارتر أنه لا يمثل أي شخص في جولته بل يمثل نفسه فقط وأنه ليس وسيطا بل إنه يحاول التوفيق بين الأطراف ، مشيرا إلى أنه إذا ما كانت هناك رؤية لإمكانية حدوث اختراق فإنه مستعد لتقديمها للرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس ولحكومة إسرائيل إذا ما استمع أحد هناك إليه. كما انتقد الرئيس الأمريكي الأسبق استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات ، مشيرا إلى أنه حتى بعد مؤتمر أنابوليس في تشرين ثاني/نوفمبر الماضي أعلنت إسرائيل عن إقامة المزيد من المستوطنات والحواجز. وطالب كارتر بإشراك سوريا وحركة حماس في عملية السلام في الشرق الأوسط ، لافتا إلى أن إسرائيل تحتل مرتفعات الجولان السورية كما أن حماس حصلت على 44 % من إجمالي الأصوات في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الأخيرة. وأشار كارتر إلى أنه التقى أمس الخميس في القاهرة مع وفد من حركة حماس في لقاء عقد تحت رعاية الحكومة المصرية ، وطالب بوقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل. وأضاف كارتر خلال محاضرة ألقاها مساء أمس بالجامعة الأمريكية في القاهرة أنه سيتوجه اليوم الجمعة إلى سوريا للقاء الرئيس بشار الأسد وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ، قبل أن يتوجه إلى السعودية " التي دائما تسعى إلى دعم الوحدة وتهدئة العداء بين حركتي حماس وفتح " على أن يتوجه بعد ذلك إلى الأردن ثم يزور إسرائيل مرة أخرى لمدة يوم واحد ، قبل عودته إلى الولاياتالمتحدة. وقال الرئيس الأمريكي الأسبق إنه لا يمكن للولايات المتحدة وإسرائيل التباحث مع حماس في ظل الظروف الحالية "لأنهما وضعتا قواعد مسبقة بعدم التباحث مع سوريا وحماس" ، مضيفا أن الولاياتالمتحدة تدعم حاليا موقف إسرائيل بنسبة 100 في المائة. وأوضح كارتر أن "الأمن يعد القضية الرئيسية في إسرائيل حتى للإسرائيليين الذين يرغبون في التوصل إلي سلام مع الفلسطينيين لأنهم لا يريدون أن يتعرضوا لإطلاق الصواريخ أو هجوم من قوات معادية" ، مؤكدا أهمية وضع هذه القضية محل اهتمام. وأشار إلى أن "المواطنين الإسرائيليين على استعداد للتنازل عن الأراضي في مقابل العيش في سلام إذا حصلوا على ضمانات كافية بعدم كسر الهدنة والهجوم عليهم وإطلاق الصواريخ" مضيفا أن 95 في المائة من الشعب الإسرائيلي كان راغبا بالتفاوض عام 1979 . ولفت إلى أن حماس قالت إنها ستوافق علي الاتفاق الذي سيتم التوصل إليه بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والحكومة الإسرائيلية حول جميع القضايا محل التفاوض على أن يتم إجراء استفتاء شعبي على هذا الاتفاق ، مؤكدا أن الدعم العربي هام جدا لأنه يعد "الأساس لأي أمل في إحلال السلام بالمنطقة". ووصف الوضع الإنساني في قطاع غزة بأنه فظيع ، وقال إن ما يحدث هناك جريمة بسبب ترك 5ر1 مليون فلسطيني بدون طعام كاف ليموتون جوعا ، موضحا أنه يحاول التوصل إلى وقف إطلاق النار والصواريخ من غزة والحصول على تعهد من الجانب الإسرائيلي بوقف الهجمات وإنهاء الحصار وفتح المعابر من أجل حرية الحركة لأهالي غزة. وقال كارتر "إن الولاياتالمتحدة وإسرائيل تقدمان الدعم المالي للضفة الغربية مما جعل الفلسطينيين في الضفة يعيشيون في وضع أفضل من الفلسطينيين في قطاع غزة". واعتبر الرئيس الأمريكي الأسبق أن "أسوأ" شيء فعلته حماس لنفسها هو إطلاق الصواريخ على إسرائيل التي تتسبب في مقتل المدنيين الإسرائيليين "الأبرياء" ، موضحا أنه قام بزيارة المواقع التي سقطت فيها هذه الصواريخ والتي تسببت أيضا في أضرار مادية. وأشار إلى أن هذه الصواريخ أدت إلى مقتل 30 إسرائيليا في السنوات السبع الماضية ، لكن الهجمات الإسرائيلية تقتل ما بين 30 إلى 40 يوميا في غزة نتيجة لامتلاك إسرائيل مقومات عسكرية كبيرة. وأعرب عن أمله أن تتوقف حماس عن إطلاق الصواريخ من غزة حتى تتوقف الهجمات الإسرائيلية التي قتلت بالأمس 21 فلسطينيا في القطاع.ووصف قتل الأبرياء بأنه "عمل إرهابي". وأوضح كارتر أن هناك بعض الأعضاء في الحكومة الإسرائيلية على استعداد لمقابلة قادة حماس في المستقبل ، موضحا أن مباحثاته مع الرئيس المصري حسنى مبارك وقادة حماس أمس بالقاهرة تناولت إمكانية إعادة فتح معبر رفح. وأكد كارتر أهمية مبادرة السلام العربية والتي تضمنت تعهد 22 دولة عربية بالاعتراف بدولة إسرائيل ، مشيرا إلى أن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز أكد أن المبادرة العربية واعدة وسيكون لها خطوات ووعود لاحقة ، موضحا ضرورة تقديم التنازلات لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط. وعن إيران ، قال الرئيس الأمريكي الأسبق إن الولاياتالمتحدة قدمت الدعم لشاه إيران الذي جاء إلى مصر بعد الإطاحة به ، مضيفا أن بلاده أقامت علاقات دبلوماسية مع إيران في ظل حكومة الإمام الخوميني حيث كان يوجد تمثيل دبلوماسي في كل من واشنطن وطهران لمدة 14 شهرا ثم وقعت حادثة الرهائن. وحول الرئيس المصري الراحل أنور السادات ، قال كارتر إن "السادات أشجع وأنبل وأكرم قائد" قابله في حياته وهو الزعيم المفضل لديه من بين زعماء العالم. وأوضح أنه من المستحيل لأي مسئول أو مرشح للانتخابات في أمريكا أن ينتقد إسرائيل ، مطالبا الإعلام العربي بأن يقدم صورة عن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية بشكل متوازن خاصة أن الشعب الأمريكي يرغب في معرفة الحقيقة في الشرق الأوسط.