نفى نائب رئيس الوزراء العراقي السابق طارق عزيز أن تكون لديه نية الشهادة ضد الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، وقال إنه "لن يفعل ذلك أمام أي شخص أو محكمة أو قاض". وقال بديع عارف محامي طارق عزيز اليوم إن موكله أخبره بأنه ليس مستعدا للشهادة ضد صدام حسين وأنه لن يدلي بأي شيء "ينافي ضميره وشرفه". وأضاف بديع الذي التقى موكله أمس لأول مرة منذ اعتقاله قبل 20 شهرا، أن طارق عزيز نفى كذلك أن يكون العراق استعمل واردات النفط مقابل الغذاء لتقديم رشاوى لدول وجماعات معينة, مؤكدا أن الأموال كانت موجهة "لمساعدة الأطراف والمؤسسات والدول التي وقفت مع العراق". وقال طارق عزيز إنه لا يمكن اعتبار هذه الأموال رشاوى لأنه كان من حق العراق "بيع النفط لمن يريدونه", وأنه لم يكن يستطيع التأثير على الأسعار "بما أن الأممالمتحدة ذاتها هي من كانت تحددها" نافيا أن يكون الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان متورطا في أي أعمال قانونية لها علاقة ببرنامج النفط مقابل الغذاء. وقد وصف بديع معنويات وصحة طارق عزيز بالجيدة وقال إن اللقاء الذي استمر خمس ساعات في سجنه في قاعدة عسكرية قرب مطار بغداد كان في حضور أحد أفراد القوات الأميركية. وجاء نفي طارق عزيز بعد أن تحدثت وسائل الإعلام العراقية مؤخرا عن صفقة قد يدلي بموجبها نائب رئيس الوزراء السابق وبعض من رفاقه بشهاداتهم ضد صدام حسين, في وقت بدأت فيه جلسات الاستماع لاثنين من معاوني صدام حسين هما ابن عمه علي حسن المجيد ووزير الدفاع السابق سلطان هاشم أحمد. من جهته طالب الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر الجمعة حضور محاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين واعوانه معتبرا ان هذا يمثل "حقا شرعيا وقانونيا". وقال الصدر في بيان تلاه نيابة عنه الشيخ عبد الزهرة السويعدي احد مساعديه في صلاة الجمعة أمس من مسجد المحسن "ارتأيت ان اطالب بحضوري او حضور من يمثلني في محاكمة صدام الهدام وبعض اعوانه". واوضح ان هذا الطلب "باعتباري احد اقرباء (للمعني) باهم التهم (الموجهة لصدام) وهي قتل المرجع الديني السيد محمد الصدر". واكد الصدر انه "لو شاء لاولياء واقرباء الشهيد الاول محمد باقر الصدر ايضا الحضور فاني اضم صوتي لهم ايضا لان هذا حق شرعي وقانوني وعقلي"..ويتهم مقتدى الصدر الرئيس العراقي السابق صدام حسين بتدبير عملية اغتيال والده محمد الصدر في عام 1999. وحصلت هيئة الدفاع التي عينتها ساجدة زوجة الرئيس العراقي السابق وبناته على وكالة لتمثيله..واكد المحامون الذين يتخذون من عمان مقرا لهم ان المحكمة العراقية الخاصة التي عينتها قوات التحالف في كانون الاول/ديسمبر الماضي تمهيدا لمحاكمة رموز النظام السابق غير شرعية والمحاكمة باطلة. من جهة اخرى اتهم الصدر اسرائيل والولاياتالمتحدة وبريطانيا بالوقوف وراء الهجمات الدامية التي استهدفت مدينتي النجف وكربلاء الاحد الماضي والتي راح ضحيتها 66 قتيلا وحوالي مئتي جريح. وقال الصدر في بيان له "ما حدث في النجف الاشرف وكربلاء المقدسة وفي بعض المساجد في بغداد انما هو من فعل جيوش الظلام وخاصة الثالوث المشؤوم اسرائيل وامريكا وبريطانيا". واوضح ان "تلك الدول الارهابية تريد اشعال نار الفتنة ولتخلص نفسها مما تورطت به ورطت الشعب العراقي به مما سمته بالعملية الديمقراطية". ونفى ان "يكون الفاعل احد المسلمين اطلاقا بل هو عمل الثالوث مع اعوانه امثال من نصبته على رقاب المسلمين وعلى رقاب العراقيين". من جانب اخر اكد الصدر استعداده لحماية المساجد الشيعية والسنية على حد سواء وقال في بيانه "اني ابدي استعدادي لحماية اخواني اهل السنة وجوامعهم وكذلك اخواني الشيعة ومقدساتنا ولا فرق بين الاخوين اطلاقا الا بتقوى الله فالكل عراقي ومن واجبي حماية العراق واهله حسب المستطاع". وقال "صحيح ان ضبط النفس امر مطلوب لكن هذا اذا كان الفاعل هو غير المحتل واما اذا كان الفاعل هو المحتل وحكامه فلاداعي لضبط النفس". ودعا الزعيم الشيعي "المؤمنين الشرفاء" من اهالي مدينتي النجف وكربلاء وكذلك العاصمة بغداد ممن اعتدي على جوامعهم ومساجدهم "لتشكيل وفود للذهاب الى علمائهم ومراجعهم الكرام لاعلامهم بأنهم على اهبة الاستعداد وعلى اتم وجه ان شاء الله وانا مستعد بعد ذلك لابداء المساعدة". وقتل 14 شخصا الاحد واصيب 57 بجروح عندما فجر انتحاري سيارته المفخخة في وسط كربلاء. كما لقي 52 شخصا مصرعهم واصيب 142 بجروح في انفجار سيارة مفخخة في اليوم ذاته في مدينة النجف التي تبعد 70 كلم عن كربلاء. إلى ذلك اتهمت حركة انصار السنة في بيان نشر على موقعها على شبكة الانترنت الجمعة الولاياتالمتحدة بانها تضلل الرأي العام بشان الهجوم الذي استهدف الجنود الاميركيين في الموصل وتبنته الحركة نفسها. وحمل البيان توقيع "القسم الاعلامي" لجيش انصار السنة الذي اعلن مسؤوليته عن الهجوم الذي اسفر عن مقتل 22 شخصا بينهم 14 جنديا اميركيا وجرح 72 آخرين وفقاً لإحصائيات الجانب الامريكي. وقال البيان ان "الله مكن احد اخوانكم الاستشهاديين ان ينغمس في اعداء الله بداخل حصونهم التي يقبعون بها ليوقع بهم المئات بين قتيل وجريح". واضاف ان "فتح الله لاخوانكم الابطال في جيش انصار السنة في توجيه احدى اقوى الصفعات للصليبيين والتي سوف لن ينسوها على مر التاريخ". وتزامن صدور هذا البيان مع زيارة مفاجئة لوزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد الى القوات الامريكية في الموصل عشية عيد الميلاد. واضاف البيان الذي يحمل تاريخ 23 كانون الاول/ديسمبر الجاري "نتابع الصليبيين وهم يعقدون المؤتمرات ويحللون هذه الضربة ويحاولون كما هو دأبهم أن يوهموا الناس ويضللوهم عن الحقائق". وتابع "تارة يقولون أنها قصف بمدافع الهاون والصواريخ وتارة أخرى يقولون أنها عملية انتحارية بعبوات محلية ...الخ فلا ندري هل هم بهذه الدرجة من الغباء بحيث انهم حتى الآن لا يعرفون نوعية الضربة التي وجهت لهم او ان الضربة كانت موجعة جدا بحيث لا يتجرؤون البوح بالحقيقة لانها شديدة عليهم". واختتم البيان "نقول لكم أن كلام المسؤولين الاميركيين عار عن الصحة (...) وسنوافيكم قريبا جدا ببيان نبين فيه الحقيقة الكاملة لتفاصيل غزوة الموصل المباركة وما تكبده الصليبيون من خسائر فيها". وكانت جماعة جيش انصار السنة اعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف الثلاثاء قاعدة عسكرية اميركية في مدينة الموصل شمال العراق بعد ساعات من تنفيذه. وكان الجنرال الامريكي كارتر هام قائد القاعدة العسكرية الامريكية في الموصل صرح لمحطة "سي ان ان" ان منفذ العملية الانتحارية تنكر في ملابس الجيش العراقي وفق عناصر التحقيق الاولية..ودان الرئيس الامريكي جورج بوش الهجوم معتبرا انه قد يكون هجوما صاروخيا. وقال الجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة اركان الجيش الاميركي الخميس ان الهجوم على القاعدة العسكرية الاميركية في الموصل كان انتحاريا على ما يبدو..وتعرف مجموعة "انصار السنة" عن نفسها بانها ائتلاف من الجماعات الاسلامية الجهادية وقد تبنت عددا من الهجمات في العراق.