أعلنت إذاعة ام درمان السودانية العامة اليوم أن السودان قطع علاقاته الدبلوماسية مع تشاد متهما أنجامينا بدعم هجوم لمتمردي دارفور على شمال الخرطوم، فيما أعلن اعلن مسؤول في مكتب المتحدث باسم الجيش السوداني انه تم تمديد حظر التجول في الخرطوم الى اجل غير مسمى. وقالت الإذاعة إن "السودان قطع علاقاته الدبلوماسية مع تشاد بسبب المساعدة التي قدمها (هذا البلد) إلى الهجوم امس" السبت. بينما قال المسؤول في مكتب المتحدث باسم الجيش السوداني في اتصال هاتفي "تم تمديد حظر التجول الى اجل غير مسمى لتسهيل القبض على الذين يحاولون الهرب". ودعت الاذاعات المحلية السكان الى البقاء في منازلهم. وكانت وزارة الداخلية السودانية اعلنت السبت حظر التجول في العاصمة السودانية حتى الساعة السابعة بتوقيت غرينتش صباح الاحد (العاشرة بالتوقيت المحلي) بعد ان هاجمت حركة العدل والمساواة (حركة تمرد في دارفور) مدينة ام درمان. وكانت معارك عنيفة جرت السبت في ام درمان المجاورة للخرطوم بين القوات الحكومية السودانية ومتمردي حركة العدالة والمساواة، أقوى مجموعة عسكرية بين حركات التمرد في دارفور الإقليم الواقع غرب السودان ويشهد حربا أهلية. وتتهم الخرطوم أنجامينا بالوقوف وراء الهجوم الذي نفذه مسلحو حركة العدل والمساواة المتمردة في إقليم دارفور أمس في كل من كردفان وأم درمان. وأكدت السلطات السودانية أنها صدت الهجوم الذي شنته مجموعة متمردة على الخرطوم, متهما تشاد بالوقوف وراء الهجوم على العاصمة السودانية حيث فرض حظر للتجول. وقال كمال عبيد من حزب المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس السوداني عمر البشير "العملية فشلت. حاولت حركة العدل والمساواة زعزعة الاستقرار (في السودان) لكن القوات السودانية اعترضتها". من جهتها، نفت الحكومة التشادية أن تكون "ضالعة" في الهجوم الذي شنته متمردي دارفور على الخرطوم, على ما قال الناطق باسم الحكومة محمد حسين. وقال المتحدث باسم الحكومة ووزير الإعلام التشادي محمد حسين في بيان "تنفي الحكومة أي تورط في هذه المغامرة التي تدينها من دون تحفظ ايا يكن مرتكبوها". وأضاف البيان "أن الحكومة التشادية التي أعلنت باستمرار دعمها لعملية السلام في السودان وفي المنطقة, تشجع السلطات والمعارضين على الحفاظ على صوت الحوار". وأكدت حركة العدالة والمساواة الأقوى عسكريا من المجموعات المتمردة في دارفور, السبت أنها تزحف نحو الخرطوم في أعقاب المعارك العنيفة مع القوات الحكومية السودانية في شمال العاصمة حيث فرض حظر للتجول. وتتبادل العاصمتان، الخرطوم وانجامينا، الاتهامات بمساعدة المجموعات المتمردة. فخلال هجوم المتمردين التشاديين على العاصمة انجامينا في الثاني والثالث من فبراير/شباط الماضي, الذي كاد أن يطيح نظام الرئيس التشادي ادريس ديبي, اتهمت تشاد السودان بدعم المتمردين. دوليا، دانت الولاياتالمتحدة هجوم متمردي دارفور قرب الخرطوم, ودعت إلى "وقف فوري للمعارك". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية شون ماكورماك، إن واشنطن "تدين الهجوم الأخير الذي شنته قوات حركة العدالة والمساواة قرب الخرطوم". وأضاف "ندعو إلى وقف فوري للمعارك"، موضحا في بيان أن هذه الهجمات "تنسف الجهود التي تبذلها المجموعة الدولية للمساعدة على ايجاد حل للنزاعات في السودان". وكان البيت الأبيض قال إنه "قلق جدا" من أعمال العنف في السودان ودعا متمردي دارفور والقوات الحكومية إلى وقف المعارك. وقال الناطق باسم مجلس الامن القومي غوردون جوندرو "نحث الطرفين على وقف المعارك سواء كانت مجموعة المتمردين او الحكومة. نأمل بعودة الهدوء والنظام". واضاف "نحن قلقون جدا من الوضع الميداني ومن المعلومات الواردة من الخرطوم", موضحا ان السفارة الأمريكية تتابع التطورات "باهتمام شديد". واعلن ماكورماك من جهته, ان الولاياتالمتحدة "تطلب من حركة العدالة والمساواة والحكومة السودانية الامتناع عن التعرض للمدنيين في ام درمان ودارفور وتوجه تحذيرا من حصول عمليات انتقامية في سياق الانتماءات الاثنية او القبلية".