عقد قادة دول تجمع صنعاء جلسة مغلقة تم فيها مناقشة البنود الرئيسية المطروحة على جدول أعمال القمة، منها السلام في الصومال وكذا جهود إحلال السلام في السودان بالإضافة إلى الوضع الاقليمي. وقد استمع قادة دول التجمع في هذه الجلسة إلى تقارير الوزراء في اللجان السياسية والاقتصادية والامنية، المرفوعة للقمة حول العلاقات بين دول التجمع اليمن والسودان واثيوبيا، في اطار تعزيز أواصر العلاقات والدفع بالعلاقات الاقتصادية والتعاون الأمني بين البلدان الثلاث إلى ما يترجم الآمال والتطلعات المشتركة لدول وشعوب المنطقة . في الاجتماع المغلق قدم فخامة الاخ الرئيس عمر حسن البشير رئيس جمهورية السودان، شرحا عن الأوضاع الجارية في اقليم دارفور وجهود إحلال السلام في جمهورية السوادان. كما استعرض رئيس الوزراء الاثيوبي رئيس الدورة الثانية لدول تجمع صنعاء، تقريرا عما تم بذله خلال العام الماضي وما تحقق على طريق التعاون السياسي الاقتصادي والامني بين البلدان الثلاث . من جانبه قدم الرئيس عبد الله يوسف أحمد رئيس جمهورية الصومال شرحا بالتطورات الجارية في الصومال، واكد الحاجة الى دعم عربي وافريقي لاستعادة الأمن والاستقرار في الصومال . واعرب الرئيس الصومالي عن رغبة بلاده الانضمام إلى تجمع صنعاء للتعاون، بالعضوية الكاملة . وقد اقرت قمة دول تجمع صنعاء في اجتماعها اليوم، قبول الصومال عضوا كاملا في التجمع . وخلال الاجتماع قدم فخامة الاخ الرئيس على عبد الله صالح رئيس الجمهورية، رؤية مقدمة من اليمن حول إحلال السلام والاستقرار في المنطقة وتحقيق التقارب والمصالحة بين دول المنطقة. وقدمت الرؤية اليمنية تصورا لحل الخلافات بين كل من ارتيريا والسودان، وإريتريا وإثيوبيا . واكد فخامة الاخ الرئيس، بما تضمنته الرؤية اليمنية، أهمية التفاهم والتقارب والحوار بين دول المنطقة وحل الخلافات بالطرق السلمية، ولما يخدم الأمن والاستقرار والسلام ويكفل لشعوب المنطقة التفرغ للبناء والتنمية، نظرا لما يربط بينها من علاقات تاريخية وأوصر متينة . واعرب فخامة رئيس الجمهورية عن استعداد الجمهورية اليمنية للقيام بأي دور يطلب منها، وبحيث يأتي مكملا للجهود الإقليمية والدولية بما يجعله محققا لاستعادة جسور التواصل وتعزيز الثقة والتعاون والتفاهم بين دول منطقتي القرن الإفريقي وجنوب البحر الاحمر، وبما يخدم مصالح شعوب المنطقة ويحقق لها رخائها وازدهارها. هذا وكانت قد بدأت في العاصمة السودانية الخرطوم، أعمال القمة الثالثة لتجمع صنعاء، برئاسة الرئيس السوداني الفريق عمر حسن البشير رئيس جمهورية السودان ، وبمشاركة الرئيس عبدالله يوسف رئيس جمهورية الصومال، والأخ عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية . وفي الجلسة الافتتاحية القى فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية أعرب في مستهلها عن إمتنانه للرئيس السوداني على حسن الاستقبال وكرم الضيافة , وشكره لرئيس وزراء جمهورية اثيوبيا الديموقراطية الفيدرالية - رئيس الدورة الثانية لتجمع صنعاء، على حسن إدارته لهذا التجمع خلال عام كامل.. وقال "ينعقد هذا المؤتمر على إطلالة العام الميلادي الجديد، الذي نتمنى باطلالته أن يعم الأمن والاستقرار في المنطقة لما فيه مصلحة الجميع". وأكد عزم دول التجمع وتعاونها على استكمال كل الهياكل الأساسية لانتظام أعمال اجتماعات القمة وبلوغ التعاون الاقتصادي والأمني المنشود بينها، مجددا التأكيد على أن تجمع صنعاء تجمع مفتوح وليس تكتلا ضد أي قطر، ولكنه تجمع للتعاون الاقتصادي والأمني يتسع لدول المنطقة. موجها الدعوة إلى كل من الصومال وجيبوتي وإريتريا للإنضمام إلى التجمع.. وقال "اسمحوا لي فخامة الرئيس وأصحاب الفخامة أن أتوجه بدعوة خالصة وصادقة إلى كل من الصومال الشقيق وكل من جيبوتي وإريتريا لما فيه من فائدة للجميع، وبما يحقق الاستقرار والأمن والسلام والتقارب فيما بين شعوبنا، وإجراء الحوار البناء، لإزالة كل أسباب ومسببات وسوء الفهم بين دول الجوار . وأكد فخامة الرئيس، أن انضمام كل ممن الصومال وجيبوتي وارتيريا إلى هذا التجمع يبدد الشكوك والاتهامات ويحقق السلام والامن والاستقرار, وقال إن الحوار هو الأساس ونحن نقول قبل اللجوء إلى استخدام أي قوة يجب أن يسود الحوار والتفاهم بين الجميع . وتابع فخامته "في حال اللجوء الى استخدام أي قوة لا بد في نهاية المطاف من الحوار.. فلما لا نغلب الحوار قبل استخدام القوة وقبل أن تزهق الأرواح وتهدر الطاقات . مجددا التأكيد بان دعوته لانضمام دول المنطقة الى هذا التجمع فيه فائدة للجميع من أجل السلام والأمن والاستقرار والتفرغ للتنمية.. وقال "إن بلداننا بحاجة إلى ان تتجه كل طاقاتها من اجل التنمية والأمن والاستقرار. وفيما يتعلق بالأوضاع في السودان الشقيق، ثمن فخامته جهود حكومة السودان من أجل تحقيق السلام في جنوب السودان والتغلب على المشاكل الم وجودة في درافور.. وقال إن السودان الشقيق بحاجة إلى الأمن والاستقرار وهناك قوى لا تريد الامن والاستقرار فتحاول ان تشعل الحرائق وتصب الزيت على النار، وتؤجج عبر وسائل الاعلام وتضخم القضايا في دارفور . وتابع فخامة رئيس الجمهورية "نحن إلى جانب السودان الشقيق في التغلب على كل هذه المشاكل في دارفور، ونتمنى ان يتم التوقيع على اتفاق السلام في أقرب وقت في كينيا مع الاخوان في جنوب السودان" . وحول الاوضاع في الصومال ، قال فخامة رئيس الجمهورية نحن نقف إلى جانبهم وندعوا منظمة الوحدة الافريقية إلى الاسراع في إرسال قوات لحفظ السلام في الصومال، وعلى وجه الخصوص في العاصمة مقديشو، من أجل إعادة بناء مؤسسات الدولة , مؤكدا بان إنعدام الأمن والاستقرار في الصومال سيجعل منها بؤرة للإرهاب، لافتا إلى أن هناك تواجد للارهابيين وبشكل مكثف . وقال "لا تنفع الأساطيل الموجودة في المحيط مالم توجد قوات دولية، سواء من خلال الاتحاد الافريقي، أو من خلال الجامعة العربية، والتي نتطلع أن تدرج قضية الصومال ضمن جدول أعمال القمة في مارس في العاصمة الجزائرية.. مؤكداً أن استقرار الصومال هو استقرار لأمن وسلامة المنطقة في جنوب البحر الأحمر. وعلى صعيد القضية الفلسطينية، دعا فخامة رئيس الجمهورية ، الأسرة الدولية، وعلى وجه الخصوص الاممالمتحدة، أن تولى اهتماما كبيرا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، طبقا لقرارات الشرعية الدولية وخارطة الطريق. وفيما يخص الأوضاع في العراق قال فخامته : نتمنى ان يحل السلام والامن والاستقرار، بما يحافظ على أمن وسلامة العراق الشقيق ووحدته وسلامة أراضيه، والاسراع في انسحاب قوى التحالف من العراق، وأن تقوم الأممالمتحدة بدور فعال من أجل تحقيق الأمن والاستقرار, معربا عن استيائه الشديد للمجازر البشعة التى يتعرض لها أبناء الشعب العراقي الشقيق في الوقت الراهن . وخلص فخامة الأخ الرئيس إلى القول: لدي ورقة مقدمة إلى القمة، ساقدمها إلى القادة في الاجتماع المغلق حول تصور اليمن لإحلال الامن والاستقرار في منطقتنا وإجراء الحوار مع دول الجوار، بما يحقق الامن والاستقرار لنا جميعا. أكرر الشكر للاخ رئيس القمة الرئيس عمر البشير، ودولة رئيس وزراء إثيوبيا السيد ميليس زيناوي والرئيس الصومالي الاخ عبدالله يوسف، وأشكر وأرحب بالاخ الأمين العام لجامعة الدول العربية، الذي حضر أعمال هذه القمة.