أعرب الدكتور محمود الزهار -عضو القيادة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"- اليوم الثلاثاء عن رفضه لمطالبة رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس"أبو مازن" بضرورة وقف "عسكرة الانتفاضة"وأكد الزهار أن المفاوضات تتم في ظل اختلال لموازين القوى وانحياز أمريكي مفضوح، مشيرا إلى أن المقاومة دفعت تكتل الليكود الإسرائيلي إلى الإعلان عن اعتزامه الخروج من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية.وقال "لقد جربنا الانتفاضة بدون سلاح خلال سنواتها الأولى من عام 1987 إلى 1994 ومات أطفالنا بدم بارد، ولم يثبت أن ضمير العالم قد تأثر بهذه الجرائم واستطاع الاحتلال أن يتعايش مع هذه الجرائم بقتل يومي مستمر هنا وهناك". ورأى أنه عندما تحولت اليد التي ترمى بالحجارة إلى استخدام السلاح تغيرت الصورة، مؤكدا عدم تخلى الحركة عن المقاومة حتى تحقق ما لم تحققه سنوات المفاوضات.من جهة أخرى كشف محمود الزهار عن أن وثيقة الشرف التي قدمتها حماس إلى حركة فتح والفصائل الفلسطينية الأخرى تضمنت الثوابت التي أجمع عليها الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، مشيرا إلى أن هذه الثوابت هي نتاج للحوار واللقاءات المتعددة في الشأن الوطني الفلسطيني العام.وأوضح الزهار أن الوثيقة تشمل حق العودة، والقدس، والمعتقلين، كما تضمنت صيغ العلاقات الداخلية في الشأن الفلسطيني بكل تفرعاته مثل الموقف الخارجي والعلاقات السياسية والاقتصادية ورؤية لكيفية التعامل مع الأراضي الفلسطينية التي احتلها المستعمرون اليهود، مؤكدا أن المبادئ الواردة في الوثيقة لا خلاف عليها. وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت المقاومة الفلسطينية ستتوقف في حال انسحاب إسرائيل من قطاع غزة أجاب الزهار قائلا "إن المقاومة لم تستهدف تحرير قطاع غزة فقط" مضيفا أن الأهداف معروف عناوينها مثل الاحتلال، والاعتداءات، والحدود، ومظاهر السيادة والشعب الفلسطيني في الخارج والمياه الإقليمية والميناء والمطار، وتابع "لو حققت أوسلو هذه الأهداف لما كان هناك ضرورة للمقاومة". وحول ما إذا كانت حماس قد أصبحت أكثر مرونة الآن وأنها تقرأ بشكل جيد المتغيرات الدولية والإقليمية وأنها قد تغير سياساتها في التعامل مع الصراع أكد الزهار "أن المتتبع للحركة يدرك أنها مرنة ولكن هناك فرقا بين المرونة والتنازل" وقال "إن مجالات الحركة قد اتسعت وتعددت".وفيما يتعلق بمشاركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية قال الزهار" نحن في مرحلة التأسيس ولكي تنجح الانتخابات لابد من أن تخلو من شوائب التزوير". إلى ذلك طالب باستكمال عدد من القوانين وسجلات الناخبين، مشيرا إلى أن الحركة سترى كيف تم التعامل مع تجربة الانتخابات الرئاسية والبلدية وبعدها ستتخذ قرارها بشأن الانتخابات التشريعية. ودعا القيادي في حركة حماس في ختام حديثه إلى إعادة صياغة منظمة التحرير الفلسطينية على أسس تجعل منها مشروعا نهضويا سياسيا يضم كل القوى الفاعلة، مؤكدا أن حماس تقف مع العاملين على تحقيق هذا المشروع.
