شن الشيخ محمد عزان " الأمين العام السابق لتنظيم الشباب المؤمن " ( المحظور ) هجوما شديدا على الحوثيين واتهمهم بتشويه المذهب الزيدي وطالبهم بانهاء تمردهم وإلقاء أسلحتهم وتسليم أنفسهم للدولة , وخاطب عزان في حوار نشرته اليوم صحيفة السياسة الكويتية الحوثيين بقوله :" أنتم بفعلكم هذا تقتلون الأهداف التي تسعون للحصول عليها, فلن تمكنوا المذهب الزيدي كفكر لأنكم قدمتموه في صورة مشوهة, والناس الذين تزعمون أنكم تريدون أن تحرروهم تسببتم في القضاء عليهم, والأمن الذي تطلبونه لا يصح أن تحققوه على تل من جماجم الآخرين, فإذا لم تأمنوا فهذه مشكلة صغرى, لكن أن تتسببوا في إخافة الناس ودمار بلد بأكمله فتلك مشكلة كبرى وفيها منتهى الأنانية , وأكد أن " مواجهة الدولة بالسلاح لتحقيق مطالب يمكن تحقيها بالسلم ليست من المنطق ولا من الشرع ولا من العقل " وأضاف عزان : أقول لهم تحلوا بالشجاعة والكياسة, وأعلنوا استعدادكم لإلقاء السلاح والكف عن مقاتلة الدولة, فهذه الحرب تضرر منها الوطن (سفينتنا جميعاً), وتضرر منها أكثر المساكين, وكذلك الأقربون فالأقربون, وأدت إلى رسم صورة قبيحة ومخيفة للمذهب الزيدي, وكأنه لا يقوم إلا على الدمار والخراب وسفك الدماء. وقال عزان : أعلنوا لأنفسكم حزباً سياسياً, وقدموا رؤيتكم لكل الناس, فإن قُبلت رؤيتكم كسبتم المجتمع دون سفك دماء وخراب أوطان, وإن رُفضت صححتموها, وليسعكم ما يسع الناس من مساع سليمة للتغير إلى الأفض ولفت الشيخ محمد عزان إلى أن الحركات المسلحة ضد دولها لم تنجح في شيء طوال التاريخ, وقال إذا قارنَّا بين حركة " الإخوة الحضارم " وحركة " الهادوية ", فقد أسست الأولى على يد أحمد بن عيسى المهاجر متزامنة مع تأسيس الثانية على يد الهادي يحيى بن الحسين, فسنجد أن سلسلة الحروب والمواجهات التي مر بها أتباع المذهب " الهادوي " لم تؤد إلى نتيجة تذكر, بينما المسالمة التي سلكها " الحضارم " جعلتهم ينشرون الإسلام في جنوب شرق آسيا, وتجد الآن مدارسهم عامرة وكتبهم وافرة, وأثرهم في المجتمع ملموس, وهذا هو ما يسعى إليه الداعية إلى الله. وأكد أن الزيدية مذهب عقلاني منفتح لكن نظرية الإمامة حولته من مذهب فقهي إلى حزب سياسي , ونوه عزان إلى أن الحوثيين يعتبرون أن الدولة غير شرعية حتى وإن كانت منتخبة , فالولاية في نظرهم تأتي بموجب " تعيين إلهي " كما أنه يرون في السعودية عدواً وإيران صديقاً وليبيا يمكن الاستفادة منها ... وسينتقمون من أعدائهم إذا تمكنوا ولفت عزان إلى أن الحوثيين قدَّموا ما يحدث في صعدة على أساس أنه صراع طائفي من ناحية, وسلالي من ناحية أخرى, وساعدهم على ذلك بعض التصريحات والكتابات والتصرفات, وقال ان كثيراً من " الهاشميين "حتى من أسرة الحوثي كانوا ضد هذا المنهج وذلك السلوك, وأنا أعرف أن الصراع كان حتى داخل آل الحوثي أنفسهم ضد حسين الحوثي وجماعته, كان صراعاً شديداً جداً ولم يزل حتى قيام الحرب الأولى, وربما حتى الآن.