قالت إسرائيل اليوم إنها ستجدد مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في القاهرة الأسبوع المقبل محادثات غير مباشرة حول تبادل الأسرى بمن فيهم الجندي الإسرائيلي المحتجز في غزة منذ عامين، وتأتي هذه التصريحات عقب دخول اتفاق التهدئة بين الجانبين حيز التنفيذ وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه, إن عوفر ديكيل مبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت الخاص سيتوجه إلى القاهرة لإجراء محادثات الثلاثاء المقبل. وأضاف أن المحادثات ترتبط بالتهدئة في غزة التي بدأ سريانها الخميس. وتسعى إسرائيل الى ضمان الافراج عن الجندي جلعاد شاليط (21 عاما) الذي اسره نشطاء فلسطينيون في غزة قبل عامين. وتابع "اسرائيل تعلم ان عليها ان تدفع ثمنا غاليا للافراج عن شاليط وتفرج عن العديد من الارهابيين الفلسطينيين". وكانت التهدئة بين حماس واسرائيل دخلت حيز التنفيذ في قطاع غزة عند الساعة السادسة بالتوقيت المحلي (3,00 بتوقيت غرينتش) الخميس بعد أشهر من أعمال العنف التي اسفرت عن سقوط مئات القتلى. وأكد الناطق باسم الحركة سامي ابو زهري التزام حماس بهذا الاتفاق وانجاحه، ودعا الناطق باسم حماس اسرائيل الى "الالتزام بالاتفاق وترجمته". من جهته, اكد مارك ريغيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ان اسرائيل "ستحترم كل التعهدات التي قطعتها بموجب التفاهمات التي تم التوصل اليها مع مصر". واضاف "سنتابع بدقة ما يحدث على الارض". والى جانب وقف اطلاق الصواريخ الفلسطينية على اسرائيل والهجمات الاسرائيلية على الفلسطينيين, ينص اتفاق التهدئة على تخفيف تدريجي للحصار الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة الذي تبلغ مساحته 362 كيلومترا مربعا ويضم 1,5 مليون فلسطيني. وقال ريغيف "اذا ساد الهدوء, ستخفف اعتبارا من مطلع الاسبوع المقبل, العقوبات" التي تفرضها اسرائيل على قطاع غزة. ويقضي الاتفاق بفتح تدريجي للمعابر التي تربط بين اسرائيل وقطاع غزة والتي اغلقت بشكل شبه متواصل منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة منذ يونيو/حزيران من العام الماضي. واكدت حماس ان هذه الهدنة مدتها ستة اشهر, لكن عديدين رأوا انها هشة. وقال اولمرت الاربعاء ان "هذه الهدنة هشة وقد تكون قصيرة اذ ان حماس لم تتغير". واضاف "اذا استمر الارهاب سيكون على اسرائيل العمل لازالة التهديد". من جهته, قال زعيم المعارضة في اسرائيل بنيامين نتانياهو الخميس ان "الهدنة خطأ فادح". واضاف "انه اتفاق مع اسرائيل يسمح لحماس بتعزيز صفوفها وبالتسلح". وقبيل دخول التهدئة حيز التنفيذ, اعلنت مصادر طبية فلسطينية مقتل فلسطيني وجرح اثنين آخرين في قصف اسرائيلي في منطقة جحر الديك وسط قطاع غزة. واكد ناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان الهجوم استهدف "مجموعة من مطلقي الصواريخ". وقال الجيش ان ثلاثين صاروخا وعشر قذائف هاون اطلقت من قطاع غزة وسقطت الاربعاء في جنوب اسرائيل, ما ادى الى اصابة شخص واحد بجروح طفيفة. ولاقت التهدئة بين إسرائيل وحماس ترحيباً عاماً من المجموعة الدولية, من واشنطن الى دمشق, لكن الآمال غالبا ما ترافقت مع الحذر. فقد رحب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بالتهدئة. وقال مكتبه الاعلامي في بيان ان الامين العام "يرحب بإعلان وقف أعمال العنف" بين إسرائيل والسلطات في غزة. وأضاف البيان ان بان كي مون "يأمل في ان تجلب هذه الجهود الامن وان تضع حدا للمشاكل الانسانية في غزة وتساهم في وقف اطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على اهداف اسرائيلية". واعلن البيت الابيض ان "كل ما يؤدي الى وقف مستوى العنف هو امر جيد", لكنه اعرب عن تحفظات. وقال الناطق باسمه غوردن جوندرو في اول رد فعل رسمي للحكومة الامريكية، "نأمل ان يعني ذلك وقف حماس اطلاق الصواريخ على اسرائيليين ابرياء وان يؤدي الى جو افضل للمحادثات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية". واضاف "اننا نثمن الجهود التي بذلتها مصر ونأمل ان تنجح لاحقا, ولكي يحصل ذلك, فإن على حماس ان تختار التحول الى حزب سياسي شرعي ونبذ الارهاب. لا يمكنها ان تواصل القيام بالاثنين معا". وفي اوروبا, اشادت الرئاسة السلوفينية بعزم اسرائيل على اعادة فتح نقاط الدخول والخروج من غزة "لأسباب انسانية وتجارية". واعربت عن الأمل في إعادة فتح معبر رفح الذي يشرف عليه الاوروبيون. ورحبت المانيا بالتهدئة, معبرة عن أملها في أن تكون "دائمة" في وقت تستضيف فيه برلين الثلاثاء مؤتمر مساعدات لقوات الأمن الفلسطينية. كما أعرب رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون عن الأمل "في ان يؤدي ذلك الى سلام أكثر قوة في غزة". وفي روما، اعرب وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني عن الامل في ان تشكل التهدئة بين اسرائيل وحركة حماس "مقدمة لخطوات ملموسة", وخصوصا "الافراج عن الجندي (الإسرائيلي) جلعاد شاليط". واعتبرت فرنسا ان اتفاق التهدئة يعكس "روحا جديدة" تطل على الشرق الاوسط, حيث استأنف الاسرائيليون والسوريون منذ بضعة اسابيع مفاوضات سلام غير مباشرة. بينما أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان سوريا تؤيد التهدئة, داعيا الدولة العبرية الى رفع حصارها عن غزة. وقال المعلم الذي يرافق الرئيس بشار الاسد في زيارته الى الهند "ندعم هذا الاتفاق وندعم رفع الحصار عن قطاع غزة وسنرى ما اذا كان الاسرائيليون سينفذون التزاماتهم كما نأمل". كما اعتبر هشام يوسف مدير مكتب الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى, ان اعلان التهدئة بين اسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة يشكل خطوة مهمة نحو تحقيق المصالحة بين الفلسطينيين. وقال ان "هذه التهدئة هي خطوة هامة من شأنها ان تمهد الطريق نحو تطوير الوضع السياسي على الساحة الفلسطينية".