رفضت قيادات الجماعة الإسلامية بمصر الخطوة الإيرانية الجديدة بإنتاج جزء ثان لفيلم "إعدام فرعون "الذي يشيد بقاتل الرئيس المصري "محمد أنور السادات " خالد الاسلامبولى أحد قيادات الجماعة الذي قام بعملية الاغتيال عام 1981، واستنكرت الجماعة إقدام مجموعة إيرانية على بناء ضريح له في طهران . ويأتي ذلك وسط استمرار ردود الفعل المصرية على "إعدام الفرعون"، حيث قررت القاهرة تخفيض مستوى تمثيلها في اجتماع وزراء خارجية حركة عدم الانحياز المقرر عقده بالعاصمة الإيرانيةطهران الأسبوع القادم تعبيرا عن غضبها من عرض الفيلم. وكان منتج الفيلم الوثائقي الإيراني "إعدام فرعون"، أعلن التحضير لإنتاج جزء ثان من الفيلم الذي أثار جزؤه الأول جدلا واسعا واتهامات متبادلة، فيما أقام إيرانيون ضريحا رمزيا لقاتل السادات ردا منهم على محاولات لتغيير اسم شارع سمي باسمه في طهران، بحسب ما أعلنه موقع "رجانيوز" المقرب من الرئيس الإيراني أحمدي نجاد الأحد 20-7-2008. وقال الدكتور ناجح إبراهيم، منظر الجماعة الإسلامية بمصر، للعربية.نت "إن الجماعة ترفض بناء أي ضريح سواء للاسلامبولي أو لغيره، حتى لو كان ضريحا رمزيا، لأنه في نظرنا أمر يحرمه الشرع الإسلامي". وأكد ناجح أن "إعدام فرعون "يمثل إساءة بالغة للرئيس الراحل أنو السادات، لأنه جاء مخالفا للحقائق التاريخية، وأشار إلى إن إنتاج هذا الفيلم خطأ كبير شكلا وموضوعا لأنه يسيء للعلاقات بين ركنين مهمين في العالم الإسلامي هما مصر وإيران.ولفت د. ناجح إلى أن السادات لم يكن خائنا في أي يوم من الأيام بل كان بطلا حقيقيا ويكفي أنه صاحب نصر اكتوبر وهو النصر الوحيد الذي حققته مصر خلال حربها مع إسرائيل. وأوضح أن الرئيس السادات أعطي الحركة الإسلامية حرية غير مسبوقة لكنها لم تحسن استخدامها ولو استخدمتها بشكل صحيح لكان لها شأن آخر. وقال: اتضح لنا أن قتل السادات كان خطأ كبيرا وصب في مصلحة غير الإسلاميين. وبدوره قال عصام دربالة، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، للعربية.نت إنه"لا شك أن مسألة بناء الضريح حرام شرعا ولا تجوز فى عقيدة أهل السنة والجماعة وهى مرفوضة تماما، ولكن ما أود الإشارة أليه هو تحميل قضية الفيلم أكثر مما تحتمل فالسادات بشر وشخصية عامة قد يختلف حولها الناس ما بين قابل لإستراتيجيته في العمل السياسي ورافض لها ".وتساءل عصام در بالة :"لماذا لا يتحرك المسئولون في مسألة سب الصحابة في إيران مثلما تحركوا في فيلم (الفرعون)، وليس هذا معناه تأييد للفيلم ولكن أنا أريد تناول القضية فى سياقها الطبيعي وهو أن كل شخص يخطئ ويصيب فالسادات مثلا أخطأ خطأ كبيرا حينما تحفظ على ألف وخمسمائة مثقف وناشط سياسي وأصاب في قرار الحرب ".وعن موقف الجماعة من اغتيال السادات على يد أحد قادتها وإشادة إيران بذلك في الفيلم مما يمثل مأزقا للجماعة الإسلامية، أوضح دربالة " ليس هناك مأزق للجماعة فى هذا فالاسلامبولى أحد أبناء الجماعة الذين نفتخر بهم وهو عندما أقدم على ذلك كان يعتقد بصحة إقدامه على هذا العمل وبأن فيه الخير للإسلام فبالتالي نحاسبه على نيته وقت حدوث الفعل والظروف المحيطة به ووفقا لمعطيات الواقع الذي عاش فيه ".وأما ماهر فرغلي، من قيادات الجماعة في جنوب مصر، فقال للعربية.نت إن الجماعة الإسلامية تبرأت من قتل السادات أثناء المراجعات وقالت "انه شهيد فتنة "، مضيفا " فلا يعقل بعد هذا أن يأتي أحد ويشيد بمن اغتال السادات وهو الشخص الذي ينتمي للجماعة نفسها .. كما أن الضريح المزمع بناؤه يسيئ لخالد الاسلامبولى نفسه ولو كان خالد حيا الآن لرفض هذا الأمر ". وأوضح ماهر فرغلى "آن الإيرانيين يمجدون قاتل السادات ليس حبا في الاسلامبولي أو تأييدا لنواياه الإسلامية حينما فعل ذلك وانما أيد هذا الفيلم الجناح المتشدد في النظام الإيراني انتقاما من الرئيس السادات". لفت فرغلى إلى أنه "إذا كانت إيران تزعم أنها الدولة الإسلامية الوحيدة فإنني أزعم ومن خلال دراسة علمية مقارنة أجريتها على نظم القوانين فى عصر السادات وأحكام الشريعة الإسلامية فوجدت أن معظم القوانين الوضعية في عهد السادات مستمدة من الشريعة" .