فضلت الدول العربية على ما يبدو وضع خلافاتها جانبا ووصلت إلى اتفاق بشأن إنشاء برلمان عربي, وسيحال المشروع لإقراره في قمة الجزائر المزمعة في 22 مارس/آذار المقبل.جاء ذلك في البيان الختامي لأعمال وزراء الخارجية العرب بالقاهرة اليوم الذي أشار فيه الأمين العام للجامعة عمرو موسى إلى أن الخلافات برزت بشأن الإصلاحات الأخرى. وأضاف أن الخلافات شملت مشروعا يتعلق بهيئة متابعة تنفيذ القرارات وآخر بآلية التصويت, فضلا عن إنشاء محكمة عدل عربية ومجلس أمن عربي.وأوضح موسى أنه سيتم تشكيل لجنة للعمل على تعديل المشروعين لعرضهما على اجتماع للوزراء قبيل القمة القادمة. ويتضمن المشروعان إنشاء محكمة عدل ومجلس أمن عربيين. وكان دبلوماسيون شاركوا في الاجتماع قد قالوا إن الوزراء اتفقوا على أن تكون دمشق مقرا للبرلمان العربي. ويقضي المشروع أن يكون البرلمان العربي جهازا من أجهزة الجامعة العربية الرئيسية يقوم بوضع نظامه الأساسي برلمان عربي انتقالي مدة انعقاده خمس سنوات. وسيضم البرلمان العربي الانتقالي وفقا لهذا المشروع أربعة أعضاء من كل دولة عضو في الجامعة العربية تقوم بانتخابهم برلمانات بلادهم. وسيكون للبرلمان أمين عام ويعقد دورتين كل سنة ويختص في مناقشة المسائل المنصوص عليها في ميثاق الجامعة والأوضاع والتطورات السياسية في المنطقة العربية والمخاطر الناجمة عنها وتأثيراتها على الأمن القومي العربي. وحول مسألة تناوب منصب أمين الجامعة, نفت وزارة الخارجية الجزائرية أن تكون قد سحبت اقتراحها بهذا الشأن. وأكد ذلك المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية حسام زكي في تصريح للجزيرة. وجاء هذا النفي بعد أن نقلت وكالات الأنباء عن وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم أن بلاده سحبت اقتراحها بتعديل ميثاق الجامعة لينص على تناوب المنصب بين الدول الأعضاء. كما خصص الوزراء جلسة ثانية مغلقة لمناقشة القضايا السياسية وخاصة الأوضاع في العراق والأراضي الفلسطينية والسودان والصومال. وقال وزير الخارجية الموريتاني محمد فال ولد بلال إن المجتمعين أكدوا "دعمهم للعملية السياسية في العراق" ومشاركة الشعب العراقي بكل أطيافه في الانتخابات. وشدد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى على ضرورة إجراء مصالحة وطنية تضمن مشاركة الشعب العراقي بكافة عناصره.وفي الشأن الفلسطيني دعا الوزراء حسب الوزير الموريتاني إلى استئناف مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية, كما أكد عمرو موسى ضرورة تنفيذ المبادرة العربية بانسحاب إسرائيل إلى حدود عام 1967 مقابل تطبيع كامل لعلاقاتها مع الدول العربية.