صرح مصدر في وزارة الخارجية الروسية اليوم الجمعة أن مسارعة واشنطن ووارسو الى توقيع اتفاق حول نشر قطع من الدرع الصاروخية الأمريكية على الأراضي البولندية يدل على ان هذا النظام "موجه ضد روسيا". وقال المصدر لوكالة انباء "انترفاكس" الروسية إن مضمون الاتفاق والسرعة في إنجازه والظروف التي أحاطت به، يؤكد أنه "لا يتعلق بتهديد الصواريخ الايرانية بل هو موجه ضد روسيا". وتوصلت بولندا والولاياتالمتحدة مساء الخميس إلى اتفاق أولي لنشر عناصر من الدرع الأمريكية المضادة للصواريخ في الأراضي البولندية, من المرجح أن يؤجج التوتر بين روسيا والغرب. وإثر الإعلان عن التوصل إلى اتفاق, قال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي، إن نظيره الروسي سيرغي لافروف ألغى زيارة مقررة إلى وارسو في 10 و11 سبتمبر/ أيلول. ومن ناحيتها, أعربت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن "ارتياحها العميق لتوقيع الاتفاق مع بولندا". الاتفاق يفتح الطريق لتوفير الحماية لأوروبا وللولايات المتحدة ضد تهديدات صواريخ بالستية من دول مثل إيران متحدث باسم البنتاغون وذكر المتحدث باسم البنتاغون جوف موريل أن الاتفاق يفتح "الطريق أمامنا لتوفير الحماية لأوروبا وللولايات المتحدة ضد تهديدات صواريخ بالستية من دول مثل إيران". وأضاف: "ليس عندي أية معطيات بأن الغزو الروسي لجورجيا قد أثر على المفاوضات". وقال: "مع ذلك, فإن الدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا ليس معدا لمواجهة ترسانة الصواريخ الروسية، ولكن بالأحرى لمواجهة تهديدات ناشئة مثل إيران". وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك لقناة "تي في إن" التلفزيونية على الهواء مباشرة: "لقد توصلنا إلى اتفاق مع الولاياتالمتحدة حول الدرع الصاروخية"، بعد أن وافقت واشنطن على مطلب بولندا الأساسي في نشر بطاريات باتريوت مضادة للصواريخ متوسطة المدى لضمان أمن البلاد. ووقع المفاوضون الأمريكيون والبولنديون على الاتفاق بالأحرف الأولى في وقت لاحق في وزارة الخارجية البولندية. وبموجب الاتفاق ستنشر واشنطن عشرة صواريخ معترضة في بولندا، إضافة إلى منشأة رادار في جمهورية تشيكيا المجاورة بحلول 2011 إلى 2013، لاستكمال نظام موجود حاليا في الولاياتالمتحدة وغرينلاند وبريطانيا. ووقعت براغ اتفاقا في يوليو/ تموز لنشر رادار أمريكي, بينما استمرت المحادثات مع وارسو 15 شهرا. وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس جورج بوش "مرتاح جدا" للاتفاق الذي وقع بين واشنطن ووارسو. ودحضت المتحدثة باسم الرئاسة الأمريكية دانا بيرينو الفكرة القائلة بأن الدرع الصاروخية ستزيد التوتر بين الولاياتالمتحدةوروسيا بعد هجوم الجيش الروسي على جورجيا. وقالت، إن "مشروع الدرع الصاروخية للرئيس (بوش) لا يستهدف بأي شكل من الأشكال روسيا. بالواقع, من المستحيل منطقيا أن يستهدف روسيا نظرا إلى أنها قادرة على تدميره". ولم توضح بيرينو ما إذا كان الاتفاق مع بولندا ينص على ضمانات أمنية جديدة من الولاياتالمتحدة لحلفائها أو على مشروع بناء منشآت عسكرية دائمة. وأوضحت أن توقيع الاتفاق بالأحرف الأولى، سيتبعه دراسة جديدة لبنوده "انتظارا للتوقيع النهائي على الاتفاق"، معتبرة أن الخطوة تمثل "مساهمة جوهرية للأمن الأطلسي الجماعي".