وقعت الولاياتالمتحدة وبولندا، رسميا اليوم الأربعاء اتفاقا ينص على نشر عناصر من الدرع الأمريكية المضادة للصواريخ على الأراضي البولندية بحلول العام 2012. ووقع الاتفاق عند الساعة 11,40 (9,40 تغ) في مقر الحكومة البولندية وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي ونظيرته الأمريكية كوندوليزا رايس, بحضور الرئيس ليش كاتشينسكي ورئيس الحكومة دونالد تاسك. وكان المشروع الامريكي لقي تأييد دول حلف شمال الاطلسي بالاجماع. واكدت رايس في وارسو مجددا ان "هذا سيساعدنا على تطويق التهديدات الجديد للقرن الحادي والعشرين, تهديدات صواريخ بعيدة المدى من دول مثل ايران او كوريا الشمالية", مؤكدة انه "نظام دفاعي ليس موجها الى احد". لكن هذا الكلام ليس مقنعا لروسيا التي تحتج منذ اشهر على المشروع. وقال الرئيس ديمتري مدفيديف الاسبوع الماضي ان "اقامة قوى جديدة مضادة للصواريخ في اوروبا تستهدف الاتحاد الروسي". واضاف انه "تم اختيار الوقت بعناية", ملمحا بذلك الى ان بولندا والولاياتالمتحدة تريدان الرد على التدخل الروسي في جورجيا. وفور الإعلان عن التوصل الى اتفاق الأسبوع الماضي, قال نائب رئيس الاركان الروسي اناتولي نوغوفيتسين ان "بولندا تعرض نفسها بذلك لضربة". واضاف "انه امر صحيح 100%". ويبدو مكان القاعدة الامريكية بالنسبة الى موسكو عودة الى الحرب الباردة التي شهدها النصف الثاني من القرن العشرين. فقد اختار خبراء الاستراتيجية الامريكيون ريجيكوفو, البلدة الصغيرة التي تبعد حوالى 200 متر عن جيب كالينينغراد الروسي, لنشر قطع الدرع. وكالينينغراد هي النقطة الروسية الاكثر تقدما غربا بين بولندا وليتوانيا. ويؤكد القادة الامريكيون والبولنديون ان الدرع ليست موجهة على الاطلاق ضد روسيا, لكن توقيع الاتفاق في اوج الازمة الجورجية يبدو اقرب الى انذار. وقال الرئيس كاتزينسكي في خطاب متلفز مساء الثلاثاء "لا احد يستطيع ان يملي على بولندا ما عليها ان تفعله". وطوال تاريخها, اضطرت بولندا للوقوف في وجه جارتها الروسية وعانت منها. وقد كانت من الدول التي تدور في فلك الاتحاد السوفياتي في عهد النظام الشيوعي من 1945 الى 1989. وكان وزير الخارجية البولندي اكثر دبلوماسية واقترح على موسكو الإطلاع على القاعدة الأمريكية المقبلة لتتأكد من أنها ليست موجهة ضدها. ويؤكد الجانبان ان النزاع بين روسيا وجورجيا لعب دورا في الدفع الى انجاز المفاوضات التي بدأت قبل 15 شهرا. وقال سيكورسكي "لدينا اليوم وضع دولي جديد". ويؤكد البولنديون انهم حصلوا على ضمانات اضافية من الولاياتالمتحدة لامنهم. وسينشر الجيش الامريكي اعتبارا من العام المقبل بطارية باتريوت مضادة للصواريخ في بولندا. وذكرت الولاياتالمتحدة رسميا بالتزامها الدفاع عن اراضي بولندا في حال تعرض هذه الاخيرة لهجوم, مع ان معاهدة حلف شمال الاطلسي الذي انضمت اليه بولندا في 1999 تنص على ضمانة من هذا النوع. وسمحت الازمة في جورجيا للحكومة "بالترويج" بشكل افضل للدرع الصاروخية التي لم تكن تلقى تأييدا. وكشف استطلاع للراي ان 58% من البولنديين يوافقون على هذه الدرع مقابل 37% ضدها