قال مبعوث روسيا لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) ديمتري روجوزين اليوم الجمعة إن الاتفاق الأميركي البولندي لنصب عناصر من الدرع الصاروخية الأميركية على الأراضي البولندية، يستهدف روسيا. وقال روجوزين في مقابلة أجرتها معه وكالة رويترز للأبناء إن "توقيع الاتفاق في فترة أزمة صعبة للغاية في العلاقات بين الولاياتالمتحدةوروسيا على خلفية الموقف في جورجيا يشير إلى أن نظام الدفاع الصاروخي سينشر بالطبع ليس لاستهداف إيران وإنما لاستهداف القدرة الإستراتيجية الروسية". وتعارض روسيا بشدة نصب مكونات من الدرع الصاروخية وسط أوروبا وتقول إنها تهدد أمنها وتقوض ميزان القوى في أوروبا بعد الحرب الباردة. وهددت موسكو في السابق باتخاذ إجراءات مضادة ضد بولندا وجمهورية التشيك وهما دولتان كانتا في المعسكر الاشتراكي أيام الاتحاد السوفياتي السابق وصارتا عضوين في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس اليوم من تبليسي إنها تأمل توقيع الاتفاق "قريبا جدا". وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض الأميركي دانا بيرينو قد نفت أمس الخميس الفكرة القائلة إن الدرع الصاروخية ستزيد التوتر بين واشنطنوموسكو بعد هجوم الجيش الروسي على جورجيا. وأشارت بيرينو إلى أن مشروع الدرع الصاروخية "لا تستهدف بأي شكل من الأشكال روسيا، ومن المستحيل منطقيا أن تستهدف روسيا نظرا لأنها قادرة على تدميرها". ارتياح أميركي وأعرب الرئيس الأميركي جورج بوش أمس عن ارتياحه للاتفاق الذي أبرم بين بلاده ووارسو لنصب عناصر من الدرع الصاروخية الأميركي على الأراضي البولندية، وذلك بعد مفاوضات طويلة وإجراء واشنطن تحسينات على شروط الاتفاق في ظل تصاعد الأزمة الجورجية الروسية. وكان سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي قد ألغى أمس الخميس زيارة كانت مقررة إلى وارسو يومي 10 و11 سبتمبر/أيلول المقبل. وتم التوصل للاتفاق البولندي الأميركي بعد أن طالب رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك بتعزيز التعاون العسكري مع الولاياتالمتحدة في مقابل الموافقة على استضافة عشرة صواريخ اعتراضية في قاعدة بشمال بولندا. وتقول واشنطن إن الصواريخ الاعتراضية ومحطة للرادار في جمهورية التشيك ستشكل جزءا من "درع صاروخية" عالمية, تعتبر أنها تحمي بها نفسها هي وحلفاءها من الصواريخ الطويلة المدى التي قد تطلقها في المستقبل إيران أو تنظيمات مثل تنظيم القاعدة. وقال مسؤولون إن الاتفاق يتضمن إعلانا أميركيا بأن تساعد أميركا بولندا عسكريا في حالة تعرضها لتهديد من دولة ثالثة وأن تنشئ قاعدة عسكرية أميركية دائمة على الأراضي البولندية في إشارة رمزية لتحالف البلدين. وأوضح المسؤولون أن قاعدة الصواريخ الاعتراضية ستكون جاهزة للتشغيل بحلول عام 2012 تقريبا، ووقعت الحكومة التشيكية بالفعل على اتفاق لاستضافة الرادار لكن البرلمان التشيكي لم يعط بعد موافقته اللازمة للاتفاق.