أعلن القائد السابق لأسطول البحر الأسود الأميرال ادوارد بالتين أمس إن الاسطول الروسي قادر على ضرب سفن حلف شمال الأطلسي "الناتو" المتواجدة في البحر الأسود في غضون 20 دقيقة، فيما حذر المتحدث باسم الخارجية الروسية اندريه نيستيرينكو من أن انزلاق "الناتو" نحو المواجهة مع بلاده قد يؤدي إلى عواقب "وخيمة" معبرا عن أمل روسيا في أن يتخلى الاتحاد الأوروبي عن التقييم الأحادي الجانب للأزمة في جورجيا. وأضاف بالتين انه "رغم القوة الظاهرة إلا أن مجموعة سفن الناتو في البحر الأسود لا قيمة لها في المعركة وإذا تطلب الأمر فإن إطلاق قذيفة صاروخية من طراد "موسكفا" إضافة إلى اثنين أو ثلاثة من القوارب القاذفة للصواريخ سوف تكون كافية للقضاء على المجموعة بأكملها" ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء عنه القول انه "في غضون 20 دقيقة ستكون المياه نظيفة" وشدد على انه رغم التخفيضات الكبيرة فإن أسطول البحر الأسود لا يزال لديه ترسانة هائلة إلا أنه اعتبر أن فرص المواجهة العسكرية بين حلف شمال الأطلسي وروسيا "لا تذكر" مشيرا إلى أن بلاده "لن تبدأ بالضربة الأولى وهم لا يحبون اللعب مع أناس ذوي ميول انتحارية" مضيفا إن أسطول البحر الأسود الروسي قد يستخدم ميناء سوخومي الأبخازي كقاعدة بحرية. ويضم الاسطول الروسي في البحر الاسود فضلا عن سفينة القيادة الطراد "موسكفا" ثلاث مدمرات وفرقاطتين وأربع سفن حربية وستة زوارق قاذفة للصواريخ، فيما أشارت مصادر في الاستخبارات العسكرية الروسية إلى أن "الناتو" أدخل إلى البحر الأسود أكثر من 100 صاروخ "توماهوك" و"هاربون". إلى ذلك ذكر تلفزيون "روسيا اليوم" و"نوفوستي" أن نيستيرينكو قال خلال مؤتمر صحافي عقده أمس "إننا نرى من الضروري التأكيد على أن انزلاق الناتو إلى المجابهة ضد روسيا والمحاولات لممارسة الضغط عليها غير مقبولة منا وقد تؤدي إلى عواقب وخيمة على المناخ العسكري السياسي والاستقرار في القارة الأوروبية". وقال أن روسيا تنتظر من "الناتو" موقفا أكثر اتزانا يساعد على تسوية الأزمة في جورجيا في أسرع وقت ممكن" مضيفا بأن الحلف تجاهل أكثر من مرة في السنوات الأخيرة ميثاق منظمة الأممالمتحدة وغيره من قواعد القانون الدولي وأكد أن "قرار اعتراف روسيا باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية يهدف إلى منع إبادة الشعبين الأبخازي والأوسيتي" وأعلن نيستيرينكو أن روسيا تعول على أن زعماء الاتحاد الأوروبي سوف يتخلون عن تقييمهم أعمال روسيا من جانب واحد، مضيفا بأن ثمة اصواتا ترتفع عشية القمة الأوروبية مطالبة بفرض عقوبات وتشكيل تحالف مضاد لروسيا وقال "غير اننا نعول على أن العقل سيعلو على الانفعالات وأن زعماء دول الاتحاد الأوروبي سوف يجدون في أنفسهم القوة لكي يتراجعوا عن تقييمهم أحادي الجانب للنزاع ويعطوا تقديرا موضوعيا للموقف وأسباب نشوئه". كذلك اعتبر نيستيرينكو أن استدعاء الديبلوماسيين الجورجيين من موسكو أمر يثير الأسف في روسيا وقال "أنا على يقين أنه من المهم في شكل خاص في الوضع الراهن الحفاظ على الاتصالات الديبلوماسية بما فيها اتصالات لحل المسائل الإنسانية العاجلة المتعلقة بمصالح المواطنين". وقررت جورجيا امس "قطع علاقاتها الديبلوماسية" مع روسيا وبات على الديبلوماسيين الروس مغادرة البلاد حيث اعلن نائب وزير الخارجية الجورجية غريغول فاشادزه "لن تكون لدينا بعد الآن علاقات ديبلوماسية مع روسيا ووفقا لاتفاقية فيينا يتعين في هذه الحالة على الديبلوماسيين الروس مغادرة جورجيا" موضحا أن قرار قطع العلاقات الديبلوماسية سوف يبلغ قريبا الى روسيا، مضيفا انه سوف يتم مع ذلك الابقاء على "العلاقات القنصلية". وفي باريس دعا سفير جورجيا لدى فرنسا ماموكا كودافا أمس الاتحاد الأوروبي إلى النظر بجدية خلال قمته المقرر عقدها يوم الاثنين المقبل في بروكسل في فرض عقوبات على روسيا وأعرب خلال مؤتمر صحافي عن قناعته بأن القمة الأوروبية الاستثنائية سوف تخرج بنتائج مهمة لأن ساعة الحقيقة قد حانت بالنسبة لأوروبا. وعبر السفير الجورجي عن عرفان بلاده بالدور الهام الذي قام به الرئيس نيكولا ساركوزي والرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبى في الأزمة الروسية - الجورجية، مضيفا أن تبيليسي تنتظر من القمة الأوروبية تبني مواقف حاسمة إزاء روسيا ومواصل ممارسة الضغوط عليها لكي تتراجع عن تصرفاتها. وحذر من أنه إذا لم يتصرف الاتحاد الأوروبي بحسم اليوم فإن روسيا سوف تشدد من سياساتها، لافتا الى أن هناك مشاورات مكثفة في ما بين العواصم الأوروبية في شأن إمكانية فرض عقوبات على روسيا مثل إقصائها من مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى أو تعليق معاهدة التعاون بين الاتحاد الأوروبي معها أو منع مسؤولين روس من الحصول على تأشيرات الدخول الى الدول الأوروبية غير أنه لا تزال هناك خلافات في ما بين الدول الاوروبية فى هذا الشأن. وفي تسخينفالي أعلن رئيس البرلمان الأوسيتي زناور جاسييف امس أن بلاده سوف توقع مع روسيا على اتفاقية صداقة وتعاون يوم الثلاثاء المقبل تقضي بإقامة قاعدة عسكرية روسية في اوسيتيا ونقلت "نوفوستي" عنه القول إن الرئيس إدوارد كوكويتي أصدر تعليمات الى النواب بإعداد كل الاوراق المطلوبة لتوقيع الاتفاقية.