وصف المشاركون في لقاء تبادل الثقافات والتعرف على الحضارات الحادي عشر الذي أقيم خلال الفترة 15 - 25 أغسطس الجاري، اليمن بتضاريسها وجغرافيتها ب"الساحرة" فضلاً عن عاداتها وتقاليدها وتأريخها الضارب عروقه أعماق التأريخ القديم. وأكدوا أن ما شاهدوه خلال زياراتهم إلى عدد من المحافظات من قلاع وحصون ومآثر تاريخية شاهد على حضارة اليمن القديمة واصل عروبتها. واجمع المشاركين على نجاح تجربة هذا اللقاء الذي أقيم لأول مرة خارج مكان إقامته المعتادة بجمهورية مصر العربية. وأكدوا على أن الهدف من اللقاء تحقق وبنسبة مقبولة وهي اندماج شباب الكشافة العرب والعالم في مخيم واحد، وكذا التعرف على حضارات الدول المشاركة التي بلغت 40 دولة من أنحاء العالم. وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عايشت الحدث وتعايشت مع المشاركين أثناء الحدث خطوة بخطوة منذ وطئت أقدامهم ارض اليمن حتى مغادرتهم وأجرت معهم لقاءات انطباعية عن زيارتهم لليمن ومشاركتهم في لقاء الحضارات. من جهته وصف الهولندي سيمون ماجيزور اللقاء بالرائع، وقال:" إن الايجابي فيه مشاركة ما يقرب من 40 دولة من أنحاء العالم، وكان هدفي من اللقاء التعرف على حضارة اليمن والدول الأخرى وعلى أصدقاء جدد من الدول المشاركة". ولم يجزم ماجيزور القول عن تحقيق الهدف من اللقاء من عدمه، ولكنه أكد على أن الايجابي هو تحقيق الجمع بين المشاركين بهذه الصورة من الدول المشاركة في مكان واحد. وأشار إلى أن السلبي في اللقاءين شعور المشاركين في لقاء الحضارات أن لقائهم كان في المرتبة الثانية وكأنه أقيم على هامش لقاء الجوالة العرب. وقال:" إن انعقاد لقاء الحضارات لأول مرة خارج البلد الدائم لانعقاده في جمهورية مصر العربية بحد ذاته خطوة جيدة ويصب في صالح الهدف الذي انشأ من أجله وهو التعرف على الحضارات عن قرب ومشاهدة ". ويرى ماجيزور أنه من المستحسن فصل لقاء الحضارات عن لقاء الجوالة العرب فيما يخص المخيم والبرامج ولا يمنع أن يقام اللقاءين في مدينة واحدة، بحيث يكون كل لقاء مستقل بذاته حتى لا يشعر المشاركون في لقاء الحضارات أن لقائهم مجرد كماله عدد أو انه يقام على هامش الجوالة. وعبر الهولندي ماجيزور عن إعجابه الشديد باليمن وقال:"اليمن لها طابع خاص جداً، وعلى الرغم من أنني زرت دول كثيرة في العالم وشاهدت نفس المشاهد في هذه الدول إلا أنني وجدت في اليمن مشاهد لم أراها من قبل في أي دولة بخلاف ما كنت أتوقعه". واستحسن الهولندي التنظيم في اللقاءين بيد أن هناك حسب ما أشار إلى نقاط ضعف كان يمكن تداركها أهمها عدم الثبات في مواعيد تجمعات اللقاءين، والأهم من ذلك شعوره بتكييف برنامج وأنشطة اللقاءين بحيث يتم توجيه الأحداث وفق ظروف معينة بعيدة عن أهداف ومبادئ الكشافة وخصوصياتها. من جانبهما استحسن المشاركان من هونج كونج " جافني وكومي " التنظيم وعلى الرغم من مشاركتهما الأولى في دولة عربية إلا أنهما لم يجدا صعوبة خلال اللقاء وكانت المشاكل التي تواجههما تحل بسرعة وبدون أي عوائق. مؤكدين على أنهما استفادا كثيراً من لقاء الحضارات من خلال التعرف على حضارة اليمن والدول الأخرى التي شاركت، واعتبرا اللقاء فرصة كبيرة للتعرف على حضارات الدول. ومثل مشاهدتهما لليمن مفاجئة لهما على اعتبار أن ما يعلمانه عن اليمن سوى الشيء البسيط من خلال الكتب، وأكدا أنهما تفاجئا بسحر اليمن وجمال طبيعتها الخلابة بالإضافة إلى عاداتها وتقاليدها، ولم يخفيا أن أكثر ما أعجبا في اليمن الأكلات اليمنية اللذيذة حسب وصفهما. رئيس الوفد الموريتاني محمد ولد سامح قال: إن توقعاته عن الاستضافة فاقت التصورات التي رسمها قبل المشاركة، حيث وجد الشعب اليمني مضياف والكل عمل باقتدار لإنجاح اللقاءين. وأشار إلى أن برنامج لقاء الجوالة العرب كان ممتازا وهادفا بنفس الوقت ، وفيما أعتبر لقاء تبادل الثقافات والتعرف على الحضارات مثالياً وفريدا من نوعه كونه أقيم لأول مرة في الوقت الذي أقيم فيه لقاء الجوالة العرب في وقت وزمان واحد، بالإضافة إلى تنوع أنشطته سيما الرحلات الخلوية إلى بعض المحافظات. ولفت إلى أن ما ميز لقائي صنعاء للجوالة الكشفيين من الدول الشقيقة والصديقة أنه يعتبر اللقاء الأول يقيم بعد الاحتفال بمرور مائة عام على الحركة الكشفية العالمية، وتعتبر هذه بداية جيده للحركة الكشفية العالمية. ورأى من خلال اللقاءين الهدف الذي أجمعت عليه كافة الوفود وهو تحقيق الوحدة العربية الذي ينبغي أن يستمر عليه الشباب العربي دائما حتى يتم ذلك بإذن الله. من جهته أشاد محمد عبد الوهاب الأهدل رئيس وفد دولة الإمارات العربية المتحدة بالتحضير للقاءين من خلال الدور الذي لعبه المنظمون والشباب فيهما. مؤكداً على نجاحه من خلال ما اكتسبه شباب الوفود العربية والأجنبية. وقال الأهدل:" إن ما لفت نظره وشد اهتمامه هو لقاء الحضارات الذي مكنه وبقية وفده المشاركين على تبادل الثقافات مع الدول الأخرى من الوفود الأجنبية". وعبر عن إعجابه باليمن وجغرافيتها وأجوائها الخلابة، منوها بأنه كان يتمنى أن يمنح المشاركون في لقاء الحضارات ممارسة الأنشطة الرياضية والثقافية أسوة بلقاء الجوالة العرب وأن ينظر القائمين على العمل الكشفي في المنظمة الكشفية العربية لهذا الأمر بعين الاهتمام والاعتبار في اللقاءات القادمة. ممثل الكشافة العالمية للقرن الإفريقي ايولوج شمواي قال: إن لقاء الحضارات يعتبر أول تجربة حقيقية بالنسبة لي، وعلى الرغم من مشاركتي العديدة في دول مختلفة فتجربة اليمن ستظل محفورة في ذاكرتي ولن أنساها مدى الحياة، وسيما حضارة معين وسبأ اليمنية التي تضرب بجذورها أعماق التأريخ. ولفت إلى أن هدفه من اللقاء التعاون والتوافق بين المنطقة العربية والإفريقية وقال:"سأقوم بنقل ما شاهدته في اليمن من سحر جمالها وما لمسته من طيب أهلها وكرم ضيافته إلى جميع دول القرن الإفريقي وسأحدثهم عن زيارتي الرائعة لليمن وأشجعهم على زيارة اليمن المضياف والحضاري، وكذا المنطقة العربية بشكل عام ". من ناحيته أعتبر الفلبيني جاستن ابدوارو زيارته لليمن والمشاركة في لقاء الحضارات تعد الأولى له في دولة عربية، وانطباعه عن اليمن يمثل الانطباع العام عن جميع الدول العربية التي تعرف من خلالها على أصل العروبة والحضارة العربية. وقال:"جئت للمشاركة في لقاء الحضارات من أجل كسر الحواجز والحدود التي تفصل بيننا وادعوا جميع شباب دول العالم إلى أن يكونوا منفتحين حضاريا مع بعضهم البعض، وادعوا إلى عالم واحد وأن ننسى جميع صراعات الشعوب والتأثيرات السلبية التي تغرر بنا وأن ندعو إلى احترام بعضنا البعض". وأضاف: تفاجئت بسحر اليمن وجمالها، و سأتكلم عن اليمن في بلدي وما لمسته من كرم ضيافته وإخاء وتعاون صادق بين شبابها وشباب لقاء الحضارات المشاركين ، وسأنقل نظرتي عن اليمن إلى كل مكان أزوره". واعتبر اريك بورج ممثل القارة الأوربية من جزيرة مالطا زيارته لليمن من خلال لقاء الحضارات زيارة رائعة جداً على اعتبار أنها التجربة الأولى له في دولة عربية، وقال:" وجدت ما كنت أتوقعه عن اليمن من جغرافيا جبلية ومناخ خلاب وحسن ضيافة لأنني كنت اقرأ عن اليمن واسمع عنها الكثير". وأكد أن هدفه الأساسي له في اللقاء عقد صداقات مع مشاركين من دول عديدة شاركوا في اللقاء والاندماج مع حضارات دول هؤلاء المشاركين واعرف عنهم الكثير ويعرفون عني الكثير، وقال" أن رسالته التي سينقلها عن اليمن " زوروا اليمن فإنها وطن جميل للغاية ".