توقع مستشار الأمن الوطني العراقي موفق الربيعي ان تقر الحكومة العراقية الأحد خطة انسحاب القوات الاميركية قبل نهاية 2011 مؤكدا في مقابلة مع وكالة فرانس برس ان القوات البريطانية ستنسحب مع نهاية 2009. وقال الربيعي الجمعة "اعتقد بصراحة اننا حصلنا على نص جيد جدا. اعتقد ان الحكومة ستقره الاحد وتنقله الى البرلمان العراقي وآمل ذلك". بدوره قال المتحدث باسم البيت الابيض غوردن جوندرو "نعتقد انه اتفاق جيد يخدم مصالح العراق والولايات المتحدة على السواء. وننتظر من العراقيين ابرام هذه الآلية". وتتفاوض بغداد وواشنطن منذ بداية العام حول قاعدة قانونية جديدة للوجود الاميركي في العراق بعد ان ينتهي تفويض الاممالمتحدة في 31 كانون الاول/ديسمبر 2008. واقر الربيعي بان الحيز الزمني بات ضيقا. ويتوقع ان يقر ثلثا الوزراء هذه الخطة لتصبح مشروع قانون يحال على البرلمان. واضاف الربيعي "المسألة ليست حكومية بل وطنية. نحتاج الى بناء تفاهم حول هذه المسألة لانها تتصل بمستقبل العراق (...) ينبغي ان يلتزم الشيعة والسنة والاكراد هذا الاتفاق". ويؤيد الاكراد الاتفاق من دون تحفظ لكنه يثير في المقابل انقساما بين الاحزاب الشيعية والسنية الاعضاء في الائتلاف الحكومي. واكد الربيعي انه ابلغ شخصيا المرجع الشيعي الكبير اية الله العظمى علي السيستاني بالتقدم الذي احرز في المفاوضات. وبعد ان يحظى النص بموافقة النواب والمجلس الرئاسي العراقي على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والرئيس الاميركي جورج بوش توقيع الخطة التي تشمل 152 الف جندي اميركي ينتشرون في العراق منذ التدخل العسكري الاميركي في هذا البلد في اذار/مارس 2003. وكانت الحكومة العراقية طلبت من واشنطن في الاسابيع الاخيرة تعديل عدد من بنود الخطة. وقال الربيعي "استطيع ان اقول لكم ان هذا الامر (استدعى تدخلا) على اعلى مستوى لدى الجانب الاميركي". وتواصلت المفاوضات بعد انتخاب باراك اوباما رئيسا للولايات المتحدة في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر. وعلق المسؤول العراقي "سافاجأ جدا اذا علمت ان ادارة بوش لم تستشر (فريق) اوباما (الانتقالي) قبل المصادقة على المشروع". واكد ان العراق سيكون مستعدا لتسريع العملية اذا اراد الرئيس المنتخب الوفاء ب"وعده الانتخابي" بانسحاب القوات الاميركية بعد 16 شهرا من تسلمه مهماته في كانون الثاني/يناير المقبل. وتابع الربيعي من مكتبه في المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد ان "قوات الامن العراقية ستسرع تدريباتها وتسلحها حتى تصبح قادرة على الدفاع عن نفسها" قبل ايار/مايو 2010 اذا اقتضت الضرورة. كذلك حرص العراق على طمأنة الدول المجاورة له عبر ارسال موفدين اليها وفي مقدمها دمشق وطهران. وعلق الربيعي "لن نسمح ابدا لقوات اجنبية بتهديد جيراننا". في المقابل قابلت لندن بتحفظ اعلان الربيعي ان القوات البريطانية ستنسحب من العراق قبل نهاية العام المقبل. واكد متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية ان "لا جدول زمنيا" للانسحاب. وكان الربيعي صرح لفرانس برس ان جميع القوات البريطانية ستنسحب من العراق قبل نهاية العام المقبل مؤكدا ان "عدد الجنود البريطانيين سينخفض بشكل هائل بدءا من الان حتى منتصف العام القادم". وتضم القوات البريطانية اربعة الاف عنصر وتتمركز اليوم في مطار البصرة (جنوب). ولا ينفذ الجنود البريطانيون مهمات الا بناء على طلب الجانب العراقي. (ا ف ب/