قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير امام مجلس العموم يوم الاربعاء ان القوات البريطانية في العراق سوف يتم تخفيضها خلال الاشهر المقبلة بمقدار 1600 جندي. واشار الى ان القوات البريطانية بالعراق سوف تصل الى حوالي 5500 جندي من 7100 جندي المنتشرين حاليا هناك". واضاف ان "الوجود العسكري البريطاني سيتواصل في العراق في عام 2008 طالما كانت هناك حاجة لذلك وطالما كانت له مهمة يقوم بها". وقال بلير ان خفض مستويات القوات لن يعني "تقلص قدرتنا القتالية." وأشار الى أن القوات البريطانية ستضطلع بدور الدعم والتدريب وأن معظمها سيتمركز في قاعدة البصرة الجوية،وسيظل بعض الجنود في قصر البصرة الى أن يتمكن العراقيون من تسلم هذا الموقع. وقال "بمرور الوقت سنستطيع خفض القوات ربما الى اقل من خمسة الاف متى تم تسليم موقع قصر البصرة للعراقيين في اواخر الصيف." وفي الوقت ذاته اوضح بلير امام البرلمان انه بدأ يرى مؤشرات من سوريا لاستعداد حكومتها لتقديم العون في العراق. وفي الوقت ذاته اعلن رئيس الوزراء الدنماركي اندرس فو راسموسن ان بلاده سوف تسحب جميع قواتها من العراق بحلول اغسطس / اب المقبل. ولدى الدنمارك نحو 470 جنديا في العراق يخدمون تحت القيادة البريطانية، وقتل في العراق خمسة جنود دنماركيين. ويأتي هذا التطور بعد ايام من اعلان بلير ان عملية نقل مسؤولية الامن في البصرة للعراقيين، والتي اطلق عليها اسم عملية "السندباد"، قد "اكتملت"، وانها "ناجحة". ومن ناحية اخرى أكد المتحدث باسم البيت الابيض جوردان جوندرو ان بلير تحدث مع الرئيس الامريكي جورج بوش عن الخطط الخاصة بالقوات البريطانية في العراق. واوضح جوندرو ان بريطانيا ستحتفظ بوجود قوي في جنوب العراق، الا ان تحسين الاوضاع في البصرة سمح بنقل المزيد من المسؤوليات الى العراقيين. وكان بوش قد قرر زيادة عدد القوات الامريكية العاملة في العراق بنحو 21500 جندي، وهو القرار الذي اعلن قادة في الحزب الديمقراطي معارضتهم له. وقال السيناتور الديمقراطي جون كيري انه ينبغي على الادارة الامريكية ان تأخذ في اعتبارها السياسة الجديدة لبلير. واضاف كيري ان الاعلان عن خطط سحب القوات البريطانية في العراق سيجعل من الصعب فهم "سبب رغبة بوش في ارسال مزيد من القوات وسط حرب اهلية". يذكر ان وزير الدفاع البريطاني ديس براون كان قد صرح في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ان عدد الجنود البريطانيين في العراق سيكون أقل بعدة آلاف مما هو عليه مع نهاية 2007. وقد طالب حزب الديموقراطيين الاحرار بسحب كل القوات البريطانية من العراق مع حلول اكتوبر/تشرين الاول. لكن بلير رد بالقول ان "تحديد برنامج غير مدروس للانسحاب من العراق، مثل القول اننا سننسحب في اكتوبر/ تشرين الاول، سيكون في غير صالحنا لانه سيرسل رسالة كارثية لمن نحاربهم في العراق". اما ويليام هيج المسؤول عن الشؤون الخارجية في حزب المحافظين فقال في مقابلة مع بي بي سي انه يؤيد سحب القوات البريطانية من العراق، ولكن هناك اسئلة مثارة في حاجة للاجابة عليها. واضاف هيج ان البريطانيين يريدون معرفة ما اذا كانت القوات العراقية قادرة على تولي مسؤولية الامن في البصرة، وما اذا كانت القوات البريطانية التي سيتم تخفيض اعدادها، قادرة على حماية نفسها اذا تعرضت للحصار. بي بي سي