صرح المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس كان الذي يزور كوستاريكا أن الأزمة المالية ستكون في العام 2009 أسوأ مما هي عليه في هذا العام، ولن يفلت منها أي بلد. وقال أثناء مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الكوستاريكي أوسكار أرياس إن العام 2008 كان عاما صعبا بالنسبة للاقتصاد العالمي، ولكن لن نتمكن في أي حال من الأحوال أن نأمل أن يكون العام المقبل أفضل. وأضاف هذا الأمر سيكون في كل مكان في العالم يتوقع الصندوق نموا سلبيا العام المقبل. ويقوم ستراوس - كان بجولة في أميركا الوسطى وفي دول الكاريبي. وأوضح أن جولته تهدف إلى تحليل الإجراءات الممكنة لمواجهة الأزمة مع دول المنطقة وتقديم دعم مالي لها إذا تطلب الأمر. وفي موسكو قال نائب وزير التنمية الاقتصادية الروسي أندريه كليباتش أمس إن روسيا دخلت مرحلة الركود، وأضاف في تصريحات أوردتها وكالات الأنباء الروسية “بدأ الركود في روسيا. سيكون لدينا فصلان من الانكماش الاقتصادي”. وقال المسؤول الروسي إن النمو الإجمالي للعام 2008 سيكون أدنى من توقعات الحكومة المقدرة ب 6.8%، في حين أن الإنتاج الصناعي لن يزيد بأكثر من 1.9%. وفي نيويورك أعلن “بنك أوف أميركا” انه ينوي إلغاء بين 30 ألف و35 ألف وظيفة في 3 سنوات، وذلك بعد شراء بنك ميريل لينش التجاري وبسبب “الظروف الاقتصادية السيئة”. وأوضح المصرف الذي يتخذ من مدينة شارلوت بولاية كارولينا الشمالية مقرا له في بيان أن “الوظائف التي ستلغى ستطال المصرفين وفي جميع المجالات”. ويتعلق الأمر بالوظائف المتشابهة النشاطات في المصرفين. وأضاف البنك انه ينتظر حتى مطلع العام المقبل لتكوين فكرة أوضح عن عدد الوظائف التي ستلغى. وكان المساهمون في المصرفين أقروا الأسبوع الماضي الاندماج الذي أعلن عنه في منتصف سبتمبر/ أيلول. وقد اضطر ميريل لينش لقبول عملية الشراء لتجنب المصير الذي لقيه منافسه ليمان براذرز الذي أعلن إفلاسه، وتم تفكيكه بالكامل. وستؤدي عملية الاندماج التي ستنجز في بداية العام الجديد إلى ولادة مجموعة مالية أميركية عملاقة يبلغ حجم الودائع فيها أكثر من 960 مليار دولار، وتتقدم على “جي بي مورغان تشيز” الذي يحتل المرتبة الأولى حاليا، ويملك 900 مليار دولار. وفي محاولة أوروبية لمواجهة الأزمة المالية أعلن رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني أن القادة الأوروبيين اتفقوا مساء الخميس على خطة نهوض تتكلف نحو 200 مليار يورو، أي ما يمثل 1.5% من إجمالي الناتج الداخلي الأوروبي. وقال برلسكوني إثر عشاء مع نظرائه الأوروبيين خصص تحديدا لخطة النهوض لمواجهة الانكماش الاقتصادي “نحن جميعا موافقون”. وردا على سؤال لمعرفة ما إذا كان الاتفاق يتناول أيضا ال 1.5% من إجمالي الناتج الداخلي في هذه الخطة، أجاب ب “نعم”، وأضاف “لقد دعمنا المصارف وأخذنا مبادرات لدعم المؤسسات (...) كل شيء يتوقف حاليا على المواطنين للأمل في النهوض”. تحذير من انهيار مالي لكاليفورنيا من جهته حذر حاكم ولاية كاليفورنيا الأميركية أرنولد شواريزنيجر من “أرمجدون مالي” بالولاية في إشارة إلى معركة أرمجدون التي تأتي مع نهاية العالم، وفقا لرواية التوراة. جاء التحذير في الوقت الذي يواصل فيه برلمان الولاية وهي أكبر الولايات الأميركية من حيث عدد السكان وتمتلك ثامن أكبر اقتصاد في العالم عرقلة محاولات شواريزنيجر زيادة الموارد المالية لحكومة الولاية من خلال خفض الإنفاق على الخدمات العامة وزيادة الضرائب. كما حذر مدير الموازنة في الولاية مايكل جينيست من أنها تواجه عجزا قدره 42 مليار دولار في العامين الماليين المقبلين. كانت التقديرات السابقة تشير إلى عجز قدره 28 مليار دولار في الفترة نفسها. وقال الحاكم الجمهوري شواريزنيجر إن كاليفورنيا تواجه أزمة مالية متزايدة “وإذا لم ننحِّ خلافاتنا الأيديولوجية جانبا ونتفاوض ونحل هذه المشكلة، فسوف نتجه نحو أرمجدون مالي”. كانت الأزمة المالية قد دفعت مؤسسة ستاندرد أند بورز للتصنيف الائتماني إلى خفض تصنيفها للسندات الجديدة التي طرحتها ولاية كاليفورنيا بقيمة 5 مليارات دولار، كما صنفت السندات الموجودة – بالفعل - للولاية وقيمتها 46.6 مليار دولار تصنيفا سلبيا، مشيرة إلى احتمال خفض التصنيف مرة أخرى. وفي باريس قالت شركة الكاتيل - لوسنت الفرنسية إنها تعتزم إلغاء نحو ألف وظيفة إدارية في إطار خطة الرئيس التنفيذي الجديد للشركة بهدف إعادتها إلى الربحية مرة أخرى. وتعتزم الشركة التي تتخذ من مدينة باريس مقرا لها، أيضا إنهاء خدمات خمسة آلاف متعاقد معها في إجراء يهدف إلى توفير 750 مليون يورو، أي نحو 991 مليون دولار في الربع الأخير من العام 2009، حسبما ذكرت الشركة في بيان. يذكر أن الشركة تعمل في مجال تصنيع معدات شبكات الهواتف المحمولة والثابتة. وأضاف بيان الشركة الذي صدر أمس إن التخفيضات ستساعد الشركة على تحقيق التعادلية حتى على مستوى التشغيل في العام المقبل. يذكر أن الشركة لم تحقق أرباحاً منذ تأسيسها، وذلك عندما اشترت الكاتيل منافستها لوسنت تكنولوجيز مقابل 11.4 مليار دولار العام 2006. وقال كبير المديرين التنفيذيين الجديد للشركة بن فرايين إن التخفيضات ستجعل لوسنت - الكاتيل شركة “أكثر خفة” عن طريق إزالة طبقات من الوظائف الإدارية. وفي مؤتمر عبر الهاتف، حذر كبير المديرين الماليين الجديد للشركة باول توفانو من أن العام 2009 سيشكل عدة تحديات، ولكن الإجراءات التي قامت بها الشركة أمس ستعطيها “زخما كبيرا حتى العام 2010”. ولم يكشف أيا من المسؤولين عن الوقت الذي ستقوم فيه الشركة بتحقيق الارباح