أفادت منظمة العفو الدولية في تقريرها الذي نشر اليوم بوجود دليل مستفيض على استخدام إسرائيل الزائد لأسلحة أميركية الصنع أثناء حربها في غزة الشهر الماضي، بما في ذلك قذائف الفوسفور الأبيض وقنابل وزنها 500 رطل وصواريخ هيل فاير. ودعت المنظمة في تقريرها إلى فرض حظر فوري لأسلحة على إسرائيل وكل الفصائل الفلسطينية. كما دعت إدار ة الرئيس الأميركي أوباما إلى وقف المعونة العسكرية لإسرائيل. وقالت المنظمة إن أولئك الذين يسلحون طرفي النزاع على علم تام بنمط سوء الاستخدام المتكرر للأسلحة من قبل الطرفين ومن ثم فعليهم الاضطلاع بالمسؤولية عن الانتهاكات المرتكبة. وأشار التقرير إلى أن الولاياتالمتحدة كانت دائما أكبر مورد أسلحة لإسرائيل، إذ إنه بموجب اتفاق حالي مدته عشر سنوات توصلت إليه الحكومة الإسرائيلية مع إدارة الرئيس السابق جورج بوش تقوم أميركا بمنح إسرائيل معونة عسكرية قدرها 30 مليار دولار. وقال مالكوم سمارت مدير برنامج العفو الدولية في الشرق الأوسط وأفريقيا إنه يتعين على الولاياتالمتحدة وقف أي توريد للأسلحة التي تساهم في توسيع انتهاكات قوانين الحرب وحقوق الإنسان، مضيفا أنه "إلى حد كبير نفذت إسرائيل هجومها على غزة بأسلحة وذخيرة ومعدات عسكرية من الولاياتالمتحدة ودفع ثمنها دافعو الضرائب الأميركيين. وأفاد التقرير أن المسلحين الفلسطينيين في غزة كانوا يسلحون أنفسهم بأسلحة غير متطورة، بما في ذلك صواريخ من روسيا وإيران والصين، اشتروها من مصادر سرية. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي استخدم الفوسفور الأبيض في المناطق المكتظة بالمدنيين بدون تفريق، واعتبر ذلك جريمة حرب. كما كشف التقرير عن دليل على استخدام إسرائيل لنوع جديد من الصواريخ يطلق من طائرات بدون طيار معروفة بالزنانة وينفجر شظايا كثيرة على شكل مكعبات معدنية حادة حجم الشظية منها بين 2 و4 مليمترات مربعة. وقال: "يبدو أن هذه الصواريخ صممت لتحدث أكبر إصابة ممكنة، مما تسبب في مقتل الكثير من المدنيين من بينهم عدد من الأطفال". وفي نفس السياق قالت ديلي تلغراف أن العفو الدولية كشفت عن دليل على استخدام إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسلحة مصدرها جهات خارجية لتنفيذ هجمات على المدنيين، متهمة الطرفين بارتكاب جرائم حرب. واتهمت إسرائيل باستخدام الفوسفور الأبيض وأسلحة أخرى أميركية وحملت أوباما مسؤولية وقف المعونة العسكرية لإسرائيل بسبب سوء استخدامها لها.ودعت المنظمة الدولية مجلس الأمن إلى فرض حظر أسلحة إلى أن يتم وضع آليات محددة لضمان عدم استخدام تلك الأسلحة لارتكاب مخالفات للقانون الدولي. من جانب اخر اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مطالبة منظمة العفو الدولية الى فرض حظر تام على المساعدات العسكرية لإسرائيل ولحركة حماس وفصائل فلسطينية مسلحة أخرى غير منصفة وتساوي بين المجرم الحقيقي والضحية. وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم إن مطالبة أمنستي غير متوازنة وغير منصفة وتساوي بين المجرم الحقيقي والضحية، مضيفا أنه ليس هناك دولة تصدر السلاح إلى حركة حماس بينما العدو الصهيوني يتلقى السلاح من دولة محورية ودول عظمى وفق صفقات تعقد تحت سمع وبصر العالم أجمع. واتهم المتحدث باسم حماس الجيش الإسرائيلي باستخدام الأسلحة الذرية والفتاكة والفوسفورية وأسلحة الدمار الشامل في استهداف الشعب الفلسطيني، معتبرا الحرب الأخيرة المدمرة على قطاع غزة هي أكبر دليل على ذلك. وقال برهوم إن الشعب الفلسطيني يملك سلاحا بسيطا هو فقط من أجل الدفاع عن النفس وللتأكيد على حقه المشروع في فلسطين وحقه في تحرير أرضه من العدوان، وهذا ما أكدته وكفلته كل الشرائع والقوانين الدولية. وأعرب برهوم عن خشية حماس من تضليل الرأي العام بتصريحات أمنستي بحيث تستخدم ذريعة من الاحتلال لشن هجماته على الشعب الفلسطيني الأعزل أوتستخدمها دول أخرى ذريعة لاستمرار محاصرة الشعب الفلسطيني وسياسة العقاب الجماعي عليه. وطالب المتحدث الفلسطيني المنظمة الحقوقية التي تعنى بحقوق الإنسان وتتخذ من لندن مقرا لها، بمراجعة مواقفها غير السوية التي فيها تجن كبير على الشعب الفلسطيني.