قال وزير الخارجية السوري فاروق الشرع إن بلاده ملتزمة بتطبيق كل ما يخصها في اتفاق الطائف، مؤكدا أن هذا يعد تطبيقا غير مباشر لقرار مجلس الأمن الدولي 1559. وقال الشرع عقب محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك "إن اتفاق الطائف أصبح دستورا ونحن حريصون على الالتزام بهذا الاتفاق وتطبيق كل ما يتعلق بسوريا فيه". وأشار في مؤتمر صحفي بالقاهرة إلى أن هذا الاتفاق يحظى بإجماع عربي وتأييد دولي، موضحا أن أسبابا عديدة تتعلق بسوريا ولبنان "تؤخر تنفيذ بعض مواد اتفاق الطائف". غير أن الشرع لم يعلن التزاما صريحا بسحب كل القوات السورية من لبنان، وقال "نحن مع كل لبنان بكافة أطيافه وبكافة مكوناته وسوريا ستظل في كل الأحوال, سواء بقي لها بعض القوات في البقاع بموجب اتفاق الطائف أم لم يبق". وفي سياق متصل دعا ممثلو جمعيات وأحزاب لبنانية موالية لسوريا إلى التظاهر غدا الاثنين في بيروت احتجاجا على ما أسموه التدخل الفرنسي الأميركي في الشؤون الداخلية اللبنانية. واعتبر المؤيدون في بيان وزع الليلة الماضية أن زيارة المسؤول الأميركي بالخارجية الأميركية ديفد ساترفيلد أمس إلى لبنان "تحد لكرامة الوطن وأبنائه". ورأى البيان الذي صدر في ختام اللقاء الذي عقد في مقر نقابة الصحافة في بيروت, في هذه الزيارة "تكريسا لتدخل أجنبي سافر في شؤون لبنان وانتهاكا فاضحا لسيادته"، معتبرا أن هذه "الزيارة تمهيد لإعلان وضع لبنان تحت الوصاية الأجنبية, وإعداد ديفد ساترفيلد ليكون بول بريمر لبنان". ودعا البيان إلى رفض استقبال "بريمر لبنان" ومقاومة من وصفوهم بالمندسين والمتسللين للمتاجرة باغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري. ومن المقرر أن تنطلق التظاهرة من أمام ضريح الحريري باتجاه ساحة النجمة. ومن جانبها دعت المعارضة اللبنانية للوجود السوري إلى تظاهرة مماثلة في المكان والموعد المحدد نفسه. وحكوميا يتوقع غدا أن يشهد مجلس النواب مناقشة ينوي نواب المعارضة خلالها طرح الثقة بحكومة الرئيس عمر كرامي. من جانب اخر بدأ فريق المحققين الدولي بقيادة بيتر فيتزغيرالد نائب مفوض الشرطة الإيرلندية وبمساعدة ثلاثة أعضاء عملهم في لبنان أمس لمعرفة من يقف وراء مقتل الحريري وآخرين. وقضى فيتزغيرالد وفريقه أمس نصف ساعة في موقع مقتل الحريري في معاينة أولية لموقع الانفجار. وأوضح رئيس الفريق في وقت سابق أنه يتطلع للعمل عن كثب مع السلطات اللبنانية.