رحبت الولاياتالمتحدةالأمريكية بتحفظ بقرار سوريا سحب قواتها من لبنان، معتبرة أن هذا الموقف إيجابي ومطالبة بإجراءات أسرع على الأرض لتطبيقه. واعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية في حديث لشبكة أيه بي سي التلفزيونية الأميركية أمس الأحد أن ثمة "عناصر ايجابية" في هذه الخطوة، ولكنها استدركت قائلة "من الايجابي أن تبدأ سوريا بسحب قواتها من لبنان وليس فقط إلى الحدود". وأضافت كوندوليزا رايس أن واشنطن "ستواصل الضغط من أجل الالتزام الكامل بالقرار الأممي رقم 1559". من جانبه اعتبر مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض ستيفن هادلي أن التقارير الأولية عن الانسحاب السوري "مشجعة" ولكنه أكد أن واشنطن تنتظر تفاصيل لخطة الانسحاب من مبعوث الأممالمتحدة تيري رود لارسن بعد محادثاته التي أجراها في حلب مع الرئيس السوري بشار الأسد. وأكد المسؤول الأميركي على مطلب الانسحاب السوري الكامل من لبنان والسماح بإجراء انتخابات "حرة ونزيهة وخالية من التأثير الخارجي". من ناحية أخرى كررت فرنسا من جديد موقفها المتطابق مع الولاياتالمتحدة من الانسحاب السوري من لبنان.. وقال رئيس الوزراء جان بيار رافاران في مقابلة مع "راديو جي" الفرنسي الخاص إن بلاده تنتظر انسحابا للقوات وأجهزة الاستخبارات السورية من لبنان في "جدول زمني واضح" في إطار تطبيق قرار 1559. تأتي هذه المواقف بعد أن أكد لارسن أنه حصل من الأسد على جدول للانسحاب الكامل للقوات السورية تطبيقا ل 1559 على مرحلتين، مشيرا إلى أنه لن يكشف عنه قبل التقائه مع الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي أنان هذا الأسبوع. وفي هذه السياق أكد رئيس الجمهورية اللبنانية في بيان نشر إثر لقائه لارسن في بيروت على تعاون بيروت مع مهمة المبعوث الدولي "انطلاقاً من احترام لبنان لقرارات الأممالمتحدة". وأكد إميل لحود خلال اللقاء أن القيادتين اللبنانية والسورية توافقتا على اتخاذ إجراءات للإسراع في تنفيذ المرحلة الأولى من الانسحاب السوري وفقا لاتفاق الطائف. من جانبه أوضح وزير الخارجية اللبناني محمود حمود أن دمشق لن تكمل انسحابها، قبل عقد اجتماع بين مسؤولين عسكريين سوريين ولبنانيين في السابع من أبريل المقبل الذي سيحدد الموعد النهائي لهذه العملية. إلا أن حمود أصر بعد لقائه لارسن على دعم بلاده للمقاومة اللبنانية في "مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة" رافضا تصنيف المقاومة وحزب الله ضمن خانة المليشيات التي يدعو القرار 1559 لنزع سلاحها. أما المبعوث الدولي فأكد أن هناك اتفاقا مع بيروت مع تطبيق القرار 1559 الذي اعتبر أنه سينفذ بما يخدم مصلحة لبنان. وفيما تستعد المعارضة اللبنانية لتنظيم مظاهرة غدا الاثنين وسط بيروت بمناسبة مرور شهر على اغتيال الحريري، أكدت قوى الموالاة تفوقها الجماهيري مرة ثانية من خلال حشد أنصارها الذين قدرت أعدادهم بين 200 و300 ألف بالمظاهرة التي شهدتها المدينة الجنوبية الأحد. ولبى المتظاهرون دعوة حركتي أمل وحزب الله الشيعيتين وبقية أحزاب الموالاة رفضا للتدخل الأجنبي في البلاد والقرار 1559 وشكرا لدمشق على ما قدمته لهم. ورددت الجماهير هتاف "الموت لإسرائيل" و"الموت لأميركا" وتوجهت في هتافاتها إلى الرئيس الأميركي جورج بوش قائلة "نحن لا نريد الديمقراطية يا بوشهنا لبنان وليس أوكرانيا". وأفاد مراسل قناة الجزيرة إن المظاهرة التي حمل فيها المشاركون الأعلام اللبنانية بكثافة هي واحدة من سلسلة مظاهرات أعلنت قوى الموالاة تنظيمها بمختلف المناطق اللبنانية.