دعا الدكتور رشاد العلمي نائب رئيس الوزراء الماليزيين ذوي الأصول اليمنية لمزيد من الترابط و التواصل مع المؤسسات التعليمية و الاستثمارية اليمنية من أجل تعزيز قنوات الاتصال و التواصل بين اليمن و ماليزيا جاء ذلك في الحفل الذي اقامته الجمعية الخيرية الماليزية بكوالالمبور أمس الاحد بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرون لتأسيسها ونقل الأخ نائب رئيس الوزراء تحيات فخامة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح لأعضاء الجمعية اليمنية الماليزية, ورؤساء الجمعيات الخيرية في الولايات الماليزية, ولكل الماليزيين من ذوي الأصول الماليزية.وعبر عن سعادته لمشاركته فرحتهم وتميز الحفل الذي حضره السفير اليمني عبد الله المنتصر ورجال أعمال يمنيين وجمع من أفراد الجالية اليمنية المقيمة في ماليزيا بطابعه اليمني الخاص,وذلك يعود لكونها تابعة لماليزيين منحدرين من أصول يمنية. من جانبه اكد حسين الحبشي رئيس الجمعية على أهمية دور الجمعية في إقامة الأنشطة و الفعاليات الثقافية, إضافة إلى إبراز الفلكلور اليمني في ماليزيا .و نوه إلى ضرورة إرسال المزيد من الماليزيين ذوي الأصول اليمنية إلى اليمن لدراسة اللغة العربية وعلوم الفقه والشريعة والمعارف الدينية المختلفة. وفي نفس السياق ناقش السفير المنتصر مع رؤساء الجمعيات الخيرية في ماليزيا وإندونيسيا إعداد برنامج ثقافي سياحي يربط الماليزيين و الأندونسيين ذوي الأصول اليمنية باليمن عبر تنظيم الرحلات السياحية إلى المناطق السياحية و الأثرية اليمنية . و دعا المنتصر رؤساء و أعضاء الجمعيات إلى استغلال فرص الاستثمار الكبيرة في اليمن مؤكداً أن سفارته ستقدم جميع التسهيلات و التواصل مع الجهات المختصة في اليمن إضافة إلى التنسيق مع غرفة التجارة و الصناعة . من جهة أخرى قام الدكتور العليمي والسفير المنتصر بزيارة للمدرسة اليمنية في كوالالمبور واطلعا على سير العملية التعليمية فيها وعلى التجهيزات المتطورة في المدرسة. وأكد السفير المنتصر بأن المدرسة اليمنية في كوالالمبور تابعة لإشراف مباشر من السفارة اليمنية, وكذلك لوزارة التربية والتعليم اليمنية, وقال أن منهجها في التربية الإسلامية واللغة العربية تأتي من وزارة التربية والتعليم اليمنية, كما أن منهجها في اللغة الانجليزية والرياضيات والعلوم تابع للمنهج المعتمد في كمبردج. ونوه إلى أن المدرسة تضم 500 طالب وطالبة معظمهم من أبناء الجالية اليمنية المقيمة في كوالالمبور. والجدير بالذكر إن تواجد اليمنيين في ماليزيا مضى عليه عدة قرون, وحسب تأكيدات من المؤرخين والباحثين حول تاريخ وصول الإسلام إلى أرخبيل الملايا واندونيسيا ابتداء من القرن الثالث عشر وحتى القرن السادس عشر, إذ يعتبر هؤلاء لهم الفضل الكبير في نشر الإسلام في المنطقة وحتى حدود الصين. وكان السلوك الطيب والقدوة الحسنة التي تميز بها التجار اليمنيين الأوائل ترك أثره الكبير وفعل فعله في نفوس حكام أرخبيل الملايا ورعاياهم وتكونت علاقات طيبة بين سلاطين الملايو وطبقة التجار اليمنيين الحاملين للعلوم في تلك الحقبة من التاريخ. وقد وصف المستشرق البريطاني (توماس ارث ولد) جهود الطلائع الأولية من رواد الإسلام اليمنيين في المنطقة وخصائصهم السلوكية بقوله: "إنهم لم يأتوا إلى المنطقة غزاة مستعمرين شأنهم شأن الأسبان في القرن السادس عشر, كما أنهم لم يحملوا الناس كرهاً بحد السيف على اعتناق الإسلام, ولم ينسبوا إلى أنفسهم فضل التمايز ولا تظاهروا بالاستعلاء على سكان البلاد الأصليين, وإنما جاءوا إلى المنطقة تجاراً وحملة علم فسخروا قدرات حضارتهم وذكاءهم الفائق لخدمة دينهم لا يرجون من ذلك علوا في الجاه أو رفعة في الشأن أو وسيلة لجمع الثروة".