شهد فن السرد في الساحة الأدبية السعودية خلال السنوات القليلة الماضية طفرة كبيرة، وحققت المرأة حضوراً كبيراً وملفتاً في التجارب الروائية والقصصية للجيل الجديد من الكتاب السعوديين. صحيفة26سبتمبر وعلى هامش الايام الثقافية السعودية في اليمن التقت الكاتبة والناقدة السعودية نورة القحطاني وحاورتها حول ملامح التحول والتطورات التي تشهدها الحركة السردية الحديثة، وموجة الحراك الادبي النسوي في فضاءات النتاج الروائي والقصصي والشعري السعودي المعاصر فإلى نص الحوار: بداية ماذا عن التطور الذي شهدته الكتابة السردية في المملكة ولاسيما التجارب النسوية في كتابة الرواية والقصة؟ ظهرت الرواية في المملكة في عقد الثلاثينيات من القرن الماضي، وبدأت من حينها في التطور، وأول رواية نسائية ظهرت في السبعينات وكان حينها عدد الروائيات في الساحة الادبية السعودية قليل جداً، حيث لايتجاوز عددهن اثنتين او ثلاث ثم بعد ذلك ارتفع العدد في عقد الثمانينيات وبدأ في التسعينات يصل الذروة وتعتبر هذه الفترة فترة الطفرة الروائية، اما بعد الألفية الثالثة فقد حصلت نقطة تحول كبيرة في الرواية السعودية، وازداد عدد الكتاب والكاتبات وصارت تصدر في العام الواحد 70 رواية، كما اتسعت مساحة الحرية والجرأة في الطرح وتناول الموضوعات الاجتماعية.. وخلال هذه الفترة اصبح الصوت النسائي ظاهرة ملموسة بكثرة في الساحة الأدبية السعودية سواء على مستوى الرواية والقصة او على مستوى الشعر. هل هذا التحول الذي شهدته الكتابات الروائية والقصصية السعودية خلال السنوات الاخيرة لم يكن على حساب النوع؟ طبعاً بعد الألفية الثالثة حصل تحول واصبح هناك وعي كبير بتقنيات الفن الروائي والقصصي مقارنة بما انتجته التجارب السابقة ودخلت الرواية السعودية عالم التجريب، واصبح لدينا نماذج من الكتابات الروائية القصصية تمثل بداية مشجعة لدخول عالم الرواية العالمية مثل عبده خال، وغازي القصيبي، وتركي الحمد، ومن الروائيات رجاء عالم وليلى الجفني واسماء اخرى كثيرة جداً. اذا ماركزنا على التجارب السردية النسوية الشابة كيف تقيمون المستوى الذي وصلت اليه اليوم وملامح التجديد في تجاربها الروائية والقصصية؟ كما قلت الحضور النسائي في الجيل الجديد من الكتاب برز بعد احداث 11 سبتمبر وبدأت الكثير من الاسماء النسوية الشابة تظهر من خارج الوسط الأدبي أي لم يسبق لها ان كتبت في مجال القصة أو الشعر وخرجت لنا برواية وعمرها خمس عشر عاماً، هذه المغامرة أو حب الكتابة من الجيل الجديد من الشباب يعتبر نقطة تحول جيدة في الرواية السعودية، والآن اصبح هناك روائيات سعوديات ترشح لجوائز على سبيل المثال قبل فترة رشحت رجاء عالم لجائزة معترف بها عالمياً من دمشق وليلى الجفني حصلت على جائزة الشارقة وهذا يعتبر مؤشر جيد لتطور فن الرواية والقصة لدينا بواسطة التجارب الشابة والنسوية منها بوجه الخصوص فبعد ان كانت الاسماء النسوية قليلة وبعضهن يأتينا باسماء مستعارة، صارت الآن المرأة تكتب روايتها في سن صغير وتنال ايضاً جزء من اعجاب النقاد وتعتبر من الكاتبات الجيدات، ورواية «بنات الرياض» التي اشتهرت مثال على ذلك واعتبرها مفصل التحول في الرواية النسوية بحجم جرأتها وايضاً رواية «الفردوس» ليلى الجهني واستطيع القول ان هناك وعياً كبيراً لدى هذه التجارب النسوية الشابة ليس فقط في طرح قضيتها بجرأة بل وبوعي.. تحاول ان توصل صوتها وتناقش قضاياها عن طريق البوح والكتابة الروائية.. ورغم اننا لانستطيع الحكم بأنها وصلت الى مستوى عالي من التقنية ولكنها لامست جزء كبير من قضاياها كامرأة واستطاعت ان تطرحها بعمق في كثير من الروايات والقصص.. مانصيب قصيدة النثر في اهتمامات الجيل الجديد من الشعراء والشاعرات؟ قصيدة النثر.. اصبح الجيل الجديد يتجه لها بكثرة خاصة وانها تفتح المجال امام طرح الافكار والقضايا التي ربما تجد فيها الانثى مساحة اكثر للتعبير من قصيدة التفعيلة أو العمودية، وبالطبع عندما تتجه لكتابة قصيدة النثر، فانها تواكب الحداثة في العالم العربي وهناك اسماء شاعرات من الجيل الجديد لامعة مثل ميادة زعزوع وحليمة مظفر وزينب غاصب واسماء اخرى كثيرة تمتلك موهبة متميزة وجرأة في الطرح وقدرة هائلة في التعبير بدأت ابداعاتها الشعرية تظهر في الساحة الأدبية السعودية بشكل جيد.