طالب المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا السلطات السورية واللبنانية إلى وضع جدول زمني وآلية محددة في أقرب وقت ممكن لتنفيذ الانسحاب السوري من لبنان. وقال سولانا في بيان وزع في بروكسل إن الاتحاد الأوروبي يتوقع تطبيقا كاملا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559 بما يعني انسحابا كاملا للقوات العسكرية والاستخبارتية الأجنبية من لبنان. وأشار إلى أنه تابع باهتمام خطاب الرئيس السوري بشار الأسد وإعلانه سحب قواته من الأراضي اللبنانية نحو الحدود المشتركة بين البلدين على مرحلتين. وفي نفس السياق طالب وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه بجدولة انسحاب القوات السورية من الأراضي اللبنانية، مشيرا إلى أن الأممالمتحدة ستقرر مصداقية هذا الجدول الزمني وقابلية تطبيقه. واعتبر بارنييه في تصريح لإذاعة أوروبا خطاب الرئيس السوري مهما لكنه قال إنه ينتظر خطوات ملموسة بهذا الصدد. وقد أعلن وزير الدفاع اللبناني المستقيل عبد الرحيم مراد في وقت سابق اليوم أن الانسحاب السوري إلى البقاع سيبدأ غدا الاثنين بعد اجتماع المجلس الأعلى اللبناني السوري في دمشق برئاسة الرئيسين بشار الأسد وإميل لحود. ويضم المجلس أيضا رئيسي الوزراء ووزيري الخارجية والدفاع في البلدين. وسيبحث الأسد ولحود في دمشق خطوات الانسحاب السوري من لبنان على مرحلتين. وأوضح لحود للجزيرة أن القيادتين العسكريتين ستعقدان لقاءات مطولة لتحديد الجدول الزمني للانسحاب والمناطق التي سيتم فيها إعادة الانتشار إلى البقاع. وأضاف أنه سيتم لاحقا تحديد آليات المرحلة الثانية للانسحاب السوري من البقاع إلى الحدود السورية اللبنانية. وفي تطور آخر أعلنت الأحزاب والقوى السياسية اللبنانية الموالية لسوريا عقب اجتماع لها في بيروت رفضها لانسحاب القوات السورية من لبنان وفقا للقرار الدولي 1559 وإنما على أساس اتفاق الطائف. ودعا الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع لتظاهرة شعبية حاشدة في ساحة رياض الصلح ببيروت بعد غد الثلاثاء ضد التدخل الأجنبي والقرار 1559 وللمطالبة بتنفيذ اتفاق الطائف وشكرا ووفاء لسوريا على ما قدمته للبنان. وأكد أن هذا التجمع الحاشد يمثل بداية لسلسلة تحركات شعبية تمتد بعد ذلك لبقية أنحاء لبنان. ووصف نصر الله انسحاب القوات السورية إلى البقاع بأنه خطوة إيجايبة لمصلحة سوريا ولبنان.. مؤكدا أن بقاء القوات السورية في البقاع يجب أن يبقى خاضعا فقط لاتفاقية الطائف وليس القرار 1559 وإرادة حكومتي بيروتودمشق على ضوء مصالحهما المشتركة. وأشاد المجتمعون على لسان نصر الله بخطاب الرئيس السوري مساء أمس، مؤكدا أن جميع القوى المشاركة في الاجتماع اعتبرته خطابا تاريخيا وتأسيسيا لمرحلة جديدة على مستوى مستقبل لبنان والعلاقات اللبنانية السورية. وجدد نصر الله التأكيد على التمسك بالسلم الأهلي والعيش المشترك ورفض أي محاولة للإخلال بالأمن تحت أي ذرائع، واتهم أميركا وإسرائيل بالسعى لإشاعة الفوضى بلبنان لإيجاد الذرائع لتدخل دولي. وفي هذا الإطار دعا مجددا إلى الحوار الوطني الشامل بين جميع القوى اللبنانية رافضا استبعاد أي قوة أو حزب لبناني، مؤكدا أن هذه المرحلة مرحلة الحوار الداخلي اللبناني وليس الحوار مع سوريا. كما أعلن أن حزب الله لن يلقي السلاح وأن لبنان بحاجة إلى استمرار المقاومة ضد إسرائيل، متوقعا انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي قريبا من مزارع شبعا بجنوب لبنان. وقال إن المقاومة اللبنانية ليست مليشيا بل جماعة تبذل تضحيات وبالتالي فهي خارج نطاق القرار 1559. المصدر:ق.الجزيرة/وكالات: