قال ممثل عن الاستخبارات الروسية إن الجهاز الأمني دفع 10 ملايين دولار لقاء المعلومات التي قادت لمخبأ الزعيم الشيشاني أصلان مسخادوف الذي اغتيل في عملية خاصة في الشيشان الأسبوع الماضي. ولم يأت التأكيد الرسمي بمثابة المفاجأة خاصة وأن الكرملين قد رصد المكافأة ثمناً لرأس رمز الاستقلال الشيشاني وزعيم الحركة الساعية نحو الانفصال عن روسيا. وجاء اغتيال مسخاوف بمثابة الضربة للانفصاليين الشيشان، بالرغم من فقدانه لنفوذه كقيادي خلال السنوات الأخيرة. وكانت وسائل الإعلام الروسية قد نشرت صور جثة غارقة في بركة من الدماء قالت إنها لمسخادوف الذي تمت تصفيته في إطار عملية نفذتها القوات الخاصة أثناء اختبائه في ملجأ محصن في بلدة "تولستوي-يورت" في الشيشان. ويذكر أن المتمردين الشيشان حققوا انتصارات عدة، تحت قيادة مسخاوف، إبان الحملة العسكرية التي أرسلتها موسكو لسحق التمرد في ديسمبر/كانون الأول عام 1994، بالرغم من إخفاقه في الفوز باستقلال الإقليم. ووفرت تصفية الزعيم الشيشاني بوقاً دعائياً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتكتيكه الصارم في التعامل مع الأزمة الشيشانية. غير أن الكثيرين يرجحون أن إزالة عقبة مسخادوف لن تمثل الانفراجة السريعة للحملة الدموية التي تشنها موسكو، والتي تدخل عامها السادس في الشيشان. وتزامنت تصفية مسخادوف مع تصاعد المناوشات العسكرية بين المليشيات المتشددة والقوات الفيدرالية في جمهوريات القوقاز. ويرى العديد من المراقبين أن الممارسات التعسفية والتجاوزات التي ترتكبها موسكو في الإقليم هيأت بيئة خصبة لترعرع الحركات المسلحة في خضم الفقر والفساد الضارب في الإقليم. ويحتل مسخادوف المرتبة الثانية في قائمة مطلوبي الكرملين بعد شامل باسييف، الذي أعلن مسؤوليته عن عدد من العمليات التي هزت روسيا منها عملية مسرح موسكو عام 2002 ومجزرة مدرسة بيسلان في سبتمبر/ أيلول الماضي. وينظر إلى القائد الشيشاني الراحل كشخصية معتدلة والأقل تعصباً مقارنة بالعديد من قادة الحركة الانفصالية في الإقليم. ومن منظور شعبي عام مثّل مسخادوف خصماً خطراً على الرئيس الروسي كونه من أكثر أصوات التمرد المنادية بالمفاوضات كوسيلة لإنهاء الأزمة الشيشانية، وهو مطلب يرفضه بوتين بصورة قاطعة. وقاد مسخادوف، وهو جنرال سابق في الجيش الروسي، الانفصاليين الشيشان الذين هزموا القوات الروسية في الحرب التي استمرت بين عامي 1994-1996، وانتخب رئيساً للشيشان عام 1997. لكن أطيح به من السلطة عندما أرسل بوتين القوات الروسية مرة أخرى إلى الشيشان في أكتوبر/تشرين الأول عام 1999.