قبل يوم واحد فقط من ألانطلاقه المرتقبة لفعاليات بطولة كأس العالم للقارات 2009 بجنوب أفريقيا يجرى حاليا العمل على قدم وساق لإعداد جميع الترتيبات الخاصة بالبطولة وفي مقدمتها تجهيز الملاعب الأربعة التي تستضيف مباريات البطولة وخاصة ملعب "أليس بارك" في جوهانسبرج والذي يستضيف المباراة الافتتاحية للبطولة غدا الأحد. حيث يعكف القائمون على التنظيم بمعاونة آلاف من المتطوعين على وضع اللمسات الأخيرة على الملاعب خاصة ملعب "أليس بارك" الذي استعد بالفعل لاستضافة المباراة الافتتاحية التي ينتظر أن تشهد إقبالا جماهيريا كبيرا خاصة وأن الجميع في جنوب أفريقيا يتوقعون بداية قوية لمنتخبهم على حساب المنتخب العراقي. لم تقتصر الاستعدادات على إعداد الملعب من الداخل وإنما وضع المنظمون من خلال لجنة النقل والمواصلات التابعة للجنة المنظمة خطة متكاملة لدخول وخروج الجماهير قبل وعقب المباراة خشية حدوث أي زحام أو مشاكل. لذلك تم تخصيص آلاف السيارات بمختلف الأحجام لنقل المشجعين ورجال الإعلام من وإلى ملعب "أليس بارك" على أن تعمل معظم هذه السيارات لمدة أربع ساعات قبل وبعد المباراة مع تخصيص أماكن انتظار عديدة لهذه السيارات في الجهات الأربع المحيطة بالملعب . كذلك وعد مجلس محلي المدينة والمسئول عن تنظيم هذه الأمور بالتعاون مع المتطوعين ولجنة النقل والمواصلات وبعض شركات نقل الركاب بألا تستغرق عملية نقل المشجعين بعيدا عن الملعب عقب المباراة أكثر من ساعة واحدة. كما أعدت اللجنة المنظمة العديد من شاحنات نقل الركاب لخدمة رجال الإعلام ونقلهم من الملاعب إلى فنادق إقامة الإعلاميين المعتمدة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لكن المشكلة الحقيقية تكمن بالفعل في العملية الأمنية فعلى الرغم من انتشار العديد من رجال الشرطة داخل الملاعب وفي عدد من الشوارع والميادين الكبيرة يبدو أمرا صعبا للغاية أن يتجول أي من الزائرين بمفرده خاصة في وسط جوهانسبرج خشية تعرضه لأي مشاكسات أو مضايقات قد تصل لحد السرقة وجرائم أخرى. وليس أدل على ذلك من وجود لافتة على أحد جدران الحائط المحيط بإستاد "أليس بارك" كتبت عليها بعض التعليمات للزائرين إلى المدينة بأن يحذروا السرقات ومحاولات الاعتداء.. ففي جوهانسبرج على سبيل المثال فرضت السلطات الأمنية حصارا مشددا حول فندق "أندابا" الذي تقيم فيه بعثة المنتخب العراقي خشية تعرض الفريق لأي مشاكل مما جعل الفندق بمثابة ثكنة عسكرية. وقال سعيد عطية أحد أفراد البعثة العراقية والمترجم الخاص للمدرب الصربي بورا ميلوتينوفيتش المدير الفني للفريق إن البعثة لم تطلب أي إجراءات أمنية مشددة حولها ولكنها الترتيبات الأمنية التي يجريها المنظمون مع جميع الفرق المشاركة.حيث يخوض المنتخب العراقي مع جنوب إفريقيا صاحب الضيافة مبارة الافتتاح و يسعى المنتخب العراقي لاستعادة هيبته القارية التي فقدها بسبب نتائجه المتواضعة والمخيبة التي أخرجته من تصفيات مونديال جنوب إفريقيا 2010 وفي "خليجي 19" في مسقط مطلع العام الحالي، وبالتالي إثبات جدارته بالمشاركة في بطولة كأس القارات التي تحتضنها جنوب إفريقيا من 14 إلى 28 الشهر الحالي. وأنهى المنتخب العراقي 3 مراحل تدريبية قبل الانتقال إلى جنوب إفريقيا شملت معسكرا محلياً قاده الدولي السابق راضي شنيشل قبل أن يترك منصبه مساعداً للمدرب ميلوتينوفيتش، ثم خاض معسكراً آخر في الدوحة شمل لعبه لقاءاً ودياً أمام قطر انتهى لمصلحة الأخيرة بهدف نظيف. يذكر أن المنتخب العراقي بطل آسيا حصل على اللقب القاري صيف عام 2007 بعد أن تغلب على المنتخب السعودي في العاصمة الاندونيسية جاكارتا، وقاده إلى اللقب مهاجمه يونس محمود باحرازه هدف المباراة النهائية. وذكر أن المنتخب العراقي لم يستطيع أداء صلاة الجمعة خارج الفندق واضطر اللاعبون إلى إقامة الصلاة داخل الفندق خشية تعرضهم للمشاكل. والأكثر من ذلك هو تعليمات الجهاز الفني للاعبين بعدم مغادرة الفندق لأي سبب في ظل هذه التعليمات والترتيبات الأمنية المفروضة والتي قد تحرم البطولة من أهم عناصر النجاح وهي الاحتفالات الجماهيرية حول اللاعبين. رغم ذلك أعرب مسئولو الفيفا عن سعادتهم بالإمكانيات التي توفرها جنوب أفريقيا للبطولة وخاصة في مجال المتطوعين كما أعربوا عن أملهم في أن تكون البطولة تجربة ناجحة لاستضافة كأس عالم ناجحة أيضا في العام المقبل.