ابدع المخرج التونسي الناصر الخمير في استعادة زمان الاندلس والحضارة العربية الاسلامية في اسبانيا بعد مرور خمسة قرون على خروج العرب من الاندلس في فيلمه «طوق الحمام المفقود» فقد اقتبس مخرج الفيلم القيم الانسانية والحب والحوار بين الاديان والانسانية للعالم الاسلامي ابن حزم الاندلسي الذي عاش في قرطبة في عصر تلاقى فيه الفكران الشرقي والغربي.. قال المستشرق الفرنسي "جاك بيرك" في مقدمة السيناريو: إن الهدف من الفيلم ليس استعادة زمن ومكان معينين في الاندلس، وانما التقاط ذاكرة صدى حديقة منسية واصفاً الاندلس بانها ارض التقت فيها العديد من الثقافات والاديان والشعوب، وانها المكان الهندسي للحب ورؤية الآخر عبر عطوره واشعاره وحدائقه ورغبة السلام التي تصحب حمايته من التعصبات الهدامة.. فقد استطاع الناصر ان يصور بشكل جذاب وجميل بطل فيلمه الحالم، وهو يبحث عن أميرة سمرقند التي تظهر له في احلام الليل والنهار لينقل للمشاهد نظرة شاملة للحضارة العربية الاسلامية المفقودة التي امتدت من قرطبة في اسبانيا الأوروبية الى سمرقند في آسيا الوسطى. الجدير بالذكر ان الناصر الخمير كاتب قصصي ومخرج سينمائي وفنان مبدع تشكيلي لا يمكن تصنيفه ضمن مدرسة أو تيار، فهو متعدد المواهب والمناهل اختار لنفسه مسلكاً وعراً خارجاً عن الطرق المألوفة، وتنتمي اعماله السينمائية الى جمالية غامضة تجد جذورها في عمق الذاكرة الجماعية.. الفيلم التونسي "طوق الحمام المفقود" عرض يوم الثلاثاء الماضي بالمركز الثقافي بصنعاء بحضور معالي وزير الثقافة الدكتور محمد ابوبكر المفلحي وقد نال اعجاب واستحسان الحاضرين جميعاً.