تحت شعار من اجل خطاب ديني ملتزم يرسخ نهج الوسطية والاعتدال بدأت صباح الأحد بقاعة السبعين في العاصمة صنعاء فعاليات الدورة التأهيلية الأولى للمرشدين وخطباء المساجد في القوات المسلحة والأمن التي تنظمها دائرة التوجيه المعنوي بالتعاون مع وزارة الأوقاف والإرشاد للفترة من 20مارس الجاري حتى ال11 من ابريل المقبل بحضور الأخوة حمود عباد وزير الاوقاف والارشاد, واللواء الركن/ محمد علي القاسمي رئيس هيئة الاركان العامة, واللواء الركن/ مطهر رشاد المصري نائب وزير الداخلية والعميد الركن علي حسن الشاطر مدير دائرة التوجيه المعنوي. وفي الحفل الذي بدء بآي من الذكر الحكيم القى الأخ وزير الاوقاف والارشاد كلمة توجيهية.. اشار فيها إلى ان هذه الدورة تمثل خطوة رئيسية وكبيرة لتأكيد الدور الارشادي الايماني في المؤسسة العسكرية والامنية لما لها من دور وطني عظيم في ترسيخ الامن والاستقرار وفي البناء والتنمية وفي حماية الثوابت الوطنية وهيبة الاسلام. مشيراً إلى ان فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة يولي اهتماماً كبيراً بالدورات التأهيلية الارشادية سواء في القطاع المدني من خلال وزارة الاوقاف والارشاد أو في اطار القوات المسلحة والامن من خلال وزارة الدفاع ووزارة الداخلية ودائرة التوجيه المعنوي. وقال ان الذين يسيئون إلى الديمقراطية ويعادونها والذين يعادون منهجية الشورى والذين يدعون إلى افكار متخلفة هم منشدون إلى اكثر الافكار تخلفاً وفساداً في تاريخ هذه الامة وفي تاريخ هذا الشعب وان اولئك الذين نسمعهم اليوم يرفعون اصوات الفتنة في شوارعنا بغية ضرب الاستقرار الوطني انما يريدون ان يضربوا هيبة الايمان في وطننا.. هيبة الايمان الذي تحركت عجلته, ولا يمكن ان تتوقف حتى يتم الله نوره ولو كره الكافرون.. واضاف: ان هذا الوطن محمي بنا جميعاً محمي بجميع ابنائه.. محمي بايمانكم وبوعيكم.. باسلامكم, بذخركم الايماني الكبير.. محمي بسواعدكم الطاهرة محمي بعلاقتكم بالله سبحانه وتعالى وانتم تعرفون تماماً الفرق بين الاصوات المؤمنة والفرق بين الاصوات الزائفة التي تحاول ان تتلاعب بقيم الاسلام وبقيم الايمان لتدفعها في اتجاهات غائرة من الفساد ومن الظلام والفتنة.. وهنا يبرز دور خطيب المسجد لانه يعرف ان منبر الاسلام هو منبر ولي امر المسلمين, وهو المنبر الذي لا يمكن ان يصلح لداعي فتنة ولا يصلح لغرض نفسي متخلف أو لدعوة حزب أو جماعة أو دعوة متطرف. مؤكداً ان عقد مثل هذه الدورات التأهيلية يعني التأكيد على منهج الوسطية والاعتدال المؤكد على اسس وقيم الاسلام بمعانيه العظيمة المؤكدة على السماحة وقيم المحبة والاخاء وعلى قيم التعاون والتكافل وترسيخ الوحدة الوطنية التي هي من اسس الدين ومن اسس الشريعة ومواجهة افكار التطرف والانحراف والغلو, تلك الافكار التي تريد ان تدفع بالاوطان إلى اتون التفرقة والتهالك.. وتجعل من الوطن نهباً لكل الولئك الذين يريدون ان يفرزوا حقدهم وكراهيتهم وظلامية افكارهم وانفسهم على واقعنا الايماني الحر المتطلع نحو الله ونحو الشورى ونحو الحرية, والتطلع نحو مزيد من الاستقرار والبناء والتنمية. وخاطب المشاركين في الدورة قائلاً: انكم ايها الشباب بانضباطكم في القوات المسلحة والامن يمكن ان تضفوا على هذا الدور الايماني الارشادي وعياً خاصاً وفعلاً ايمانياً عميقاً للتأكيد على ان هذا الوطن هو وطن الايمان ووطن الامان "الايمان يمان والحكمة يمانية" وان هذا الوطن العزيز لا يمكن ان يكون مئلاً لمثيري الفتن لان الفتنة من عمل الشيطان ولان النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اذا هاجت الفتن فعليكم باليمن) بمعنى ان اليمن هو وطن الاستقرار والايمان وهو وطن منابذة الفتنة والفرقة التي ترتفع من خلال اصواتهم الشيطانية هنا وهناك محاولة ان يصادر الدين بنزعة الهوس العنصري أو الهوس المتطرف الذي لا ينسجم مع الاسلام ومع ثوابته بأي حال من الاحوال. وكان الأخ العميد الركن/ علي حسن الشاطر مدير دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة قد القى كلمة بالمناسبة رحب في مستهلها بالحاضرين جميعاً وقال: ان هذه الدورة تنعقد تنفيذاً لتوجيهات باني نهضة اليمن الحديث فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة الذي يؤكد دوماً على اهمية التوجيه والارشاد الديني ودوره في البناء الروحي وتعزيز الروح المعنوي للمقاتلين وتوجههم وفق اصول الدين الاسلامي الحنيف ومبادئه السمحة بعيداً عن كل اشكال الغلو والتطرف والعنف, حيث تأسست رؤى المنطق والعقل بالاستناد الوثيق إلى الوسطية والاعتدال والقيم الاخلاقية الاسلامية النقية من شوائب المبتدعين والمغالين, على اعتبار ان نقاء الوسطية نهج قويم واتجاه سليم تستوجبه الفطرة السليمة, والصفاء الروحي الايماني وضرورات الحياة كتوجه ينبغي اعتماده لبناء الشخصية العسكرية وارتقاء مداركها كواحدة من اهم خطوات البناء الوطني والفكري والثقافي والسياسي الذي يسعى وفق منظومة متكاملة إلى تجسيد مبادئ الثورة وقيم النظام الجمهوري الخالد الذي اعتبر من اهم اهدافه البناء النوعي للقوات المسلحة والامن وتنشئة منتسبيها بروح هذه القيم. مشيراً إلى ان هذه الدورة تعتبر الاولى ضمن سياقات عقد الدورات الدينية, والرابعة في سياق الدورات العامة التأهيلية لضباط التوجيه السياسي والمعنوي والمراسلين الحربيين.. وهو جهد مدروس ومبني على خطط مرسومة هدفها الاساسي شحذ همم المقاتلين لبلوغ اسمى غايات الطموح سواءً في التثقيف والارشاد الديني الدعوي القائم على نماء روح الالفة والايثار والاخلاق الاسلامية الكريمة, بما يحقق اتزاناً نفسياً ايجابياً لديهم يحثم دوماً على ان يتمثلوا القيم الدينية والاخلاقية في عمالهم مهما صغرت ام كبرت, ويجعلونها مجسدة حية في نفوسهم, حيث تصبح الضمانة الحقيقية لمسار ديني اخلاقي وقيمي يكتسب سمة الاستمرار, وتعزز دوماً روح الانتماء الاصيل لهذه المؤسسة الدفاعية الرائدة, وللوطن وللثورة اليمنية الخالدة. هذا وقد حضر حفل افتتاح هذه الدورة الاخوة وكلاء وزارة الاوقاف والارشاد, ووكيل وزارة الاعلام لقطاع الاذاعة والتلفزيون والاعلام الخارجي, والاخوة نواب رئيس هيئة الاركان العامة, وعدد من مدراء الدوائر ورؤساء الشعب بوزارة الدفاع.