يشهد العالم فجر غدا الاربعاء اطول كسوف للشمس في القرن ال21 الذي ستشهده الصين و الهند. ويبدأ الكسوف بعد 35 دقيقة من بزوغ فجر غدا بتوقيت جرنيتش في ولاية غوجارات غرب الهند ليحل الليل مجددا، ثم يمتد على طول 15 ألف كيلومتر وعرض 200 كيلومتر ويمر عبر بقية ولايات الهند إلى النيبال وبوتان وبنجلادش وبورما والصين وصولا إلى جزر ريوكي اليابانية جنوبا. وسيحجب القمر نور الشمس كليا مدة 6 دقائق و39 ثانية في منطقة غير مأهولة كثيرا في المحيط الهادئ وهي مدة قياسية لن تحطم قبل العام 2132. وستكون فترة الظلمة أقل في الهند (3 إلى 4 دقائق) وفي شنغهاي (5 دقائق تقريبا). من جانبه أوضح الدكتور مسلم شلتوت أستاذ بحوث الشمس والفضاء ونائب رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك إن هذا الكسوف ليس الأطول على مستوى العالم وإنما "الأطول في العقدين الأولين من القرن العشرين" موضحاً أن الكسوف الأطول حتى الآن كان في ال30 من يونيو عام 1973 و كانت مدته 7 دقائق شهدتها مناطق جنوب الصحراء الأفريقية من جيبوتي إلى السنغال. ووصف عالم فيزياء الفلك الأمريكي فريد اسبيناك هذا الكسوف بأنه سيكون "هائلا"، مشيرا إلى أن مليارين من سكان الأرض في الصين والهند - أكثر دول العالم اكتظاظا بالسكان - سيتمكنون من رصده وهو رقم قياسي في تاريخ البشرية. وحفز سادس كسوف كامل للشمس خلال القرن الحالي النشاط التجاري والسياحي في الشرق الأقصى وهو منطقة جغرافية مثالية لمراقبة هذه الظاهرة الفلكية. وقال متنزه شنغهاي للنحت وهو أفضل مركز مراقبة في المدينة انه باع 2000 بطاقة دخول لرصد الكسوف مع نظارات خاصة وقمصان قطنية تخلد المناسبة. وقد حجزت غرف الفنادق منذ أشهر من قبل آلاف الصينيين واليابانيين والأمريكيين والأوروبيين. كما ينتظر وصول 1.5 مليون هندوسي إلى مدينة كوركشيترا في شمال الهند للاستحمام خلال كسوف الشمس في مياه طاهرة "من شأنها المساعدة على تحرير النفس والروح" وفقا لمعتقداتهم. وتتحدث الأساطير والروايات في الهند الصين عن هذه الظاهرة الفلكية على أنها تأتي بالخير كما أنها تنبئ بالأسوأ. ويحدث كسوف الشمس الكلي عندما يصطف القمر على خط واحد بين الأرض والشمس، ويكون نور الشمس محجوبا بالكامل بالنسبة للسكان الموجودين في ظل القمر. ويحدث كسوفان شمسيان على الأقل سنويا يكونان عادة غير كاملين ويبدو فيما كأن القمر يقضم جزءا من قرص الشمس من دون أن يحجبه كليا.