يدشن اليمن رسميا غدا السبت تصدير أول شحنة من مشروع الغاز الطبيعي المسال، إلى السوق العالمية من محطة التسييل في بلحاف بمحافظة شبوة. ويعد مشروع الغاز الطبيعي المسال اكبر مشروع اقتصادي في تاريخ اليمن المعاصر، حيث تبلغ تكلفته 4.5 مليار دولار. وقال معالي وزير النفط والمعادن الأخ أمير العيدروس أنه سيتم تصدير أول شحنات الغاز الطبيعي بمعدل 149 ألف متر مكعب عبر سفينة كورية ستكون راسية في رصيف المشروع لنقل الغاز إلى السوق الكوري ، مشيراً إلى أن الشحنة الثانية سيكون حجمها 160 ألف متر مكعب وستنقلها السفينة أروى إحدى ناقلات الشركة اليمنية للغاز الطبيعي، حيث تمتلك الشركة أربع ناقلات هي بلحاف وبلقيس وأروى ومأرب تم تصنيعها خصيصاً لأغراض المشروع بقيمة تزيد عن مليار دولار . وأضاف أن مراسم الحفل يحضرها الشركاء في المشروع والمانحون ومدراء الشركات النفطية وقيادة السلطة المحلية في محافظة شبوة ورجال الإعلام . وأكد العيدروس أن تدشين تصدير الغاز والذي حظي بدعم منقطع النظير من فخامة الأخ رئيس الجمهورية تكمن أهميته ليس فقط من حجم الإستثمار فيه والذي بلغ 4 مليارات دولار وإنما بما سيشكله من رافد إقتصادي كبير تعول عليه برامج وطموحات التنمية على المدى القريب والبعيد عبر ما سيضخه من إيرادات قد تصل إلى نحو 50 مليار دولار على مدى خمسة وعشرين عاماً. وأوضح الأخ وزير النفط والمعادن أن مشروع بلحاف يمثل رسالة بليغة إلى العالم بأن اليمن هي أرض الفرص والمناخ الملائم للاستثمار ، وأن هذا المشروع يجعل اليمن على خارطة الغاز العالمية لتكون من روافد الطاقة النظيفة إلى الأسواق الرئيسية في أمريكا الشمالية وكوريا الجنوبية وأسواق مستقبلية أخرى . وأكد العيدروس أن مشروع الغاز الذي يزيد حجمه عن أربعين ضعفا بالمقارنة مع متوسط حجم الإستثمارات الكبرى في اليمن ، سيسهم بشكل كبير في تعجيل وتيرة النمو والتقدم الإقتصادي الكلي وإحداث نهضة صناعية نوعية في اليمن خلال الأعوام القادمة وسيساعد في تعزيز فرص الإستثمار للشركات المحلية من خلال الخوض في منافسات تجارية على مستويات محلية . وذكر وزير النفط والمعادن أن المشروع يساهم في خلق فرص عمل مباشرة لنحو 10 آلاف يمني، فضلاً عن فرص العمل والتأهيل الواسعة للشركات المحلية في مختلف مراحله، مشيراً إلى أن ما يبعث على الفخر وجود 75 % من العمالة الحالية من الكوادر اليمنية المدربة، حيث سترتفع نسبة الكادر اليمني إلى 90 % خلال عام 2015 بإذن الله، كما يساهم المشروع في خلق صناعات بتروكيماوية كبيرة في بلحاف، حيث تقدمت العديد من الشركات بطلبات لإقامة مصانع فيها وتأمل وزارة النفط والمعادن أن تكون بلحاف نموذجاً للمدينة الصناعية على طراز عالمي . وكشف الأخ وزير النفط أن الشحنات التي سيتم تصديرها مجدولة وتم تعديلها وفقاً لأولويات السوق العالمي، حيث سيتم التركيز على أوروبا وآسيا وخصوصاً الصين والهند في الفترة القادمة ، مشيراً إلى أن عملية التصدير ستأخذ مسارها الطبيعي بالكميات المعلن عنها بعد دخول القطار الثاني للإنتاج والتصدير في الفصل الثاني من العام 2010 حيث تم تنفيذ ما نسبته 90 % منه حتى الآن .
ويقوم المشروع على أساس ضخ الغاز الطبيعي المسال من منشآت المنبع في القطاع 18 في مأرب عبر أنبوب يصل طوله إلى 320 كليو متر وصولا إلى محطة التسييل في بلحاف، وقد بدأت عملية إنتاج الغاز من خط الإنتاج الأول بينما يتم استكمال عملية تجهيز خط الإنتاج الثاني بحيث تصل كمية الإنتاج الكلية للمحطة 6.7 مليون طن متري سنويا. وستقوم الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال بتصدير الكميات المنتجة بواقع نحو 30 بالمائة إلى السوق الكورية الجنوبية و70 بالمائة إلى السوق الأمريكية ضمن ثلاثة عقود طويلة المدى ولفترة عشرين عاما مع شركة توتال للغاز والطاقة وشركة جي دي اف سويز لسوق أمريكا الشمالية وشركة كوجاز للسوق الكورية. ويتوقع مسؤلو الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال تشغيل الخط الإنتاجي الثاني خلال العام القادم. ويقدر احتياطي الغاز في مأرب المخصص للمشروع 9.15 تريليون قدم مكعب من الكميات المؤكدة، خصص منها تريليون قدم مكعب للسوق المحلية لإنتاج الطاقة الكهربائية بالإضافة إلى 0.7 تريليون قدم مكعب كميات إضافية محتملة. وتأسست الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال في أغسطس 2005، وجمعت بين خمس شركات عالمية من ذوي الخبرة العريقة لإنشاء هذا المشروع الاقتصادي الكبير بالإضافة إلى هيئتين حكوميتين تقودها شركة توتال الفرنسية بنسبة 62 ر 39 بالمائة، فيما تساهم الحكومة اليمنية ممثلة بالشركة اليمنية للغاز بحصة 73ر16 بالمائة، والهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية والمعاشات 5 بالمائة، وشركة هنت الأمريكية للنفط 22ر17 بالمائة، ومؤسسة إس كي الكورية 55ر9 بالمائة، وشركة كوجاز الكورية 6 بالمائة، وشركة هيونداي الكورية 88ر5 بالمائة. ويتكون مشروع الغاز الطبيعي المسال من محطة التسييل في بلحاف التي تشمل منشآت استقبال وتخزين الغاز ومنشآت التجفيف وإزالة الغاز الحمضي ومنشآت أزلة الزئبق والتبريد والتسييل ومنشآت تخزين ونقل الغاز الطبيعي المسال إلى ناقلات وغيرها من التجهيزات والمرافق وميناء التصدير في بلحاف. كما يشمل المشروع على خط أنبوب رئيسي بطول 320 كيلو متر يربط وحدة معالجة الغاز في حقل اسعد الكامل في القطاع 18 بمحطة التسييل في بلحاف وتم تصميمه بطاقة استيعابية تسمح بتغذية خطين إنتاجيين في محطة التسييل ويمكن رفع الطاقة الاستيعابية لإضافة خط إنتاج ثالث، بالإضافة إلى أنبوب يربط وحدتي إنتاج ومعالجة الغاز في مأرب وخط أنبوب أخر فرعي لإيصال إمدادات الغاز الطبيعي من مأرب إلى معبر. وتضمن المشروع إجراء تعديلات على وحدات استخلاص السوائل الثلاث في وحدات إنتاج ومعالجة الغاز في مأرب اثنتين في حقل اسعد الكامل والثالثة وحدة المعالجة المركزية.