أعربت مصر عن دهشتها اليوم الأحد إزاء قرار إسرائيل تكريم مجموعة مسلحة قامت بزرع قنابل على أراض مصرية في الخمسينيات من القرن الماضي. وقال أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري "هذا القرار يثير الدهشة. هؤلاء الأشخاص يمكن وصفهم بالإرهابيين وفقا للمعايير الدولية. وما يدعو لمزيد من الدهشة هو كونهم من اليهود المصريين". وقد اعترفت إسرائيل يوم الأربعاء بجماعة متشددة، تم حلها قبل 50 عاما في مصر للقيام بهجمات تفجيرية تهدف إلى زعزعة العلاقات بين مصر والولايات المتحدة وبريطانيا. وسلم الرئيس الإسرائيلي موشيه كاتساف يوم الأربعاء خطابات شكر إلى كل من مارسيل نينيو، وروبرت داسا، ومائير زعفران، الثلاثة الأحياء من تلك المجموعة. كما تم تسليم خطابات شكر إلى أسر ستة مسلحين راحلين، أعدم اثنين منهم في مصر. وترجع الأحداث إلى عام 1954 عندما القي القبض على 11 يهودي مصري للقيام بهجمات ضد أهداف أمريكية وبريطانية في مصر. وأكتشف فيما بعد أن المسلحين جزء من جماعة سرية نظمتها الاستخبارات الإسرائيلية بهدف تخريب العلاقات بين مصر والدول الأوروبية وذلك أثناء التفاوض على انسحاب بريطانيا من قناة السويس. وقد انتحر أحد المسلحين داخل زنزانته بالسجن بينما حكم على اثنين آخرين بالإعدام شنقا، وأطلق سراح أربعة آخرين بعد قضاء 14 عاما خلف القضبان. وكان الحادث قد أثار ثورة عارمة في إسرائيل في ذلك الوقت حيث رفض وزير الدفاع الإسرائيلي بنهاس لافون تحمل مسؤولية تكوين تلك الجماعة السرية وألقى باللوم على رئيس الاستخبارات بنيامين جيبلي. وتنحى لافون من منصبه في 1955 وتبعه جيبلي غير أن الفضيحة ظلت تلطخ موقف مؤسس دولة إسرائيل ديفيد بن جوريون.