قرر منظمو قافلة "شريان الحياة 3" التي تنقل مساعدات انسانية وطبية لقطاع غزة العودة إلى اللاذقية في سوريا لدخول غزة عن طريق العريش ، بعد رفض السلطات المصرية دخولها من ميناء نويبع. ونقلت جريدة "القدس" الفلسطينية عن الناشط ميسرة ملص، رئيس لجنة الحريات في النقابات المهنية الاردنية: "القافلة ستعود من العقبة (جنوبعمان) الى اللاذقية في سوريا لدخول مصر عبر ميناء العريش وفقا لرغبة الحكومة المصرية". وأضاف "نأمل أن لا تعرقل مصر سير القافلة أكثر من ذلك وأن تدخلها الى القطاع بعيدا عن تدخلات سلطة الاحتلال الاسرائيلي". وأعرب ملص عن أسفه لموقف الحكومة المصرية الذي "تشابه مع موقف العدو الصهيوني سواء في موضوع الجدار الفولاذي أو القافلة"، مشيرا الى انه "يخدم العدو". وتضم القافلة نحو 250 شاحنة ومركبة وسيارة اسعاف محملة بمساعدات انسانية اوروبية وتركية وعربية من اغذية ومعدات الطبية و465 شخصا من 17 دولة اجنبية وعربية. وكانت القافلة وصلت الاربعاء الى الاردن من سوريا واتجهت الخميس الى ميناء العقبة على أمل دخول مصر عبر ميناء نويبع. والقافلة تنظمها جمعية "فيفا باليستينيا" (تحيا فلسطين) الخيرية التي اسسها جورج غالاوي في المملكة المتحدة.
ضمانات مكتوبة وطالبت قافلة "شريان الحياة 3" بتعهد مصري مكتوب بتسهيل وصولها إلى القطاع عبر معبر رفح ، رافضة أي تنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي. وقال المتحدث باسم القافلة زاهر البيراوي "إن القافلة اشترطت على السلطات المصرية أن تقدم ضمانات مكتوبة بعبور جميع الأفراد والبضائع من معبر رفح مباشرة، ودون أي تنسيق مع الإسرائيليين لتقبل بالتوجه للعريش عبر اللاذقية، وإلا فإن القافلة ستبقى في العقبة". وتابع: "لن نغادر العقبة دون تعهد مكتوب من السلطات المصرية، ومستعدون لتصعيد انشطتنا الاحتجاجية على هذا الموقف. وقد توجه مندوب رئيس الوزراء التركي الى القاهرة قبل ساعات ليواصل التفاوض مع وزارة الخارجية بهذا الشأن". وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط قد دعا القافلة للعودة إلى الأردن، ومن ثم إلى سوريا، ومنها التوجه إلى ميناء العريش. وقال أبو الغيط، إن الحكومة المصرية مصممة على موقفها، وستفتح المعبر ابتداء من الثالث من يناير/ كانون الثاني، وستسهل عبور القافلة إن التزمت بالمسار الذي حددته لها السلطات المصرية. كما قال أبو الغيط في تصريحات للصحفيين بالقاهرة السبت إن بلاده أبلغت منظمي القافلة بأن "من يريد الدخول إلى مصر فعليه أن يدخل من الباب الذي تحدده له، ولا يحق لأحد أن يقرر من عنده مكان الدخول" مشيرا إلى أن مصر قررت دخول القافلة من ميناء العريش "تسهيلا لها وحماية لها وتأمينا للبلاد". وحسب المتحدث باسم القافلة فان القنصل المصري في العقبة قال أثناء التفاوض مع جورج جالاوي إن القاهرة يجب أن تجري اتصالات مع الإسرائيليين بشأن الأسماء والبضائع قبل السماح بدخولها، فرد عليه جالاوي متسائلا عن "السيادة" التي تستخدمها الحكومة كمبرر لرفض دخول القافلة. واضاف البيراوي " نعمل على تهدئة الشباب هنا لكنهم مصممون على تصعيد احتجاجهم، وقد تظاهروا امام القنصلية المصرية في العقبة رغم محاولات الامن الاردني منعهم، وتوجد خطط اخرى لديهم " . واضاف " قلنا للسلطات المصرية لسنا هنا لتحدي مصر او الانتقاص من سيادتها انما جئنا الى هنا كي نصل في اقصر طريق من العقبة الى مصر، وهو نويبع " .
واكد ان "تركيا تدخلت بالامس عبر وسيط رسمي من رئاسة الوزراء التقى بالقنصل المصري وجاءنا بعروض اولية فيها اشتراطات اثارت حفيظة اعضاء القافلة اهمها هو انه لا بد من التنسيق مع الاسرائيليين لدخولنا وهو ما نرفضه رفضا تاما تحت أي من الظروف ولو بقينا في العقبة سنة كاملة".