أكد رئيس وحدة أبحاث مرض السكري والتغذية في جامعة سان مرجريت في فرنسا الدكتور دينس راكا أن عدد مرضى السكّري في العالم حاليّاً بلغ ما يقارب ال 177 مليوناً. جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها في مستشفى الملك فهد بجدة بالتعاون مع سانوفي افانتيس. وأوضح الدكتور دينس قائلا "يعد انتشار معدلات داء السكري في دول شرق البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط من أعلى المعدلات في العالم، نتيجة التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي وقعت في العالم خلال العقود الثلاثة الماضية على غالبية هذه الدول، ومن بينها مظاهر التقدم والتحضر وانخفاض نسبة الوفيات وارتفاع متوسط العمر المتوقع لقاطني هذه المنطقة". وأضاف " التطور والنمو الاقتصادي السريع في هذه الدول وخاصة بين الدول الأكثر ثراءاً والمنتجة للنفط أدى إلى تغييرات سلوكية أثرت على أسلوب الحياة مما ساهم في تخفيض معدلات النشاط البدني وتغيير العادات الغذائية وزيادة نسب السمنة، إلى جانب انتشار عادة التدخين وزيادة عدد المدخنين في هذه الدول بشكل واضح وكبير نتج عنه تفشي داء السكري من النوع الثاني". وتابع "أوضحت الدراسات أن معدل انتشار داء السكري في ست من هذه الدول وهي الإمارات والبحرين والكويت والسعودية ومصر وعمان من بين أعلى 10 دول في العالم، والوضع ذاته ينطبق على هذه الدول في ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم وهي مرحلة تسبق الإصابة بداء السكري مباشرة". وحول أعراض السكري أكد دينس أن " ثلث مرضى السكّري فقط يعانون من عوارض السكري مثل التبوّل المتكرّر والظمأ الشديد وازدياد الشهيّة وعدم وضوح البصر وازدياد الظمأ وخسارة الوزن" . وأضاف: "عند وجود العوارض من الممكن ألاّ يعزوها المرضى والأطبّاء للداء السكّري، ففي دارسة أجريت في المملكة المتحدة، اتضح أن أكثر من 40% من المصابين بالسكري من النوع الثاني لا يدركون حالتهم مما يحول دون خضوعهم للعلاج المخفّض للغلوكوز، أما المضاعفات فهي تصيب الأوعية الدموية الصغيرة مما يؤدي الى الإضرار بالأعضاء الأساسيّة كالعين والكلى والأعصاب (اعتلال الشبكيّة السكري، الاعتلال الكلويّ السكري، الاعتلال العصبي السكّري). ويصيب أيضا الأوعية الدموية الكبيرة مما يؤدي الى مرض القلب التاجي والمرض المخّي الوعائي والمرض الوعائي المحيطي، معرضا المرضى لخطر الإصابة بالنوبات القلبيّة والسكتات الدماغيّة. وإنّ الإصابة المتزامنة بالمرض الوعائي المحيطي وبالاعتلال العصبيّ السكّري يمكن أن تسبّب كذلك "القدم السكّرية" وهي مضاعفة أخرى يمكن أن تكون خطيرة. وأشار الدكتور دينس إلى أن علاجات السكّري تهدف إلى تخفيض الغلوكوز في الدم بغية تأخير ظهور المضاعفات، فيُعطى الإنسولين كبديل (النوع الأول) أو كمكمّل (النوع الثاني) لإفراز الإنسولين الطبيعي، وتشبه الإنسولينات الجديدة إلى حدّ كبير الإنسولين البشري لكن تمّ تعديلها للتأثير على الغلوكوز في أوقات مختلفة من اليوم؛ إلا أن علاج الداء السكري من النوع 2 يتماشى مع طبيعة المرض التدريجيّة، فمقاومة الإنسولين ونقص الإنسولين يسوءان بانتظام مع الوقت، وكنتيجة لذلك يرتفع معدّل الغلوكوز الوسطيّ في الدم (HbA1c) ارتفاعاً كبيراً، لذا علاجات السكري من النوع 2 هي عبارة عن اتباع الحمية وممارسة الرياضة وأخذ مضادات السكري التى تعطى عن طرق الفم والإنسولين وجمع هذه العلاجات كلّها معاً، بالإضافة إلى مراقبة معدّل الهيموجلوبين السكري في الدم (HbA1c) كلّ ثلاثة أشهر على الأقلّ للتأكّد من أن العلاج الحالي ما زال فعّالاً. وأوضح "تنصّ المعايير الدوليّة على وجوب التوصّل إلى معدّل هيموجلوبين سكري في الدم (HbA1c) بنسبة 6.5% (الاتحاد الدولي للداء السكري IDF ) وبنسبة 7.0% (الجمعية الأمريكيّة للداء السكري ADA ). ومع مرور الوقت، سوف يحتاج أكثريّة المصابين بالداء السكري من النوع 2 إلى الإنسولين للتحكّم بغلوكوز الدم. وقد أوصى الاتحاد الدولي للداء السكري IDF ببدء علاج الإنسولين لدى المرضى الذين يتخطّى لديهم معدّل الغلوكوز الوسطيّ في الدم (HbA1c) 7.5% بالإضافة إلى العقاقير الأخرى التى تؤخذ عن طريق الفم لتفادي مضاعفات المرض و الحفاظ على مستويات السكر في الدم في النطاق الطبيعي". - المصدر/صحيفة خبر الاليكترونية: