رئيس الاتحاد العربي للهجن يصل باريس للمشاركة في عرض الإبل    تعرف على أبرز المعلومات عن قاعدة "هشتم شكاري" الجوية التي قصفتها إسرائيل في أصفهان بإيران    أمن عدن يُحبط تهريب "سموم بيضاء" ويُنقذ الأرواح!    تظاهرات يمنية حاشدة تضامنا مع غزة وتنديدا بالفيتو الأمريكي في مجلس الأمن    شبوة.. جنود محتجون يمنعون مرور ناقلات المشتقات النفطية إلى محافظة مأرب    شروط استفزازية تعرقل عودة بث إذاعة وتلفزيون عدن من العاصمة    اليمن تأسف لفشل مجلس الأمن في منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة مميز    لماذا يموتون والغيث يهمي؟    تعز.. قوات الجيش تحبط محاولة تسلل حوثية في جبهة عصيفرة شمالي المدينة    - بنك اليمن الدولي يقيم دورتين حول الجودة والتهديد الأمني السيبراني وعمر راشد يؤكد علي تطوير الموظفين بما يساهم في حماية حسابات العملاء    حالة وفاة واحدة.. اليمن يتجاوز المنخفض الجوي بأقل الخسائر وسط توجيهات ومتابعات حثيثة للرئيس العليمي    الممثل صلاح الوافي : أزمة اليمن أثرت إيجابًا على الدراما (حوار)    ايران تنفي تعرضها لأي هجوم وإسرائيل لم تتبنى أي ضربات على طهران    خطوات هامة نحو تغيير المعادلة في سهل وساحل تهامة في سبيل الاستقلال!!    بن بريك يدعو الحكومة لتحمل مسؤوليتها في تجاوز آثار الكوارث والسيول    المانيا تقرب من حجز مقعد خامس في دوري الابطال    برشلونة يسعى للحفاظ على فيليكس    الحوثيون يفتحون مركز العزل للكوليرا في ذمار ويلزمون المرضى بدفع تكاليف باهظة للعلاج    الرد الاسرائيلي على ايران..."كذبة بكذبة"    الجنوب يفكّك مخططا تجسسيا حوثيا.. ضربة جديدة للمليشيات    اشتباكات قبلية عنيفة عقب جريمة بشعة ارتكبها مواطن بحق عدد من أقاربه جنوبي اليمن    بعد إفراج الحوثيين عن شحنة مبيدات.. شاهد ما حدث لمئات الطيور عقب شربها من المياه المخصصة لري شجرة القات    العثور على جثة شاب مرمية على قارعة الطريق بعد استلامه حوالة مالية جنوب غربي اليمن    اقتحام موانئ الحديدة بالقوة .. كارثة وشيكة تضرب قطاع النقل    مسيرة الهدم والدمار الإمامية من الجزار وحتى الحوثي (الحلقة الثامنة)    تشافي وأنشيلوتي.. مؤتمر صحفي يفسد علاقة الاحترام    الأهلي يصارع مازيمبي.. والترجي يحاصر صن دوانز    طعن مغترب يمني حتى الموت على أيدي رفاقه في السكن.. والسبب تافه للغاية    استدرجوه من الضالع لسرقة سيارته .. مقتل مواطن على يد عصابة ورمي جثته في صنعاء    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    مركز الإنذار المبكر يحذر من استمرار تأثير المنخفض الجوي    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    إنهم يسيئون لأنفسم ويخذلون شعبهم    طاقة نظيفة.. مستقبل واعد: محطة عدن الشمسية تشعل نور الأمل في هذا الموعد    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    شقيق طارق صالح: نتعهد بالسير نحو تحرير الوطن    نقل فنان يمني شهير للعناية المركزة    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمها    بن بريك يدعو لتدخل إغاثي لمواجهة كارثة السيول بحضرموت والمهرة    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    غرق شاب في مياه خور المكلا وانتشال جثمانه    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    مفاجأة صادمة ....الفنانة بلقيس فتحي ترغب بالعودة إلى اليمن والعيش فيه    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    10 أشخاص ينزحون من اليمن إلى الفضاء في رواية    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نافذة على الطب : السكري داء الملايين
نشر في الجمهورية يوم 14 - 12 - 2006


د/. سعيد اليافعي ..
داء السكري أحد أشهر الأمراض المزمنة التي تهدد حياة الملايين حول العالم ، إذ يعاني منه حوالي ثلاثين مليون إنسان في الكرة الأرضية تقريباً ولا يكاد مجتمع أو جنس بشري إلا ويعاني من المرض ، الكبار والصغار النساء والرجال جميعهم عرضة للاصابة.. واخذ السكري حيزاً كبيراً في مجال الأبحاث الطبية قديماً وحديثاً نظراً لانتشاره الواسع ، وفي بلد مثل بريطانيا فإن واحداً من كل مائتي شخص يعانون من المرض ، ورغم عدم وجود احصاءات دقيقة للمصابين بالسكري في اليمن ، إلا أن التقديرات تشير إلى انتشاره بشكل واسع في مختلف الفئات العمرية ، ونظراً لعدم التزام المرضى بطرق المعالجة بشكل جيد وقصور الثقافة الطبية وتقصير بعض الأطباء في توضيح كافة
جوانب المرض فإن مضاعفات المرض تظهر بشكل أسرع وترتفع معدلات الوفيات بين المصابين في المجتمعات النامية ومنها بلادنا.
ماهية المرض وأنواعه :
تحتاج خلايا جسم الإنسان لمركب الجلوكوز الناتج النهائي لهضم معظم المواد الغذائية كمصدر للطاقة تستهلك منه ما يكفيها للقيام بوظائف الجسم الحيوية ويتم تخزين الفائض من هذا المركب في انسجة الجسم ، ولكي تتمكن الخلايا من استخدام الجلوكوز يجب الحفاظ على تركيزه في الدم بمقادير ثابته وهذا لايتأتى إلا بتوفر هرمون الأنسولين الذي يفرزه البنكرياس ويساعد على ادخال الجلوكوز إلى الخلايا وحين يفقد البنكرياس القدرة على إنتاج الأنسولين يتراكم الجلوكوز السكر» في الدم ويتجاوز الحدود الطبيعية ، وتفقد الخلايا المقدرة على استخدامه وهنا يبدأ ظهور مايعرف بداء السكري « ».
وللسكري نوعان رئيسيان : النوع الأولى يسمى السكري المعتمد على الأنسولين « IDDM» والنوع الثاني يسمى داء السكري الغير معتمد على الأنسولين « niddm».
وبعد تأكد الطبيب من إصابة الشخص بالسكري يقوم بتحديد نوعه «الأول أو الثاني» ،حيث تختلف طرق المعالجة بحسب نوع المرض.
أسباب المرض:
داء السكري من الأمراض التي لم يتوصل الباحثون لتحديد سبب مباشر لحدوثه ولكن الأبحاث الطبية تعزو ظهور المرض عند المصابين إلى عوامل عديدة وراثية ومناعية وبيئية وغذائية وغيرها ، وهناك بعض الأدوية التي تستخدم لفترات طويلة قد تؤدي لظهور السكري.
العلامات والأعراض:
تختلف علامات المرض وشكوى المريض من شخص لآخر وحسب نوع المرض ، فقد تظهر الأعراض بشكل حاد كما هو في داء السكري من النوع الأول غالباً بينما تظهر ببطء وتدريجياً في النوع الثاني من السكري.
ومن الأعراض الحادة والشهيرة التبوال بكميات كثيرة ليلاً ونهاراً والعطش الشديد وشرب الماء بكميات كبيرة وفقدان للوزن وغشاوة النظر أو زغللة العيون وتنمل الاطراف ، وقد تتطور الأعراض إذا لم يتم تشخيص المرض ومعالجته وتبدأ المضاعفات بالظهور وأهمها حدوث الغيبوبة السكرية التي قد تؤدي بحياة المريض ، والنوع الأول من السكري يظهر عند الأطفال واليافعين ، وقد يتأخر الطبيب في تشخيص المرض في مراحل مبكرة أو تتأخر الأسرة في عرضه على الطبيب أو التهاون في العلاج وعدم القدرة على شرائه أو التنقل بالمريض بين الأطباء والمعالجين بالأعشاب والمشعوذين حتى يدخل المريض في المضاعفات الحادة أو المزمنة والغيبوبة وفقدان المريض.
النوع الثاني من السكري ، عادة يصيب البالغين وكبار السن وتظهر الأعراض بشكل تدريجي مزمن وقد يتأخر تشخيص المرض ولا يأتي المريض إلا حين ظهور المضاعفات المزمنة مثل امراض القلب والشرايين وأمراض الكلى والسكتات الدماغية وخمج القدم وغيرها من المضاعفات مثل فقدان الإحساس في جزء من الجسم خاصة الأطراف وضعف أو فقدان النظر والضعف الجنسي.... الخ.
وغالباً ما يكون هؤلاء المرضى بدينيين يعانون من السمنة ولا يمارسون الرياضة ويكثرون من تناول السكريات والدهون والشحوم الحيوانية وغيرها من الوجبات المحتوية على كميات عالية من السكر.
يقوم الطبيب بتشخيص المرض وإعلام المريض بالإصابة بداء السكري بعد اجراء الكشف الطبي والفحوصات اللازمة مثل فحص الدم والبول والتأكد من مقدار السكر في الدم أثناء الصيام وعشوائياً ، بالإضافة لفحوصات وظائف الكلى والقلب وأشعة الصدر وفحص النظر ، واستقصاءات أخرى حسب مرحلة المرض وحالة المريض لتحديد سلامة أجهزة الجسم المختلفة وعدم حدوث المضاعفات.
مضاعفات وخطورة المرض:
لداء السكري مضاعفات مزمنة وخطيرة بسبب تراكم السكر في الدم خاصة على القلب والأوعية الدموية إذ يعتبر عاملاً رئيسياً لتصلب الشرايين والجلطات القلبية والدماغية والوعائية والسبب الأول للفشل الكلوي المزمن ، وفقدان النظر والالتهابات الخمجية البكتيرية والفطريات المتكررة وغرغرينا الأطراف خاصة القدم ، وتصل نسبة المرضى المصابين بجلطات وعائية وغرغرينا الأطراف في بعض المستشفيات إلى حوالي النصف 50% من إجمالي الرقود في أقسام الجراحة.
أما المضاعفات الحادة للسكري فهي أيضاً كثيرة ومتنوعة وخطيرة قد تؤدي بحياة المريض إذا لم يتم إسعافه ، وأهمها انخفاض سكر الدم إلى أقل من المعدل الطبيعي وهذا قد يحدث بسبب تناول بعض الأدوية المهبطة للسكر أو الأنسولين بجرعات كبيرة أو تكون الجرعات مناسبة ولكن المريض لم يتناول الطعام بعد أخذ الدواء إما بسبب النسيان والتكاسل أو بسبب الإضطرابات النفسية والمشاكل الأسرية أو فقدان الشهية عند الإصابة بامراض أخرى أو قيام المريض بعمل مجهود عضلي كبير مع أخذ الدواء وقلة في تناول الطعام وكل هذ العوامل قد تؤدي إلى هبوط حاد في سكر الدم وفقدان الوعي والغيبوبة وإذا لم يتم إسعاف المريض وإعطاؤه المحاليل السكرية والأنسولين فقد تتطور الحالة وتحدث الوفاة لاسمح الله.
ومن المضاعفات الحادة والخطيرة أيضاً والتي قد تكون أولى علامات ظهور السكري «في حوالي 25% من مرضى النوع الأول» وبسبب الاضطرابات النفسية أو التعرض لمرض آخر غير السكري أو عند الإصابة بالنوبات القلبية أو عدم أخذ أدوية السكري أو تناول جرعات صغيرة من الدواء مع الإفراط في تناول السكريات والأغذية والعصائر المحتوية على كميات عالية من السكر أو عند تناول أدوية أخرى دون استشارة الطبيب كل ذلك قد يؤدي إلى ارتفاع سكر الدم لدرجات عالية عن الحد الطبيعي وتكون أحماض اللاكتيك في الدم وخروج السكر في البول وهنا يشكو المريض من زيادة كميات البول قد تصل إلى خمسة لترات في اليوم مصحوبة بالعطش الشديد والضمور وفقدان للوزن وشحوب الجسم وتسارع نبضات القلب والدوار وفقدان الوعي وهذه أيضاً قد تؤدي في نهاية المطاف إلى حدوث الغيبوبة السكرية مع احمضاض الدم ولها مضاعفات خطيرة وهنا يجب إسعاف المريض إلى المستشفى لأخذ المحاليل التعويضية والأنسولين والعناية الطبية ولا يسمح للمريض بمغادرة المستشفى إلا بعد استقرار حالته وعودة سكر الدم إلى الحد المناسب.
المعالجة:
بعد تشخيص المرض وتحديد نوعه يتبع الطبيب الطرق المناسبة للمعالجة ومتابعة تطور المرض بشكل دوري ومن أهم الطرق العلاجية لمرضى السكر ما يلي:
ارشادات طبية عامة:
عندما يعاني شخص ما من أي من الأعراض السابقة وخاصة إذا ما كان أحد افراد الأسرة مصاب بالسكري يجب أن يعرض على الطبيب لتشخيص المرض وإجراء الفحوصات المناسبة.
كل شخص يعاني من داء السكري عليه التقيد والالتزام بنصائح الطبيب واتباع الخطة الدوائية والغذائىة المحددة ومداومة عمل التمارين الرياضية.
ينصح مريض السكري بحمل بطاقة خاصة تصرف من الجهة التي تشرف على علاجه وغير موجودة في بلادنا تحمل أسمه وعنوانه والمرض المصاب به واسم الطبيب أو المستشفى الذي يشرف على علاجه وتحوي ارشادات عامة يتم إتباعها إذا ما تعرض الشخص لغيبوبة مفاجئة في مكان عام وخارج المنزل ومنها إعطاؤة كوباً من العصير أو قطعة من السكر لتجنب هبوط سكر الدم ومضاعفاته والاتصال بالأسرة ونقله إلى المستشفى.
ينصح المصاب بالسكري بحمل قطع من الشكولاته أو السكر يتناولها إذا ما شعر بدوار أو زغللة في العيون أو صداع أو غيرها من العلامات الدالة على انخفاض سكر الدم خاصة عند بذل مجهود عضلي أو السفر لمسافات طويلة أو العمل خارج المنزل اثناء الصوم.
الاهتمام بالنظافة بشكل عام وخاصة نظافة القدمين لتجنب خمج القدم وتقول إحدى نصائح حكماء الطب حول هذه النقطة «أهتم بنظافة قدميك كما تهتم بنظافة وجهك».
الاقلاع عن التدخين.
زيارة الطبيب كلما استدعت الضرورة أو بشكل دوري على الأقل سنوياً لاجراء الفحوصات ومتابعة حالة المريض.
الارشادات الغذائية لمرضى السكري:
يجرى الحديث كثيراً حول أنواع وكميات الغذاء التي يتناولها المريض وتتداخل اراء ونصائح الأطباء مع آراء المعالجين بالأعشاب والعسل وتجارب المرضى الآخرين والمشعوذين والطفيليين على مجال الطب وما أكثرهم في بلادنا وتتقاطع هذه الآراء مع رغبات المريض وأنواع الطعام المتوفرة بين يديه ومدى ثقافته والتزامه ومقدرته على التمييز بين ما ومن يضره مما ينفعه.
ولأهمية الموضوع فإنه يأخذ حيزاً كبيراً في مجال الأبحاث الطبية والغذائىة وتوصل الباحثون والمختصون في أمراض السكر مؤخراً إلى وضع قاعدة عامة ينصح مريض السكري باتباعها وتقول القاعدة «ليس بالضرورة الاهتمام بنوع الطعام الذي يجب على مريض السكري تناوله بقدر ما يجب الاهتمام بكمية ومقادير الطعام نفسه» وهنا يقوم الطبيب بحساب السعرات الحرارية اللازمة لكل شخص والتي تتناسب مع وزنه وسنه وعمله وجنسه ومرحلة ونوع المرض وينصح المريض بتناول كميات متناسبة من السكريات والبروتين والدهون على أن لايتعدى إجمالي السعرات الحرارية في اليوم الحد المناسب له ، ويجد الأطباء صعوبة كبيرة في بلادنا في هذا المجال إذ أن الثقافة العامة والصحية للمرضى والمجتمع دون ما يجب أن تكون عليه لتطبيق مثل هذه النصائح ولعدم وجود نشرات غذائية محددة للأطعمة العامة ومحتوياتها من السعرات الحرارية يمكن الاعتماد عليها ولعدم وجود اخصائيي التغذية في المستشفيات العامة والخاصة ، وقد ينظر لهذا الأمر من باب الاستهانة لكن يجب أن نعرف أنه لايمكن ضبط السكر في الدم عند المرضى على المدى البعيد والقصير ما لم يتم إتباع خطة غذائية منتظمة.
وتقول الدراسات الطبية أن حوالي 60% أكثر من نصف المصابين بالسكري يمكنهم ضبط سكر الدم في الحدود الطبيعية وبدون استخدام أدوية السكري ، وذلك عن طريق إتباع خطة غذائية متزنة فقط ، هذا في حالة الإصابة بالنوع الثاني من السكري أما في النوع الأول فيجب إعطاء الأنسولين بجانب الخطة الغذائية.
وينصح مريض السكري بتجنب تناول السكريات سريعة الهضم والامتصاص «احادية السكر» مثل عصائر السكروز والحلوى والمشتقات الحيوانية عالية الدهون ، ومن الأطعمة التي يسمح بتناولها دون إفراط الخبز بأنواعه والحبوب والبطاطا والفاصوليا والبقوليات والبسكويت ، ويمكن تنويع الوجبة الغذائية باصناف مختلفة من الطعام مثل اللحوم والحليب والحساء والكاسترد والسمك والبيض والأجبان وغيرها ، ويمكن الرجوع في هذا الموضوع للطبيب المعالج أو اخصائي التغذية أو بعض مواقع الانترنت الخاصة بالجمعيات والمنظمات المهتمة بمرضى السكري أو بعض المجلات الطبية المهتمة بهذا الموضوع ومنها مجلة السكري المتواجدة في الأكشاك والمكتبات.
العقاقير والأدوية المضادة للسكر:
هناك أنواع عدة لأدوية السكري منها ما يؤخذ عبر الفم على شكل أقراص وهذه تستخدم لعلاج السكري من النوع الثاني فقط وتعطى بجرعات محسوبة حسب وزن وسن المريض ومرحلة المرض والإصابة بأمراض أخرى وأهم هذه الأدوية الداونيل والدايميكرون والمينيدياب وغيرها مثل المنفورمين والمتفورمين والجلوكوباي... الخ وتعمل شركات الدواء بشكل واسع في هذا المجال ولدينا أنواع مختلفة من أدوية السكري في سوق الدواء اليمنية ، وهنا ننصح المريض بعدم تغيير العلاج الذي حدده الطبيب له والذي يكون مناسباً لحالته وإذا ما رغب باستخدام دواء آخر تجنباً لبعض الآثار الجانبية للدواء أو بسبب سعره أو استجابة لنصيحة من صديق أو مريض آخر فعليه قبل ذلك عرض الأمر على طبيبه والذي سيتفهم الأمر ،ونشدد على هذه النقطة لما لتداخل الأدوية واختلافها من اثر على سير المرض والخوف من استخدام دواء غير مناسب خاصة وأننا نعرف أن سوق الدواء اليمني غارق بالأدوية المهربة والتي تكون قد فقدت فاعليتها أو لرداءة جودتها غالباً وتقل فعاليتها في التحكم بسكر الدم مما قد يؤدي لحدوث المضاعفات وما لذلك من خطورة على حياة المريض.
الانسولين:
يظل هرمون الأنسولين مربط الفرس والحل الوحيد الذي يختاره الأطباء لعلاج مرضى السكري من النوع الأول ، والحل النهائي الذي نلجأ إليه في علاج مرضى السكري من النوع الثاني بعد أن تكون بقية الأدوية غير ذات جدوى ، ومن الطرق العلاجية أيضاً إعطاء الأنسولين مع الأدوية الأخرى بالإضافة إلى اتباع طرق التغذية المتزنة.
ويتبع المريض الإرشادات الطبية عند استخدام الأنسولين وحساب الجرعات اللازمة ويتدرب المريض على كيفية خلط الأنواع وطريقة ومكان حقن العلاج والمضاعفات المحتملة ، ونود الإشارة إلى أن الأنسولين نوعان منها الحيواني ويستخرج من بنكرياس الحيوانات ولم يعد يستخدم حالياً في معظم البلدان لما له من آثار جانبية ، والنوع الآخر يتم استخراجه من بنكرياس الإنسان وله مميزات كثيرة وهو المتوفر حالياً.
والأبحاث الطبية مستمرة وتحقق تقدماً كبيراً في مجال معالجة السكري ومنها تحضير الأنسولين بشكل يسمح باستخدامه عن طريق الاستنشاق وذلك بخلطه مع مركبات متبخرة وقد بدأ تسويقه في بعض البلدان وهذا قد يسهل كثيراً على المريض لسهولة استخدامه وتجنب الحقن اليومية تحت الجلد والتي تزعج المريض وتسبب له بعض الآثار النفسية ويظل سعر الدواء الجديد عائقاً أمام انتشاره في البلدان الفقيرة والمرضى محدودي الدخل ومن الأبحاث المشجعة في هذا المجال أيضاً محاولات الأطباء في زراعة البنكرياس أو الخلايا المولدة للأنسولين لدى المصابين بالسكري وغيرها من طرق الهندسة الوراثية وعلم الجينات.
أزمة الأنسولين والرسوم.. ومأساة ريمة:
مما يؤسف له حدوث أزمة في سوق الدواء في الأيام الماضية وتوقف استيراد الأنسولين من الدنمرك أهم الدول المنتجة للهرمون بعد أزمة الرسول الكاريكاتورية والمقاطعة ، وبسبب زيادة المصابين بالسكري مما أدى إلى تضاعف معاناة المرضى وارتفاع اسعار الدواء ، وتفاقمت المشكلة عند دخول من ليس لهم علاقة بمهنة الصيدلة ومن لايهمهم حياة الآخرين حيث كان تهريب الدواء طريقة للثراء ، والأنسولين كغيره من الهرمونات يحتاج لطرق حفظ معينة وبدرجة حرارة منخفضة والدواء المهرب يفقد شروط النقل والتخزين هذه ويصل دواء غير فعال مما أدى إلى تفاقم المشكلة وزيادة معاناة مرضى السكري وهنا نتمنى من الجهات المعنية وضع الحلول اللازمة لتجنب وحل مثل هذه المشكلة في المستقبل.
والجانب الآخر الذي ننبه له الإخوة العاملين في المراكز والمستشفيات والصيدليات والمهتمين بمرضى السكري والمرضى أنفسهم وذلك عند حفظ الأنسولين في الثلاجات والحافظات الخاصة أن يتم وضعه في مكان منعزل عن الأدوية الأخرى خاصة الحقن وذلك تجنباً لتداخل الأمر وحقن الأنسولين لغير المصابين به حتى لا تتكرر مأساة أطفال ريمة والتي ذهب ضحيتها عشرات الأطفال قبل سنوات بسبب وضع اللقاحات بجانب أدوية الأنسولين وبدلاً من حقن الأطفال باللقاح تم حقنهم بالأنسولين وحدثت الكارثة والمأساة التي لن ينساها أطفال ريمة وأسر الضحايا ولا العاملون في المجال الصحي.
اتمنى أن أكون قد وفقت في توضيح مفهوم هذا المرض الذي أنهك صحة الملايين واقتصاد البلدان وقدمته بشكل مفهوم للقراء والإخوة الذين يعانون منه وأوجه الشكر للقائمين على صحيفة الجمهورية وهذه الصفحة لاهتمامهم بالثقافة الصحية وستكون هذه الحلقة بإذن الله باكورة عمل وسنعمل في الأسابيع القادمة على تقديم مواضيع طبية أخرى تهم مجتمعنا اليمني.
- عضو هيئة التدريس المساعد كلية الطب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.